الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتصاب الكلمات

روني علي

2019 / 5 / 17
الادب والفن



0

كتبت في الحب كل القصائد
والحب قصيدة واحدة
تكتبينها أنتِ .. حين
تنطقين تحت الشمس .. باسمي

1

دائما ..
تعانقني في طريقي إلى جني محصول الحلم
أشواك الصبار المتناثرة بين الأقدام
الهاربة .. مثلي
من حروب
طحنت الياسمين لبراءة عبقها
فيهرب كلنا منا في طريق منفرد

2

أبكي ..
حين تنشف ملابسي على منشرة الغسيل
وتفقد رائحة دفنتها بين أسرارها
خوفا من كلاب بوليسية
مدربة على التقاط شذى القبلات
أبكي في اليوم الثاني على نواح القلب
حين استدرج الضحية إلى عتبة الحب
والمشوار بيني وبينها يوم ..
لن يعود إلى ثباته

3

اتفقنا .. ألا يكون القلب
مضافة الحي
نهدي الشمس كأس ماء
من خوابي الجدات
نهدي القمر قناديل متورمة الأرداف
في ليال الشتاء
ولن نهدي لغزاة خلواتنا
ابتسامة .. هي قلبنا الفار من ثكنات الغزوات

4

الحبل مشدود حول أعناقنا
مذ خلقنا
كل منا ينثر خيوط أمنياته
على بساط الزمن
أنا .. من بخار قهوة ممزوجة بالحلم
وهي .. من مربعات لعبة
تصطاد عليها عصافير الخيال

5

الوقت لا يسعنا نحن الاثنين
حين تسرح شعرها
تأخذني نشوة القصيدة إلى تخوم النعاس
وحين ألقي القصيدة على صدرها
تغفو عيناها في بحر المتاهات
ربما .. لأننا نقطع الوقت .. كعكة
ونطوف بها على زنازين الخوف
ندفع للسجان رشوة التأمل
ونطحن الأمل من أطلعنا
لننام على كلمات .. رصفنا أحرفها
ولم نلفظ حرقة البوح بها

6

كلانا يقطع المسافات بمنشار الخوف
يرصف الممرات الوعرة
من دموع
كانت جعبته
ما أن قذفت به مشيمة القهر
إلى فضاء
لا صوت فيها .. سوى
تلقين الإمام في المقابر
لقوافل مدججة بأمتعة الهروب
البعض .. من سوط الإمام
والبعض .. من مواعظ الإمام

7

كم مرة نجوت من الحب
كثائر ينخرط بين جموع من أعفي عنهم
يطرق بابي فأهرب في معطفي
إلى زوايا النسيان
يعمم عني على كل المنافذ .. بطاقات البحث
فأتوارى خلف أقنعة
سقطت من حقائب ساسة
يرتادون الفنادق
يتجولون في المطارات
لشرح قضاياهم من شيكات البنوك
هذه المرة .. لا مفر
فأنا من طرق بابا موصدا في موجة الضباب
وما أن انقشع .. كان قلبي

8

أتحفظ على ضحكتها
شكلها .. يوحي وكأن الجراد يغزو حقول القمح
أيام الحصاد
طريقتها .. تزف إلي زوبعة غبار
من تحت حوافر خيول المعارك
أسلوبها .. تذكرني بمعلمة الصف
كلما دققت في ورقة الامتحان
وجارتي .. قالت
هي نفس الضحكة حين انفجر اللغم في سروالي
وأنا احتضن الأسلاك الشائكة
هربا من قنابل تزحف نحو قيثارة
كانت هدية الحب في عيد ميلادي

9

كان يهرب مني بحمية في نبضاته
كلما اشتد الرقص على أوتار الهيجان
ألاحقه باستغاثة السجين في زنزانة معتمة
يدفع إلي برسائل ممهورة
تحيلني إلى لدغات السوط
في معسكرات التأديب
لم نتصالح .. إلا
حين بدأت الشمس تلوذ نحو غروب العمر
فنطرق سوية أبواب الجنة
لنلتقي في مواعيد هو من يرسم خطوطها
ويغزل خيوط ممراتها

10

من الطرف الآخر اسمع ضجيج الهمسات
يسبقني حدس الرغبة إلى مسرح الجريمة
الكاميرات تلتقط التأوهات
الجدران ملطخة بلعاب السبق الصحفي
نشرات الأخبار تذيع آخر أخبار المعارك
والكل يتهامس تحت ستار الليل ..
هي الكذبة ذاتها
عاشقان على بساط المهجة
ونحن نسطر للتاريخ أن حربا قد وقعت
كل ما في الأمر
أحدهم صرح للرأي العام .. زورا
ما جرى كان عملية اغتصاب للوطن

13/5/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل