الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢١)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 5 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (21)
التجارة بالدين .. وأحلام البسطاء
أحمد موسى قريعي
إن أبشع الظلم وأشنعه هو التجارة بالدين والسياسة وأحلام البسطاء من الفقراء والجوعى والمحرومين، لا فرق بين من يسرق المال ومن يسرق وجدان البسطاء تحت تأثير الدين فيحولهم إلى متسولين ينتظرون "الدعوات" المباركة من المشايخ آخر كل صلاة لعل الله يستجيب لها فيتحولون إلى أغنياء.
هنالك نماذج دينية مصطنعة وغير حقيقية لا دين لها أو تدين غير النفاق والغباء والجمود والعهر السياسي كأمثال "عبد الحي يوسف" و "محمد علي الجزولي" الداعشي. لا تغرنك لحاهم وورعهم وبكائهم في المساجد فهم ومن سلك طريقهم "تجار" يعملون في أقذر تجارة في العالم إنها "التجارة بالدين" واستغلال البسطاء لسرقة أحلامهم.
منافقون كذابون لا يفكرون إلا بالمال الحرام، ولا يتبعون إلا أهوائهم وشهواتهم، يتلونون حسب مصالحهم، ويحدثون الناس عن الشرع والشريعة والشرائع ودين الله، وهم أبعد ما يكون عن الله وعباده الصالحين.
فقط أدركوا أن الإنسان السوداني "بسيط" بطبعه متدين بفطرته يحب الله ورسوله والصالحين من عباده، فاستثمروا عاطفته بمعسول الكلام لتحقيق مشاريعهم الدينية والسياسية. يعملون له من البحر "طحينة" فيعدونه بفردوس وهمي في الدنيا وهم يعيشون في أرقى فراديس الأرض ثم يطمحون ويتطلعون إلى مشاركته في الآخرة. لكن تجارتهم فاسدة ومردودة عليهم ولسوف تأتي اللحظة التي يخسرون فيها كل ما غنموا وملكوا وأخذوا وسرقوا ونهبوا و تلذذوا ونعموا ولعبوا.
أتدرون ما هي صفات تاجر الدين؟
لتاجر الدين خمس صفات كلهن نصب واحتيال وافتراء على الله ورسوله ودينه فهو (يوهمك أنه يعرف الإسلام حق المعرفة) وأنه (المتحدث الرسمي باسمه) وأنه (يمثل الإسلام وحده، ومن يختلف معه فهو ضده وضد الإسلام) وأنك (إذا لم تقف معه، فإنك تشارك في الحرب ضد الإسلام) وأنك (إذا أيدته ودعمته) سيرضى الله عنك ويبارك لك فى صحتك ومالك وحياتك ويدخلك جنته.
بهذه التجارة دغدغ "عبد الحي" عواطف وقلوب العامة بأن "العلمانين" في قوى الحرية والتغيير، أعداء لله ورسوله يحاربون الإسلام والشريعة، لذلك وجب عليكم أيها المسلمون أن تخرجوا لرفع راية الله عالية في وجه "الشيوعيين والبعثيين" وإن استدعى الأمر تجاهدونهم بأموالكم وأنفسكم.
عبد الحي الذي سكت ثلاثين عاما عن "نصرة الشريعة" ورضي بظلم الإنقاذ، فجأة أنطقه الله ليدافع عن دينه كأن الله قد "نسي" شريعته وتذكرها أيام الثورة فأوحى له بالدفاع عنها. لكنه التملق والانزلاق نحو الدونية والدناءة في أرخص تجلياته "اليوسفية".
في الواقع الأمر لا علاقة له بدين أو شريعة لأن "عبد الحي" لا يعنيه الدين أو شريعته، وإنما يعنيه فقط كم "يربح" من هذه الصفقة، وكم تدفع له الدولة العميقة جراء القيام بهذا "التشويش" الكيزاني المقيت، كمحاولة أخيرة لإستعادة ما فقد الكيزان في السودان من مكاسب دنيوية كان "عبد الحي" يشاركهم فيها بالترف والدعة والتخمة.
لقد عانى الإسلام بسبب هؤلاء في الماضي وما زال يعاني منهم في الحاضر. فكانوا في الماضي يشاركون السلاطين قصورهم وجواريهم وغلمانهم وبستاتينهم مقابل فتاوى تبيح لهم الجلوس على رقاب الناس سنينا عددا كتلك التي قضاها "المخلوع" على رقابنا. فإن تململ الناس تحت كراسيهم المزينة بالذهب والسحت تولوا هم رفع لافتة نظرية "الخنوع للحاكم" في وجوههم على أمل أن يشملهم "العطف السلطاني" بكرمه ومنته ولطفه، أما إذا تمادى الناس وثاروا في وجه السلاطين أفتوا لهم بقتل "الثلث" حتى يعيش ما بقي من "خلق الله" حاضره ومستقبله وعمره في خدمة السلطان تحت خط الفقر والقهر والاستبداد. وسوف يظلون يلعبون ذات الدور طالما هنالك جوع وحرمان وتخلف وكيزان.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي