الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ

علي بنساعود

2006 / 5 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لعل أول ما يثير انتباه زوار بلدية مولاي علي الشريف (الريصاني بإقليم الرشيدية) هذه الأيام هو كثرة السياح الأجانب العابرين لها في اتجاه مرزوكة أو الجالسين على أسطح مقاهيها يستمتعون بحماماتها الشمسية الدافئة أو يتلذذون ب"مدفونتها". لكن الأكثر إثارة هو أكوام الأزبال وكثرة الكلاب الضالة والمشردين والمختلين المزعجين الذين يجدونهم في استقبالهم بالشارع الرئيسي لهذه المدينة وبمختلف أزقتها.

ولو قدر لك أن تسأل مواطنا عن الوضع العام بهذه البلدية، فسيجيبك بكل تلقائية بأنها من سيئ إلى أسوأ، والسبب هو الغياب العملي للمجلس، وانعدام الخبرة والتجربة لدى أعضائه، مما جعل السلطة المحلية، تستحوذ على شؤونه! وهو أمر معاكس لما كان عليه الأمر سابقا. ولو سألته عما إذا كان هناك فساد، فسيرد على الفور، ليتهم كانوا فاسدين، واستفادوا وأفادونا!

ومعلوم أن هذه المنطقة غنية بمؤهلاتها السياحية (الواحة، القصور، موقع سجلماسة، ضريح مولاي علي الشريف، مركز الدراسات والبحوث العلوية، المطبخ...) لكنها مؤهلات غير مستغلة، والدليل افتقار البلدية لبنية تحتية للاستقبال حيث لا تتوفر سوى على فندقين غير مصنفين!

أما الفلاحة فتقليدية، حيث يسجل المتتبعون أنها ما فتئت تتراجع سنة بعد أخرى، والسبب، حسب المسؤولين هو تقلص المساحة المزروعة، بفعل زحف الرمال، وتوالي سنوات الجفاف، والتنافس في الضخ المفرط للمياه الجوفية، والبيوض، والبناء العشوائي...

لذلك، فالواحة بهذه المنطقة مهددة بالانقراض ما لم يتجند المسؤولون لإنقاذها. ولذلك أيضا، فإن الفقر مستفحل، وتجلياته عديدة منها: البطالة وضعف القدرة الشرائية والتسول وانتشار الدعارة، حيث عشرات العاهرات ب"السكتور" خلف السوق وخارجه يمارسن عملهن في واضحة النهار! لهذا، فلا غرابة أن ترتسم على وجوه ساكنة المنطقة تجاعيد الفقر وأخاديد الصبر وقوة التحمل... ولهذا أيضا، فالمنطقة معروفة بالهجرة الواسعة لسكانها داخل الوطن وخارجه، خصوصا من جماعات بني امحمد سجلماسة والسفالات والسيفة حيث تتناقص ساكنة الأولى ب3 في المائة كل سنة، والثانية ب 2,7 في المائة، والثالثة ب 1,5 في المائة، وذلك منذ أزيد من عقد من الزمان...

وللإشارة، فإن بلدية مولاي علي الشريف مقر لدائرة فسيحة فقيرة آهلة بالسكان، حيث تحتضن ما يناهز سبعين ألف نسمة موزعة على البلدية وخمس جماعات قروية هي بني امحمد سجلماسة والريصاني والسفالات والطاوس وسيدي علي. والمثير، هو أن أغلب هذه الجماعات لا توفر فرص شغل حقيقية للسكان، لذلك، فهي بؤرة للفقر، حيث يبلغ في بعضها (سيدي علي مثلا) أرقاما قياسية تتجاوز الثمانين بالمائة بالأولى!!!

وما سبق أدى إلى انعدام الأمن، وشيوع الخمور والمخدرات بمختلف أنواعها التي أصبحت تباع بالعلالي. أما الجريمة واعتراض سبيل المارة والاعتداء عليهم، فحدث ولا حرج، لذلك، فقد أصبح السكان يخشون على حياتهم وعلى فلذات أكبادهم، وهذا ما حدا بهم، خلال الأسبوع الماضي، إلى تنظيم وقفة احتجاجا على انعدام الأمن وعلى الاعتداءات المتكررة على المواطنين.

ورغم كل تجليات الفقر والبؤس تلك، فالمفارقة هي أن جل مستشاري البلدية تجار! وأن أغلب برلمانيي المنطقة من كبار أباطرة المال على مستوى المنطقة والجهة ككل!

وبخصوص البنية التحتية لهذه البلدية، فهي هشة حيث إن طرقها غير معبدة، بل إن الشارع الرئيسي نفسه مرصع بالحفر، رغم أن إعادة تعبيده حديثة لم يمر عليها وقت طويل! أما الإنارة العمومية، فغير شاملة لكل الأزقة والأحياء، كما أن البناء العشوائي ينتشر بمجموعة من الأحياء منها حي مولاي حفيظ!

أما المحطة الطرقية، فرغم أنها أحدثت خلال الولاية السابقة فإنها، وبسبب ما شاب إنجازها من اختلالات، تفتقد للمرافق الضرورية. وعلاوة على هذا، ينتشر بالمنطقة النقل السري في مجموعة من الاتجاهات مثل: الجرف وأرفود ومرزوكة وألنيف وعلى عينك أبن عدي...

وبخصوص الوضعية الصحية للمواطنين، فقد أجمع من سألناهم على كونها متدهورة، والسبب قلة الأطر وغياب التجهيزات وفقر مزمن يحول دون المواطنين والسفر للعلاج أو اقتناء الأدوية، هذا ناهيك عن استفحال أمراض الجلد والعيون والحساسية...

وفي مجال التعليم، أوردت نقابات محلية أن المنطقة تعرف خصاصا كبيرا في الأطر والتجهيزات، واكتظاظا بمختلف المؤسسات، كما تعرف غياب مؤسسات التكوين المهني العمومي منها والخاص. وعلاوة على هذا، لا تتوفر هذه المنطقة، حسب شباب من المنطقة، على خزانات ولا مراكز ثقافية، كما تعرف فراغا ثقافيا مهولا، لم تستطع أنشطة "مركز طارق بن زياد" أن تخفف منه وذلك لأنها، حسب بعض من التقيناهم، نخبوية وغير موجهة للسكان المحليين. أما الفعل الجمعوي، فهو دون المستوى المطلوب، سيما أنه غير مدعوم، ودار الشباب اليتيمة مهترئة تفتقد لأبسط التجهيزات، وهو ما يجعل الشباب عرضة لمخاطر التطرف والانحراف. أما الأحزاب، فغائبة لا تظهر إلا وقت الانتخابات، بينما المعارضة غائبة، بل إن بعض المنتخبين يحملونها مسؤولية تدهور الوضعية بهذه البلدية، باعتبارها كانت أغلبية خلال الولايات السابقة، كما يحملونها مسؤولية الغياب وعدم مواكبة أعمال المجلس الحالي، وهو الغياب الذي دفع، حسبهم، وزير الداخلية إلى إصدار قرار التشطيب على زعيمها (مصطفى العمري الرئيس السابق) من لائحة مستشاري هذه البلدية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