الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو حوار عقلاني قومي ووطني

صلاح بدرالدين

2019 / 5 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




نحو حوار عقلاني قومي ووطني

صلاح بدرالدين

اذا كان هناك من درس واحد استوعبه السورييون بعد كل هذا التراجع والدمار والمعاناة خلال أكثر من ثمانية أعوام من عمر ثورتهم – الموؤودة – فانه ومن دون أدنى شك السقوط المدوي لأحزابهم التقليدية ( القومية – الدينية – اليسارية ) تنظيمات وبرامج وقيادات والعربية منها والكردية والمنتمية الى المكونات الأخرى مما يستدعي ذلك الدرس المزيد من الامعان والوقوف مطولا أمام معانيه ومتطلبات الاستفادة منه والاجابة على تساؤلات تتعلق بالانطلاق منه نحو حاضر يؤسس لاعادة بناء المستقبل عبر تضافر الجهود وممارسة النقد الذاتي وتنظيم الصفوف من جديد بغية انجاز الخطوة الأولى وهي استعادة الشرعية النضالية والوطنية الثورية .
من أبرز الشعارات الحزبوية بحسب العقلية الاقصائية الشمولية الوحدانية التي اندثرت وذهبت مع الرياح العاتية : " تمثيل العمال والفلاحين وسائر الشغيلة والكسبة أي ٩٥٪ من الشعب " " خليفة الله على الأرض والإسلام هو الحل " " المعبر الوحيد عن الثورة والمعارضة " " الممثل الشرعي للشعب الكردي السوري " " طليعة الأمة الديموقراطية " وباالرغم من سقوطها مازالت أصوات نشاز من هنا وهناك من أصحاب مصالح خاصة ترددها دون أن يرف لهم جفن .
في ساحتنا الكردية السورية تظهر تلك العقلية اللامنطقية بأبشع صورها في عملية الجعجعة بلا طحين والإصرار على الخطأ والتمسك بأقوال جوفاء مضى عليها الزمن والبناء على أرضية منهارة وترديد الخطاب البائد الذي كان سائدا قبل نحو عقد من الزمان والمضي دون توقف في اعلام التضليل والمبالغة أي محاولة التعامي عن الواقع المعاش وقطع الطريق على أية إعادة نظر ومراجعة للتصحيح وإعادة البناء والتحضير للمستقبل .
ومن دون أن ننسى تكويعات جماعات – ب ك ك – الآيديولوجية والسياسية والشعاراتية وقفزاتها غير المدروسة ومغامراتها المكلفة على حساب دماء ودموع بنات وأبناء شعبنا وافراغ مناطقنا لتكون سهلة المنال أمام المخططات الشوفينية من جانب نظام الاستبداد ومن دون تجاهل اغفال هذه الجماعات لأهم وأسمى المهام القومية والوطنية تجاه وحدة الحركة الكردية وتحقيق المصالحة والتوافق مع قوى شركائنا في الوطن .
نقول هناك البعض من المحسوبين على أحزاب – الأنكسي – والمستفيدين من الوضع الراهن غير الطبيعي في ظل الأنقسامات والتراجع وبدلا من الانشغال بمناقشة الأزمة المتفاقمة في الحركة الكردية السورية والبحث عن مخرج وحل وتوضيح الموقف السياسي من كافة المبادرات بوضوح وشفافية لجماهير الشعب الكردي وبالخصوص اعلان الموقف من مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة عبر عقد المؤتمر القومي – الوطني الجامع فانهم وبتهرب واضح عن المواجهة وبقصور فكري – ثقافي عاجز عن استيعاب أسباب الأزمة القريبة والبعيدة والداخلية والخارجية وسبل معالجتها وبدلا من مواجهة الحقيقة يلجؤون الى أسهل الاطروحات الديماغوجية كالقول : أنه ليس هناك مكان للخط الثالث والمقصود بذلك حراك الوطنيين المستقلين وهم أكثر من ٨٠٪ من المجتمع السياسي الكردي السوري النابض بالحياة لأن غالبيتهم من الشباب والناشطين وبمعنى آخر يعتبرون أن هناك طرفان أو مشروعان في الصراع الدائر واحد يمثله – ب ي د – وآخر يمثله – الانكسي – ولاثالث بينهما .
وفي الحقيقة التي غابت عن أذهان هؤلاء أنه كان ومازال هناك في حركتنا الكردية السورية منذ ظهورها اتجاهان أو نهجان متناقضان متصارعان عرفا في مراحل تاريخية متعاقبة تحت عناوين وتعريفات مختلفة مثل : مبدئي وانهزامي ويساري ويميني وثوري وتابع لنظام الاستبداد .
أما الآن فنحن أمام مشهد جديد ضمن حركتنا منذ اندلاع الثورة السورية يجسد صراعا بنيويا فكريا ثقافيا وجوديا بين نهجين واحد يمثله جماعات – ب ك ك – وآخر غالبية الوطنيين الكرد السوريين وفي البداية طرح ( المجلس الوطني الكردي ) نفسه معبرا عن النهج المواجه وكان مكونا من أكثر من عشرة أحزاب وعدد قليل من المستقلين ولكنه ولأسباب ذاتية وموضوعية وتنظيمية وسياسية لم يدم بل انفرط عقده وانحرف عن الخط النضالي الذي كان يرتجى منه من جانب الوطنيين الكرد السوريين .
ومنذ أعوام تحاول النخب الفكرية والثقافية والسياسية في أوساط الوطنيين المستقلين الكرد السوريين لملمة صفوفها وتنظيم طاقاتها والعمل على استعادة الشرعية المفقودة عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع لمواجهة كل التحديات وأولها النهج المدمر لسلطة الأمر الواقع الآبوجية التي تلحق كل يوم الأضر ار بشعبنا وقضيتنا خاصة بعد فقدان الأمل من – الأنكسي – وتحوله الى مجرد – حزيبات – ضمن دزينة من الأحزاب التي فاقت الخمسين .
كان من دواعي سرورنا لو صمد – الأنكسي – وناضل وحمل المشروع القومي والوطني خاصة وأنه حظي بدعم مادي ومعنوي من الأشقاء في إقليم كردستان العراق وكنا اليوم الى جانبه ولكن بسبب تخاذله وتراجعه أمام النهج الآخر بل قيامه بدور ما في استفحال قوى الطرف الآخر حيث نحمله المسؤولية أمام شعبنا وأشقائنا وشركائنا بالوطن لم نرى سبيلا آخر سوى العمل باسم مشروع – بزاف – وغيره وسنواصل الجهود وقدر المستطاع من أجل بلوغ الهدف .
كل الأطراف وكل المجموعات والأحزاب والتنظيمات مهما كانت صغيرة ومتواضعة وبينها – الانكسي - وكل الوطنيين المستقلين والأفراد أمام الامتحان والكل في مركب واحد فتعالوا نتحاور ونتوافق على مافيه الخير لشعبنا ولاسبيل للانقاذ الا باستعادة شرعية حركتنا المناضلة لتتمكن من مواجهة التحديات الماثلة في ظروف وطنية وقومية وإقليمية ودوولية تنذر بالانفجارات والحروب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م