الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف بتونس..بين جهد وزير الشؤون الثقافية لتخليصه من عقال الإغتراب..والواقع المأزوم الذي تعيشه الثقافة عموما

محمد المحسن
كاتب

2019 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


سجال تسفيهي وجدل عقيم تذكيه أزمة المثقف العربي: من المؤسف حقا أن يقبل المثقفون العرب بتوزع ولاءاتهم لتغذي خلافات الأنظمة والحكام في وطنهم ، وهم كتلة الوعي الفاعل في الأمة ، وأحد أهم مصادر قوتها وتأثيرها وتدبيرها إذا ما جمعوا على وحدة الموقف ووحدة الهدف والرؤية ، إلا أنهم ابتعدوا عن هذا وانبهروا بالعقل الغربي ومنجزاته ، محتقرين العقل العربي ومنجزاته ، فزادوا من اتساع الشرخ الثقافي الذي يعيشه الإنسان العربي بدرجات لا تتفاوت كثيرا من جماعة عربية إلى جماعة عربية أخرى ، وبدلا من منطقة وسط يأخذ فيها المثقف العربي ما يتناسب مع ثقافته العربية ، وتراثه المجيد ، نجد الغالبية تعيش الثنائية بكل تناقضاتها وفصامها . ما أدى إلى أزمة يعيشها المثقف العربي العلماني ، والنهضوي ، والسلفي والإسلامي على حد سواء .
ما أريد أن أقول؟
المثقفون العرب سواء كانت ثقافتهم ذات توجهات قومية أو يسارية أو إسلامية أو ليبرالية يعيشون نفس الأزمة الثقافية فكل هذه التوجهات حكمت في أكثر من قطر عربي وفشلت.
وسبب فشلها بمختلف توجهاتها تغيبها مبدأ العقل والحرية، فالحرية كقيمة لا وجود لها في العقل العربي المُكَوّن ولا في الثقافة العربية.
وهنا يبرز السؤال المنطقي الوحيد أمام هذا الفشل، هل تمتلك هذه التوجهات الشجاعة والإرادة لمراجعة ثقافة تراثها الحزبي والفقهي المغلوط؟؟؟ وتحديد مكمن الخلل ووضع المعالجات له.
إن ثقافة "كن بين يدي شيخك كالميت بيد مُكَفنه"،هي نفسها ثقافة "نفذ ثم ناقش" ثقافة خضوع وعبودية واستعباد بمسميات مختلفة، ثقافة واحدة تلغي الحرية ولا تحترم العقل بل وتلغي وجودهما ، وهي قيد للعقل وخصي للإبداع، هي ثقافة صناعة العبيد، والعبد ألة إنتاج، وليس عقلاً مبتكراً أو مبدع، هي ثقافة تستهلك الحضارة ولا تنتجها، تقود المنتسبين لها للخروج من الحضارة بل ومن الوجود ذاته .
أزمة الثقافة العربية بكل مكوناتها هي أنها تستخدم نفس أدوات التراث المعرفية التي أنتجت ذات التراث المعيق والمغلوط أياً كان مسماه، فقهي قومي يساري ليبرالي ، وهي هنا تُعيد إنتاج نفسها بصور مختلفة وتسميات جديدة، معتقدة أنها أحدثت تجديداً وتغييراً ثقافياً بينما هي لا تزال أسيرة ذات التراث.
وللخروج من هذه الإشكالية ( الأزمة ) على العقل العربي أن يعيد قراءة تراثه الفقهي والحزبي، بمعارف عصره وأدواتها المعرفية وإشكالياته المعاصرة، ليصيغ ثقافة جديدة تُعيد صياغة العقل العربي بِمُكَون معرفي جديد يجعل للعقل والحرية حيّز وتأثير، هنا فقط يستطيع العقل العربي الخروج من أسر التراث لينتج ثقافة عصره وحضارته.
والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع:
في ظروف صعبة جدا واستثنائية يمر بها العالم العربي، يتساءل المرء عن المثقف والمنظر والمفكر العربي؟ أين هو؟ ما هو دوره في المجتمع؟ ما هو موقفه مما يحدث من حوله؟ ما هي اتجاهاته وآراؤه حول الاهانات والابتزاز والاستغلال الذي تتعرض له الأمة العربية؟ ما هو شعوره بعدما تحرك الشارع الأوروبي والشارع الأميركي ضد الحرب على العراق والشعوب العربية من المحيط الى الخليج غارقة في سبات عميق؟ أين هو المثقف العربي من تواطؤ بعض الانظمة العربية مع أميركا والقوى الغربية في تصفية وإهانة والقضاء على الثوار والمناضلين ورجال المعارضة؟ إن ما نلاحظه في الوطن العربي هذه الايام هو عبارة عن شلل تام في المواجهة والتصدي والرفض لما آلت اليه أمة بكاملها. أطفال ابرياء يقتلون ويعذبون ويموتون يوميا في فلسطين والعراق واليمن وغيرهما من الدول العربية، قيادات سياسية وحزبية وقوى مضادة تهمش وتسجن وتتم تصفيتها بدون سابق انذار، كل هذا يحدث في جو من الاستسلام والتفرج السلبي على انهيار او موت بطيء لأمة بكاملها. إشكالية المثقف ودوره وأزمته ومكانته في المجتمع تبقى من الاشكاليات المهمة والرئيسية المطروحة على الساحة الفكرية والثقافة والسياسية في وطننا العربي. هل من مكانة للمثقف في مجتمع يفتقد لمستلزمات التفكير والتعبير عن الرأي والحوار والمناقشة والحريات الفردية وحرية الصحافة وما إلى ذلك من مستلزمات وضرورات وشروط الانتاج الفكري الناضج الذي يستطيع ان ينظر ويؤسس للتطورات والتحولات المهمة والمصيرية في المجتمع؟! التجارب التاريخية في وطننا العربي تشير الى مرض الاغتراب والتهميش والاقصاء الذي عانى ومازال يعاني منه المثقف العربي عبر الاجيال والعصور، ففقدان الحرية والديمقراطية وانتهاك حقوق الانسان كلها عوامل ادت الى اغتراب المثقف العربي وتهميشه، سواء داخل وطنه حيث اصبح من الغرباء فيه لا يتعرف عليه ولا يتفاعل معه كما ينبغي لانه اذا فعل ذلك مصيره يكون مجهولاً، او اننا نجده يلجأ الى الهجرة طلبا للحرية ولمتنفس يجد فيه مجالاً للتفكير والابداع، لكن تبقى الغربة والعيش خارج المحيط الطبيعي للمثقف بمثابة الموت البطيء. والمثقف مهما كانت الصعاب والمشاق والمشاكل والعراقيل يبقى دائما مسئولا ازاء مجتمعه لتحقيق الأهداف النبيلة التي يناضل من أجلها، وهي العدالة والمساواة والحرية والقيم الانسانية النبيلة ومن اهمها توفير الظروف المناسبة للفكر والابداع.
