الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراحل حكم البعث في العراق : المرحلة الاولى 1968-1972

ابوذر ياسر

2019 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تسلم حزب البعث ( الجناح اليميني او هكذا كان يسمى لتمييزه عن الجناح الثاني للبعث الموالي لنظام صلاح جديد - الاتاسي في سوريا) السلطة في30 تموز 1968 بعد اسبوعين من اشتراكهم في الاطاحة بعبد الرحمن عارف بالتعاون مع عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود.
وقد جاء الحزب للسلطة وهو لا يملك شعبية تذكر خاصة بعد اقترانه بالاعمال المشينة للحرس القومي في عام 1963وقد كان عدد اعضاء الحزب 700 عضو في عموم العراق بأعتراف صدام حسين.
وقد واجه الحزب في بداية عهده تحديات سياسية كبيرة منها:
١ التصدي للضباط القوميين الطامحين للسلطة وهم باعداد كبيرة داخل مؤسسة الجيش و منهم عدد آخر من المتقاعدين.
٢ التصدي للخطر الاكبر: جناح حزب البعث الموالي لسوريا والذي كان يرفع نفس الشعارات ويحظى بشعبية ومقبولية اكبر وربما تنظيمات اوسع.
٣ التصدي للحزب الشيوعي بجناحيه ( اللجنة المركزية) و ( القيادة المركزية) .
٤ التصدي للمرجعية الدينية الشيعية في النجف.
٥ التصدي للاسلام السياسي السني ممثلا بالاخوان المسلمين.
٦ التعامل مع الحركة القومية الكردية المسلحة في كردستان.
فماذا فعلت السلطة ازاء هذه التحديات؟
استخدم الحزب اسلوب القبضة الحديدية بالتوازي مع محاولة كسب ود الناس لأعطاء صورة مغايرة لصورة البعث ايام الحرس القومي .
فقد اصدر عفوا عاما عن السجناء السياسيين واعاد المفصولين للخدمة و الغى سجن ( نقرة السلمان) ...
وحاول مغازلة المعسكر الاشتراكي و الحزب الشيوعي ( اللجنة المركزية) بالاعتراف بجمهورية المانيا الديمقراطية و اقام احتفالا بالذكرى المئوية لميلاد لينين و سمح للحزب الشيوعي بأصدار مجلة ( الثقافة الجديدة).
فيما مارس سياسة القبضة الحديدية مع الجناح الثاني لحزب البعث والضباط والعناصر القومية و الحزب الشيوعي ( القيادة العامة) فأعتقل عزيز الحاج ورفاقه وتعرضوا لشتى صنوف التعذيب.
واصبح ( قصر النهاية) مكانا" مرعبا" يمارس فيه ( جهاز حنين) برئاسة صدام يعاونه ناظم كزار وسعدون شاكر وعبد الكريم الشيخلي اعتى صنوف التعذيب على المعارضين او المشكوك بعداءهم للسلطة.
وطال القمع الاسلام السياسي السني فقد تم قتل ( عبد العزيز البدري) تحت التعذيب فيما حاولت السلطة في البداية مغازلة المرجعية الشيعية بالعزف على وتر طقوس عاشوراء فقد كانت الاذاعة تذيع اللطميات والمقتل في اول عاشوراء بعد انقلاب 1968.
وتمكن الحزب في هذه المرحلة من تصفية خصومة القوميين والجناح الآخر للبعث كما تمكن صدام من تعزيز قبضته بالتخلص من اهم منافسيه حردان التكريتي و صالح مهدي عماش وعبد الله سلوم السامرائي وصلاح عمر العلي ثم في مرحلة لاحقة عبد الخالق السامرائي المنافس الأخطر.
اما الصراع مع المرجعية الشيعية فقد توج بإتهام مهدي الحكيم ابن المرجع الديني محسن الحكيم بالتجسس لصالح اسرائيل ! ثم تلا ذلك وفاة السيد الحكيم في منتصف عام 1970 وتولى الخوئي المرجعية وهو اكثر عزوفا" عن السياسة من سلفه الحكيم.
اما الحركة القومية الكردية فقد فتحت السلطة حوارا" معها تمخض عن اتفاق آذار 1970 الذي وعد بمنح الاكراد حكم ذاتي بعد اربع سنوات من الاتفاق وتم استيزار عدد من الوزراء الاكراد و صدرت جريدة ( التآخي) الناطقة بأسم الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل علني في بغداد.
لكن مصطفى البارزاني تعرض بعد مدة الى محاولة اغتيال بواسطة قنبلة حملها وفد ديني قادم من بغداد واتهم البارزاني السلطة بتدبير المحاولة و سادت اجواء عدم الثقة بين الطرفين اضافة الى عدم حسم موضوع كركوك و شكل الحكم الذاتي فانفرط عقد الاتفاق وعادت الصراع المسلح في عام 1974
وشهدت المرحلة الاولى توتر العلاقة مع ايران على خلفية اتهامها بدعم مؤامرة لقلب نظام الحكم بقيادة عبد الغني الراوي و قد تم قمع المحاولة بقسوة وتم محاكمة المتهمين واعدامهم خلال 24 ساعة فقط!!
واعقب ذلك القيام بأول حملة محدودة لتسفير العراقيين من اصل ايراني ( التبعية) وشملت الحملة بشكل خاص تجار الشورجة الاغنياء.
وفي اطار سياسة النظام في اشاعة الرعب بين الناس قام النظام الجديد باعدام العشرات من العراقيين اليهود والمسلمين وتعليق جثثهم في ساحة التحرير في بغداد وساحة ام البروم في البصرة والملاحظ ان قرارات الاعدام في تلك الفترة طالت بعض الشخصيات المعروفة ومنهم مدحت الحاج سري ومحمد رشيد الجنابي ورشيد مصلح و راهي عبد الواحد ال سكر .
وبعد اعلان مشروع ( ميثاق العمل الوطني) عام 1971 وبينما كانت المفاوضات مستمرة مع الحزب الشيوعي لتشكيل ( الجبهة الوطنية) تم اغتيال اثنان من قادة هذا الحزب وهما ستار خضير و محمد الخضيري في ظروف غامضة .
وشهدت هذه المرحلة اصدار بعض التشريعات (التقدمية) ومنها قانون الاصلاح الزراعي الجديد وقانون العمل و ركز الحزب الحاكم بشكل استثنائي على الدعاية السياسية وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية والعمل الفدائي ورفع شعار ( كل شيء من اجل المعركة) و اتخذ مواقف علنية في دعم الفلسطينين في صراعهم المسلح مع النظام الاردني عام 1970 الا انه وكما تكشف لاحقا" ان هذا الدعم لم يكن حقيقيا" وان القيادة شعرت بالخذلان من مواقف بغداد في تلك الازمة.
وكانت العلاقة مع عبد الناصر سيئة حتى وفاته في ايلول عام 1970 وكانت وسائل الاعلام الرسمية تشن حملات اعلامية مريرة للتشكيك بمواقف عبد الناصر وخاصة بعد موافقته على مبادرة ( روجرز) الامريكية لحل مشكلة الشرق الاوسط .
في نيسان عام 1972 وقع العراق على اتفاقية صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفياتي و أنشيء خط النفط الاستراتيجي بمعونة السوفيت وبعد ايام دخل الشيوعيون الوزارة بوزيرن هما مكرم الطالباني وزير الري وعامر عبد الله وزير الدولة اضافة الى اسناد وزارة العدل الى شخصية مقربة من الشيوعيين هو عزيز شريف وكان يبدو ان النظام بصدد الاقدام على خطوة مهمة استدعت كل هذه الانفتاح .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال