الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيزا ونخب.. حكاية من حكايات الهجرة

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 5 / 19
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بما أن اليوم ركزت في كتاباتي وبوستاتي على فكرة الهجرة والاغتراب، دعوني أسرد لكم الحكاية التالية والتي حصلت معي شخصياً.. بعام 2010 خرجت من السجن وبعد مضي أقل من شهر على خروجي، اتصل صديق عزيز كان هو الآخر يعمل بتجارة الزيت ومهتم بالسياسة ومن مؤيدي البارزانية عموماً؛ يعني كان يجمعنا أكثر من قضية وموضوع .. وبعد السلام والتحية أفهمني بأننا معزومين يوم الجمعة -يوم عطلتنا- لدى أحد المعارف؛ بأن نكون ضيوف على مأدبته.. وفعلاً في اليوم المحدد اجتمعنا بحدود ثلاثون شخصاً وكل منا قد أتى بسيارته الخاصة موديل العام، كون الأغلبية تجار زيت وحبوب وبعض ميسوري الحال وكانت العزيمة في مياه صابونصي، أي القريبة على قلعة نبي هوري .. طبعاً الرجل -صاحب الدعوة وليس صديقي- كان جايب معه قصاب وصبيه ميشان يقوم بذبح الكبش وفرمه والقيام بما يتطلب أمور الشوي وكذلك كانت هناك فرقة موسيقية مع مطرب، ناهيكم عن المشاريب طبعاً حيث الكراسي والطاولات وسط مجرى النهر وتحت أشجار الزيزفون.

بدون طيلة سيرة و"كتر غلبة"، هونيك فهمت بأن العزيمة على شرف أحد الأصدقاء -وكان هو الآخر صديق قديم من أيام الجامعة- وأن سبب العزيمة؛ بأن صديقنا القديم قد أصبح سمساراً لجلب الفيز وبأنه تمكن من أن يجلب فيزا لصاحب الدعوة إلى كندا .. وهكذا وبعد أن أستقر كل منا على مقعده وأصبحت المشاريب والشوي جاهزاً، كان لا بد من رفع الأنخاب مع الكأس الأول وإلقاء كلمة على شرف الدعوة وصاحبها وصاحب صاحبها ولو بعبارة وذلك للتعبير عن المشاعر بخصوص المناسبة –كما أسلفنا- وعندما جاء دوري وللحظة ترددت؛ هل أطلب الإعفاء أم أقول لهم حقيقة مشاعري .. وبالأخير قلت التالي؛ "إنني عندما قدمت إلى هنا لم أكن أعلم المناسبة -وفعلاً كنت أعتقد بأننا سوف نجتمع كما هي عادة الأصدقاء أو أن هناك مناسبة اجتماعية ما- لكن وبعد أن أصبحت هنا وعرفت سبب العزيمة، فها إنني أوجه السؤال التالي لصديقنا صاحب الدعوة؛ أتعلم كم من السنوات سيلزمك لتقدر أن تعمل عزيمة مثل هذه لأصدقائك في كندا؟".

وقبل أن يجيبني أسردت مجدداً؛ "دعك من الجواب، كوني سأجيب على سؤالي بنفسي.. صديقي أنت لن تقدر أن تقوم بمثل هذه العزيمة ولأسباب كثيرة؛ منها إنك لن تقدر أن تكوّن لنفسك في الغربة هكذا جو وأصدقاء، ثم لن يكون بمقدورك أن تركب سيارة موديل نفس العام وحتى لو قدرت لن تكون رب العمل، كما أنت اليوم هنا على رأس عملك، بل ستكون عاملاً لدى الآخرين". ربما البعض يستغرب ويسأل؛ بما إنك كنت تعرف ذلك فلما تركت البلد.. طبعاً أجبت في بوستاتي السابقة وقلت: "لقد أخطأت" رغم إنني أنجبرت -أو على الأقل هكذا أقول لنفسي- لكن لعلمه ولعلم الآخرين؛ فلقد توفرت لي الظروف ولأكثر من مرة، بأن آتي لأوربا ورفضت وهذه حكاية طويلة يعرفها أصدقائي المقربين، لكن ومتل ما بيقولوا؛ "غلطة الشاطر بعشرة" .. بالمناسبة أغلب من كان يرفض أن يعمل في بلده ضمن وظائف كان يجدها أقل مرتبة من مكانته الاجتماعية، بات يعمل في دول الاغتراب بأعمال لم يكن يتوقع يوماً أن يفكر بها!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يحصل على -الحصانة الجزئية- ما معنى ذلك؟ • فرانس 24


.. حزب الله: قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على




.. مشاهد من كاميرا مراقبة توثق لحظة إطلاق النار على مستوطن قرب


.. ما الوجهة التي سينزح إليها السكان بعد استيلاء قوات الدعم على




.. هاريس: فخورة بكوني نائبة الرئيس بايدن