اشكال آخر مهم جدا ضمن سياق ظاهرة اغتراب المثقف يتمثل في الرقابة الذاتية وممارسة الانسلاخ الارادي والمباشر من المجتمع والعيش في ضفافه وقشوره، وهذا موت بطيء أخر يعاني منه المثقف العربي وهو نوع من الانتحار، حيث لا يستطيع المثقف ان يجرؤ على التعبير عما بداخله ولا يستطيع ان يضع افكاره في خدمة المجتمع وفي خدمة المهمشين والمحرومين. فالاشكال هنا يتمثل في التقرب من السلطة وهذا يعني بعبارة اخرى الانسلاخ عن الجماهير، او التقرب من الواقع ومن الجماهير وهذا يعني غضب السلطة على المثقف واسكاته او تهميشه بطرق مختلفة، البعض منها معلن والبعض الاخر سري وضمني.وفي كل هذا نجد ان المجتمع في نهاية المطاف هو الخاسر الكبير لأن المجتمع الذي لا يملك نخبة من المثقفين العضويين ونخبة من المفكرين تنظر وتنتقد وتقف عند سلبياته وهمومه ومشاكله وتناقضاته وافرازاته المختلفة، لا يستطيع ان يكون مجمتعاً يتوفر على شروط النجاح والابداع والتحاور والنقاش البناء والجاد بين مختلف الفعاليات والشرائح الاجتماعية. وآليات الاتصال داخل المجتمع مهمة جدا، فكلما كانت مرنة وسلسة ويسيرة كلما نجم عنها التفاهم والوئام والوصول الى الافكار النيرة. لكن كلما تعقدت آليات الاتصال والتواصل في المجتمع وكلما اصبحت عسيرة ومفتعلة ومتملقة ومنافقة كلما زادت مشاكل المجتمع وتفاقمت وكلما زاد سوء الفهم وانعدم التفاهم والحوار واحترام الآخر. هذا ما يقودنا للكلام عن الثقافة التي افرزتها القوى المختلفة في المجتمع، فهذه الثقافة هي بكل وضوح ثقافة التبرير والتملق والتخدير والتزييف، وكأن الهدف في نهاية المطاف هو تجهيل الرأي العام وتخديره بدلا من توعيته والرقي به الى مستوى الفعل والمشاركة في صناعة القرار وفي تحديد مصيره ومكانته بين الشعوب والأمم. ما هو دور المثقف في المجتمع؟ وما هي علاقته بالسلطة؟ اسئلة تفرض نفسها في وطننا العربي وخاصة في الازمات المتعاقبة والعويصة التي تعيشها الأمة العربية من المحيط الى الخليج. في البداية نتساءل عن مكانة المثقف في المجتمع وعن وضعيته وعن الدور الموكل اليه. ولماذا نتكلم دائما في وطننا العربي عن ازمة المثقف؟ لماذا مثلا لا نتكلم عن المثقف العضوي (مه الإعتذار لغرامشي) في المجتمع، المثقف الحقيقي الذي ينتقد ويقف عند هموم وشجون المجتمع، المثقف الذي يعمل على تغيير الواقع وليس تكريسه، المثقف الذي يساهم في صناعة الفكر والرأي العام، المثقف الذي يحضر مجتمعه شعبا وقيادة لمواكبة التطور الانساني والحضاري والتفاعل الايجابي مع ما يحدث في العالم؟!
إلا أن الأمر يختلف بالشمال الإفريقي وتحديدا بتونس فالنهوض بأخلاقيات الشؤون الثقافية، وردع قطاعاتها وتصورات جديدة لتظاهرات ثقافية كبرى، ومراجعة التشريعات الخاصة بالإبداع والمبدعين وغيرها من النقاط، تحدث عنها محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية خلال ندوة صحفية انعقدت، في السنوات القليلة الماضية، بمقر رئاسة الحكومة بالقصبة.و أفاد محمد زين العابدين، في هذا الصدد، أن إصلاح المنظومة الثقافية أضحى مسألة ضرورية وحاسمة لتدارك الصورة الراسخة عن الوزارة وتحسين مستوى الاخلاقيات العامة على مستوى العلاقة بين المواطن وأداء المرفق العمومي، مشيرا إلى أن تنظيم الندوة الصحفية بمقر رئاسة الحكومة عوضا عن مقر وزارة الشؤون الثقافية يعكس حرص حكومة الوحدة الوطنية على ايلاء هذا القطاع أهميته كبقية القطاعات الحيوية الأخرى وإيمانا منها بقيمة التعبيرات والتجليات الفكرية والثقافية في تغيير الواقع والارتقاء بالمواطن إلى حياة أفضل.
