الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب الكوجيطو المجروح

ناصر اليونس

2019 / 5 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة في كتاب الكوجيطو المجروح

يتناول هذا الكتاب مسألة الهوية من خلال تسليط الضوء على ورود قضية الهوية والانتماء في بعض الفلسفات أو الفلاسفة , ومن خلال مقدمة الكاتب نستشف ان البحث في مسألة الهووية هو نزاع فلسفي علماني لا يقبل بالمسلمات العمومية والأطر الدينية التي تلبي حاجة الانسان المعتاد في الانتماء لمجموعة او كيان والاطمئنان في داخله .
اتى الكتاب في عدة فصول أهمها جاء عن كانط ونيتشة ومورلوبونتي و جيل دولوز وريكو وهابرماس في ثلثي الكتاب الاول , اما الثلث الاخير فكان عن جبران ونعيمة ومحمد عابر الجابري والثورة التونسية الاخيرة في 2011
وفي كل فصل نجد الكاتب يتبنى وجهة نظر الفيلسوف او كتاب بعينه ويندمج النص الاصلي مع كلام المسكيني ويتوحد في روح واحدة تلاحق الفكرة , لكن دائما ما كان صوت كانط أو نيتشة او .. هو الظاهر والطاغي فكأن الكتاب هو تلخيص لتلك الكتب وتوجيه الضوء لفكرة ما عبر تسلسل تاريخي بنيوي اختار أن يبدأ به كانط وان ينتهي بتونس .
وفي الفصل المخصص لعابد الجابري وجه فتحي المسكيني ملاحظات هامة لمشروع نقد العقل العربي بالرغم انها لم تأت بجديد عما قدمه جورج طرابشي الذي افرد لنقد "نقد العقل العربي" سنين طويلة من حياته , لكن يحق للمسكيني كما يحق لغيره ان يدلو بدلوه , علما أن الفصل كان مختلف تماما عن باقي فصول الكتاب كأنه ثأر شخصي وضع في غير مكانه .
هذا الفصل وان كان المسكيني محق في أن الجابري استخدم المتناقضات في بيان العقل العربي مثل علمانية / دين , عقل/تراث , وان الجابري هو فيلسوف عروبي هووي لم يقم الا باستخدام بقراءة التراث بالابستمولوجيا الغربية , وفي نفس الوقت نرى المسكيني في خاتمة كتابه -والتي من المفترض ان تقدم الخلاصة لهذا التقديم الطويل للكوجيطو- يستخدم المسيكني نفس اسلوب الجابري عن طريق المتناقضات : الزعامة / المدنية , الأحزاب / الثورة , الثورة / النخب
كيف لشخص أن ينتقد الجابري يقول عنه قارئ تراث فقط وبأن مشروعه لا يمكن ان يكون انسانيا لانه يختص فقط بالعرب , وفي نفس الوقت يرى الخلاص عن طريق الثورة التونسية ؟ بل يقوم بتحميلها ما لم تحمله الثورة الفرنسية ايضا , حيث قال " ان الثورة الجديدة لا تحمل توقيعا هوويا جاهزا , ولذلك هي أفق للحرية الموجبة التي ظهرت عندنا لاول مرة بعد تاريخ طويل من الحريات السالبة " ص 229
"ان المطلوب هو الكف عن استيراد النماذج السياسية وتطبيقها كأن المشكل هو بالاساس مشكل منهجي , ان مشاكل المجتمعات ما بعد الحداثية هي مشاكل ما بعد هووية , ان لم تعدد مشاكل في المنهج بل صارت مشاكل في اللغة : قل لي ما هي اللعبة اللغوبة التي تقترحها علينا , سأقول لك ما هي التحديات التي سترفعها في وجه المطالب الديمقراطية , باعتبارها القاسم المشترك الاخلاقي الجديد بين جميع المتحاورين , ما عدا العدميين منهم ..... مشترك نشط وقابل للكوننة الديمقراطية 237
فإن كانت المطالب الديمقراطية هي وجه الهوية الجديدة أرى أنه لا داعي لكل ذلك التقديم الفلسفي الجميل وخاصة فصل جيل دولوز الذي يؤكد فشل مسرح الصورة عن التمثيل الفلسفي , و عن التفكير بلا صورة .
من يريد البحث في الهوية والابتعاد عن المسرح الرمزي لا يختم الكتاب بفصل عن الهوية وراء النقاب ويبدي امتعاضه عن المنقبات التونسيات الجدد التي بدان يغزون الجامعات ويغزون سوريا بفضل داعش التونسية , فنقد خفيف سطحي مثل ان النقاب يزيح الهوية الفردية ويضع نموذجا "حريميا" هو نقد لا يقدم ولا يؤخر هذا النقاب هو هوية لشخص يؤمن بأن قوى خارقة خلقت كل المجرات وملايين الكواكب وأمرته ان يخبئ وجهه خلف ستار لانه قذر نجس مصدر فتنة , هذا الهراء لا يقدم مشروعا هوويا انسانويا بل تشظيا حداثيا لا أكثر .
هل اعجبني الكتاب نعم حيث كان لسان كانط ونيتشة موجود قويا واضحا , وحين بدأ المسكيني فلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من