الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك و كيفية إنهاء الصراعات!

عادل احمد

2019 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




ان الصراع السياسي في محافظة كركوك هو جزء من الصراع السياسي في العراق عموما، ولا يمكن بحث مسألة كركوك الا في ظل مجمل الأوضاع السياسية عموما في العراق. ان كركوك بطبيعتها الجغرافية ونشأتها هي خليط من الناس يتحدثون بلغات مختلفة وفيها معتقدات دينية مختلفة ايضا ، وهنا يمكن تصويرها بعراق مصغر. وان أي صراع قومي او طائفي في العراق تنعكس نتائجه المباشرة في هذه المحافظة اي كركوك. ولهذا السبب فان الموقف العمالي الشيوعي وحلولها السياسية هي من اهم المسائل التي تتعلق بانهاء المسألة القومية وكذلك الطائفية والدينية.. نحن رأينا الصراع القومي طوال العقود في كركوك بين القوميين الأكراد والقوميين العرب ورأينا نتائج سياسات التفرقة والعداء بين القوميات بكل اشكالها من القتل والتهجير والاغتيالات السياسية والاستيلاء على الأراضي والأملاك لمواطنين كلما سنحت الفرصة بالقوة والنفوذ والسلطة، ورأينا استمرار القتال واستعمال محافظة كركوك كورقة ضغط سياسي في جميع المجادلات السياسية حتى الان . لو كانت محافظة كركوك مثل مثيلاتها تكريت او الموصل لما كان هناك صراع مثل الموجود حاليا في كركوك والسبب يعود الى وجود الآبار النفطية الهائلة واستخراج الكبريت والفوسفات في كركوك والذي بدوره زاد من طمع القوميين الكورد والعرب بالاستيلاء عليه والسيطرة على الموارد والثروة لصالحهم. وكل من القوميين الكورد والعرب يتصفحون الكتب والمستندات التاريخية لتأكيد صحة أقوالهم ويخلقون البراهين الوهمية من اجل استعمالها في تعبئة الجماهير في هذا الصراع القومي والتي لا تعني شيئا سوى تأجيج المشاعر القومية لصالح اهدافهم واطماعهم . نحن راينا سلطة القوميين العرب من العارفيين والبعثيين وصراعاتها في كركوك ورأينا ايضا الأحوال والمعيشة الجماهير في ظل هذه السلطة والتي لا تحسد عليه احد من الفقر والحرمان والبطالة والجوع وانعدام الحقوق .. ورأينا ايضا منذ سقوط البعثيين في عام 2003 ولغاية 2017 من سيطرة القوميين الأكراد على محافظة كركوك واستخراجهم النفط وتصديره الى الخارج وتراكمت الاموال آلاف الأضعاف وصاحبت ذلك الفقر والحرمان وسوء الحالة المعيشية وانعدام الحقوق عشرات الأضعاف .. اي ان سلطة القوميين الكورد والعرب لم تجلب أية شيء غير الفقر والحرمان ولم تجلب ما تمناه المواطنين العاديين والبسطاء غير الحرمان اكثر!. ان استخدام المشاعر القومية والصراع القومي لم يكن الا وهما لاستحواذ القوميين على السلطة والنفوذ والاستيلاء على الثروة النفطية وتقسيمها أيا كانت السلطة بيد القوميين العرب أم القوميين الأكراد . وبعد عام 2017 وبعد الاستفتاء وسيطرة المليشيات الشيعية والحشد الشعبي على كركوك ازداد الطين بله وأضيف الصراع الطائفي الى الصراعين القوميين التاريخيين وبهذا أكمل الصراع ما موجود في عموم العراق في كركوك ايضا.. ومنذ ذلك التاريخ بدأت تتدهور يوما بعد يوم نحو الأسوء الحالة المعيشية لعموم المواطنين بكل مكوناتهم ولغاتهم ومعتقداتهم.. والصراع جاري بين كل الأطراف من اجل السيطرة والنفوذ والاستيلاء على الثروة النفطية واستعمالها في تغذية الصراعات وقد اتخذت منحا آخرا ومن الممكن ان تنفجر يوما وان تحرق اليابس والأخضر سوية نتيجة هذا الصراع الرجعي الذي ليس للطبقة العاملة والجماهير الكادحة أية مصلحة فيه غير اشتداد أغلالها وقيودها وان العمال بكل لغاتهم ومعتقداتهم ليس طرفا في هذا الصراع ولا يخدم هذا الصراع، نضالهم الطبقي بل وبالعكس يقف عائقا أمامه ويؤدي الى خلق الصعوبات والمشقات في مسيرتهم النضالية.. ولهذا فأن موقف العمال الشيوعيين من كل هذه الصراعات في كركوك ضرورة حياتية وان بديلهم سيكون اكثر إنسانية لان تجمع العمال من كل القوميات واللغات والأطياف والمعتقدات في صف واحد وبالضد من عدوهم المباشر وهي الطبقة البرجوازية من القوميين العرب والكورد والطائفيين وصراعاتهم ..
ما هي الحلول التي يتوسم العمال الشيوعيين تطبيقها في كركوك؟ لا شك فيه بان العمال ليسوا بحاجة الى المادة التاريخية والمستندات للاثبات ان هذه المدينة عربية أم كوردية وليسوا بحاجة ان تبرز احد أطراف القوميين او الطائفيين بالاستيلاء على السلطة وان تستخدم ثرواتها النفطية .. وليس بحاجة ان يكون هناك صراعا قوميا او طائفيا لكي تقف بجانب برجوازيتها واغنيائها بالضد من اخوانها الطبقيين في الطرف الآخر من الصراع.. وليس أصلا هناك حاجة للصراع غير الصراع الطبقي لكي تأخذ الطبقة العاملة حقوقها وعملها من الأغنياء والرأسماليين.. إذن الابتعاد عن الصراع القومي والطائفي والعمل من اجل إنهاء هذا الصراع هي المصلحة الحقيقية لكل العمال والكادحين في كركوك.. وعندما ينهي الصراع ينهي العداء بين العمال المتحدثين بكل اللغات وتجمعهم في كركوك حق المواطنة بالإضافة وعيهم الطبقي.. وان الحل لهذه المسألة هي قطع يد القوميين والطائفيين بكل اطرافهم في كركوك عن طريق الحكم الاستثنائي المختلف عن باقي العراق وتكمن في السلطة المحلية وحقوق المواطنة المتساوية بين كل ساكني كركوك ، وان حقوق المواطنة تأتي من انتخاب الممثلين في كل منطقة بعيدا عن الهوية القومية والطائفية وإنما على الكفاءة والخدمة الانسانية ويمنع استعمال التقسيمات القومية والطائفية في انتخاب الممثلين في كل منطقة وتشكيل الهيئة الرئاسية في المحافظة بعيدة عن أية هوية بغير الهوية الانسانية .. وان انتخاب الممثلين في المجالس والهيئات المحلية في كل منطقة يكون مباشرة في التجمع العام لمواطني هذه المنطقة ومن ثم تمثيلها في الهيئة الرئاسية للمحافظة وبألامكان سحب وبطلان الممثل المنتخب متى ما أراد المواطنون في هذه المناطق في التجمع العام ايضا.. اي سيكون انتخاب الممثلين الحقيقيين مباشرة من قبل المواطنين الساكنين في كركوك ويمنع ان تتدخل الأحزاب السياسية في اختيارالممثلين سواء في مجالس المحلات أم في مجالس المحافظة. وان الثروة النفطية يجب ان يديرها مجلس المحافظة وان تستخدم نسبة ما يكفي لسد الاحتياجات للمواطنين من الخدمات والمشاريع الاقتصادية ما يخدم معيشة المواطنين في كركوك.
ان الجدير بالذكر بان الحل النهائي لمعاناة الجماهير في كركوك او في العراق من منظور العمال الشيوعيين هي الثورة الاجتماعية لقلب كامل النظام وبناء النظام الاشتراكي ولكن في هذه المرحلة تحديدا والتي لم تتهيأ الظروف السياسية والاجتماعية للثورة الاجتماعية الطبقية و وجود التهديد والصراع والاقتتال القومي والطائفي في كركوك نتيجة العمل وسياسات الأحزاب القومية العروبية والكوردية والطائفية فان الحل والبديل لمنع الانفجار والصراعات القومية والطائفية هو هذا الحل التي ذكرناه وهذا يتوقف ايضا ان نفتح عيوننا وان نكون منصفين و نقيم ما حدث في كركوك طوال التاريخ ونقيم عمل واهداف الأحزاب والحركات القومية للكورد والعرب والطائفيين السنة والشيعة بمنظار انساني وليس بمنظارهم…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقديرات عسكرية بأن صواريخ الحوثي لن تهدد السفن التجارية في ا


.. الجيش الإسرائيلي: مقتل إسرائيلي بصاروخ أطلقه حزب الله في مزا




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات من داخل مدينة غزة


.. اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة في نابلس وسماع اشتباكات عنيف




.. ما دلالات توجه الشباب -إلى تطبيقات التعارف بحثا عن شريك؟