واستعرض وزير الشؤون الثقافية بالمناسبة أبرز ملامح مخطط العمل الثقافي (2016-2020) ومن ضمنها البرنامج الوطني “تونس مدن الفنون” الذي انطلق منذ فترة وتضمن زيارات ميدانية لعدد من الولايات بهدف ترجمة مبدأ الحق في الثقافة إلى واقع يومي ملموس، وتمكين المواطن من ممارسة حقه في الثقافة إنتاجا واستهلاكا من خلال دعم مبادرات الجمعيات الثقافية التنموية وإطلاق “ساحات الفنون” لاحتضان مختلف الاختصاصات الفنية والعلمية والتكنولوجية.
في سياق متصل أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أهمية مراجعة سياسة الدعم العمومي الموجّه للأعمال الفنية أو للجمعيات، وذلك عبر مراجعة تركيبة اللجان المخصّصة للغرض وتوفير المراقبة المستمرّة ووضع مقاييس موضوعية ومضبوطة لضمان حسن توزيعه وتفعيل مبدأ الحوكمة الرشيدة.
جاء ذلك خلال جلسة عمل جمعت الوزير بمجموعة من الفنانين الموسيقيين، خُصّصت لمتابعة واقع القطاع الموسيقي في تونس وآليات تطويره والارتقاء به، ومناقشة سياسة الدّعم العمومي والنّظر في سبل تغييرها.
وأكد الوزير على ضرورة استفادة المبدعين والفنانين في المجال الموسيقي من إمكانيات الدّولة، إمّا على مستوى الدّعم العمومي أو على مستوى صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، وذلك بهدف التشجيع على الإنتاج الموسيقي وتطويره "وفقا لمقتضيات العصر وما يحتويه من تفاعل اجتماعي حقّقته شبكات التواصل" بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للوزارة. وأشار إلى أهمية التفاعل بين المؤسسات الثقافية المركزية وبقية الجهات، نظرا لما تزخر به من كفاءات فنية وطاقات شبابية، من شأنها أن تساهم في الدائرة الثقافية الوطنية.
في ما يتعلق بالتظاهرات الثقافية أكّد معالي الوزير ل"24/24 أنّ" التظاهرات الثقافية لها قيمة فنيّة لأنها تعبّر عن قدرة الفنان والأديب والشاعر، وكل من له نظر في الميدان الثقافي على أن يقدم مشروعه ورؤيته وخلفيته الفنية والثقافية و الفكريّة، وهذا من شانه أن يجمع حوله مشاهدين أو قراء وهو مهم بالنسبة إلينا لأنّ هذه العملية الإبداعية تتضمن أطرافا متعددة، وهذا بصفة عامة حيث أردنا أن تمكّن هذه الفرص المبدع أن يعبر، على قدرته على تقديم عمله والمشاركة حول هذا العمل من خلال الاستفادة منه والتواصل معه، والأهم بالنسبة إلينا هو أنّنا حرصنا على أن يقع ذلك بالنسبة لكل الأجناس الفنيّة، ولم نكن نرغب في أن يحدث في مستوى الموسيقى التي تعتبر لغة جماهيرية أساسيّة أو بعض التظاهرات الأخرى السينمائيّة أو المسرحيّة والتي تشهد إقبالا أكثر من غيرها، وقد سعينا أن يكون العمل الثقافي موجّه لكل الأجناس ولكل الأصناف الفنيّة لذلك إلى جانب مثلا أيام قرطاج السينمائيّة أو المسرحيّة أو الموسيقية، أدرجنا تظاهرات جديدة وهي أيام قرطاج دوليّة وتحتفي بأجناس من الفنون الأخرى، كأيام قرطاج للفن المعاصر حيث كان هناك سوقا للفنون التشكيليّة والفن المعاصر مهم جدا ومكننا من تقديم أكثر من 700 عمل تونسي في مقاربة للأعمال التشكيلية التونسية والفن المعاصر التونسي، كما كان هناك أيام قرطاج الشعريّة، وهذا مهم حيث تصبح تونس في كل مرّة عاصمة حقيقيّة للثقافة وندعو من خلال هذه التظاهرات من يشاركنا فيها من أقطاب فكرية و ثقافية ودول متعددة سواء في الإقليم المغاربي العربي الإفريقي أو المتوسطي أو العالمي بصفة عامّة.
وهذا نفس الشيء بالنسبة للفنون الكوريغرافية وأيام قرطاج لفنون العرائس وغيره وهذا لكي نعطي لكل الأجناس القدرة على التعبير عن حضورها الثقافي ولكي لا يختزل الأمر في جنس أو اثنين فيهما تكرار واجترار.
كما توجهنا نحو الجهات وهذا مهم جدّا أيضا حيث لا يمكن أن نتصور فعلا إبداعيّا في غياب هذا التوجه نحو الجهات ولذلك لاحظنا أن هناك فنانين كبار اتجهوا للجهات لانّ كل الجهات تستحق أن نقدّم لها مدّ وتمويل و ميزانيات إضافيّة على قدر اهتمامها بالثقافة وسعيها، وفي الحقيقة كل الجهات غنيّة لأن هذا المد الحضاري والتراثي والفكري والإنساني وكل جهة في تونس هي عاصمة في حدّ ذاتها، وهذا ما قدمناه في الجهات و في استقدام الجهات إلى مدينة الثقافة من خلال “ليالي الجهات” في رمضان حيث تم استغلال مدينة الثقافة لكي تصبح جهة من جهات تونس، ويأتي المشاهد والمواطن و الشغوف بالثقافة لكي يطلع على تراث هذه الجهة وأعلامها وفنونها وشعرها وعلى هذا المد الحضاري التي يعطي الصلة بين التونسي والتونسي مهما كانت واختلفت الجهة، لأننا في الحقيقة لا نعرف بعضنا البعض، ونحن نريد أن تجمع الثقافة التونسيين وتوحدهم في مستوى الاعتراف بالمكانة و القيمة وليس هناك جهة أفضل من أخرى لكن هناك جهة تتنوع عن جهة أخرى لكي نشاهد هذا التنوع وهذا الثراء.. وهذا لن تقوم به إلاّ وزارة الشؤون الثقافيّة لأنها وزارة الكل وهي تعلو على السجال السياسي وهي كذلك وزارة مضمونيّة وتستند إلى مبادئ دستوريّة مثل الحق في الثقافة وحق الجهة وحق الإبداع…"
أما بخصوص-كاتب هذه السطور-الذي يعيش واقعا دراماتيكيا إثر وفاة نجله وتواجد إبنه الأكبر خلف القضبان لمدة ثلاث سنوات (تمّ إطلاق سراحه مؤخرا) وإصابته بالتالي بمرض عضال (جلطة على مستوى اليد اليمنى نتيجة صدمة ما بعد الموت)،فقد حظي برعاية خاصة من لدن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين حيث أتاح له فرصة زيارته إلى مكتبه وآزره في مصابه الجلل ماديا ومعنويا وخلصه بالتالي من عقال الغربة والإغتراب التي يعاني منها المثقف العربي هنا ..أو هناك..وهذا ما يصبو إليه كل مثقف عربي نال منه الإغتراب في نخاع العظم..
ربما يحتاج المثقفون العرب إلى معجزات موصوفة للخروج من مأزقهم، فهم فقدوا دورهم المفترض، كما افتقدوا الثقة والصدقية اللتين تعتبران الأرضية الصالحة لنجاحاتهم، وبالتالي ثمة جهد كبير مطلوب لإعادتهم إلى الصورة وأخذ موقعهم في التحولات الجارية حالياً . إنه مطلب، بل تحدٍ ينبغي العمل عليه، وإلا إلى مزيد من التقهقر والتدهور المجتمعي والسلطوي الذي بدأنا الدخول فيه وعندها لن ينفع الندم .هذا المطمح يسعى وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين إلى تجاوزه-بجهد جهيد- وإعادة الإعتبار إلى المبدعين،المثقفين وحملة الأقلام عموما..يحدوه أما في أن يزدهر الفعل الثقافي بتونس ويتبلور المشهد الثقافي برمته بما ينفع المثقف والثقافة على حد سواء..
قبعتي يا معالي الوزير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف