الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجاهد القسامي خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير ) في الحلقة الثانية

محمود الشيخ

2019 / 5 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المجاهد القسامي خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير ) في الحلقة الثانية

كيف تطورت علاقته بعز الدين القسام وبدايات العمل المسلح

بقلم : محمود الشيخ

يقول أبو إبراهيم أن عز الدين القسام كان على قناعة أن عماد الثورة سكان هم
"بيوت الصفيح"والكادحين وفقراء الفلاحين،ولذلك كان يرى فيهم الأمل في ديمومة الثورة ونجاحها،وأما أبوإبراهيم عندما سمع القسام في دروسه الدينية في المساجد اشتد قناعة بها وزاد تعلقاً بحضورها وواظب بلا انقطاع على سماعها،ولا يخلو درس منها من تعبئة الناس وتحريضهم على حمل السلاح والثورة على المستعمر،ولذلك تعمقت علاقة أبو إبراهيم الكبير بعز الدين القسام،وبدأ يحثه على البدء في حمل السلاح وتنظيم الناس في جمعية سرية لهذا الهدف،وكان القسام يتحدث عن خطورة ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين،ولذلك كان حريصاً في تعبئة الناس ضد هجرة اليهود إلى فلسطين،فكان يرى أن سكان ( بيوت الصفيح) القاطنين بالقرب من الميناء وقود الثورة ومشعليها ومعهم الفلاحين أبناء الريف الفلسطيني والكادحين.
وأبو إبراهيم يزداد قناعة بفكر القسام ويزداد قلبه خفقاناً ليقوم بما يعبر عن قناعاته التى تشكلت بفعل دروس القسام وازداد قناعة بأهمية العمل العسكري ولذلك انضم في العام 1928 إلى التنظيم السري كعضو مؤسس في قيادته،وباشروا في العمليات العسكرية،وفي العام 1931 وقعت أول عملية عسكرية في مستوطنة نهلال التى اعتقل على أثرها أبو إبراهيم الكبير لمدة ( 9 ) شهور،لكن مع مرور الوقت ينضج فكرياً أبو إبراهيم وبفعل التجربة يصل إلى قناعة أن الوقت غير مناسب لإعلان الثورة لهذا اختلف مع القسام عام 1935 على توقيت انفجار الثورة قبل استكمال الاستعدادات العسكرية.
رغم ذلك خرج عز الدين القسام عام 1935 من حيفا إلى جنين ومن ثم إلى أحراش يعبد حيث استشهد فيها إثر مواجهة عسكرية بطولية مع البريطانيين،بتاريخ 20 تشرين ثاني مع عدد من رفاقه،أدى ذلك إلى اندلاع الثورة وانفجارها في 15 نيسان 1936 قادها القادة القسامين،الذين تمكنوا من النجاة في المعركة التى خاضوها ضد الإنجليز في أحراش يعبد واستشهد فيها الشيخ عز الدين القسام.
يقول أبو إبراهيم في لقائه مع " نزيه أبو نضال " ومذكراته خرجت من حيفا إلى قرية سولم قرب العفولة،وأقمت في بيت الشيخ نايف الزعبي،مع زوجتي وأبنائي لمدة أربعة إلى خمسة أشهر،وأخذت القيادة القسامية تجتمع كل ليلة في سولم ،وبدأ أبناء جمعية القسام ينفذون عمليات هجومية ضد المستوطنات المطوقة بالسياج من كل الجهات،تحميهم ليلاً دوريات الجيش البريطاني،في حين لم يجرؤ أحدهم على الخروج من المستوطنة ليلاً ،ثم انتقل أبو إبراهيم الكبير إلى سيلة الظهر في منطقة جنين إثر تعرض قرية سولم إلى سلسلة اقتحامات من الجيش البريطاني ،ومن هناك أعلنا الثورة في 15 نيسان من العام 1936،وبدأنا ننظم عمليات هجومية على المستوطنات وامتدت الثورة إلى كافة مناطق فلسطين،من الجماعات المنضوية تحت لواء تنظيم الشيخ عز الدين القسام،فأشعلنا البلاد ضرباً في الليالي على المستوطنات.
كان لأبو أبراهيم الكبير دوراً كبيراً في حماية بعض المشكوك فيهم بأنهم عملاء من الإغتيالات،بعد أن تناهى إلى مسامعهم عن دور العملاء في لحاق الجيش الإنجليزي بجماعة عز الدين القسام،منهم حليم بسطة وأحمد نايف،الذى قيل أنه داس على رأس الشيخ عز الدين القسام بعد استشهاده،إلا أن أبو إبراهيم الكبير كان يؤمن بالإصلاح من ينوي إصلاح نفسه مع الإستفادة منه،فيجتمع معهم أبو إبراهيم ويعرض عليهم النصائح كي يكونوا إلى جانب شعبهم وثورته،ونجح مع من كان فرحان السعدي ينوي قتله فيخيرهم بين استمرار التعاون مع الجيش والمخابرات الإنجليزية أو الوقوف إلى جانب شعبهم ووطنهم،والبعض منهم كان يستجيب للنصيحة ويتراجع بل بعضهم تحول إلى مناضل يخدم الثورة ويأتي لها بمعلومات تفيد الثورة،مثال ذلك ( إبراهيم اليوسف ) الذى كان على علاقة مع رئيس جهاز المخابرات في حيفا يعلمه عن تحركات الثورة،عندما خيره أبو إبراهيم الكبير بين خدمة الأعداء أو خدمة فلسطين فاختار خدمة فلسطين وثورتها،هذا الذى أقسم فرحان السعدي أنه سيُمِيتَه موتة لا يعرفها أحد،واعترض أبو إبراهيم على فرحان السعدي والتقى إبراهيم اليوسف وخيّره ،وبدأ بنقل معلومات خاطئة للمخابرات ويأتي بمعلومات صحيحة عن تحرك الجيش ،حتى نقل معلومات عن ( حليم بسطة) الضابط المصري الذى نصحه أحد حراسه المصريين بالإبتعاد عن الفلسطينين كونهم أصحاب قضية فقال له سأدوس على رأس الشعب الفلسطيني، الخبر لأبو ابراهيم وأبو إبراهيم بدوره أبلغ أبو خالد الذى عاد إلى حيفا،فتنكر ابو خالد في هيئة عتال،وتنكر رفيقه محمد عبد الله الصفوري،على هيئة شحاد،ومعهم عربة خضار ووقفا أمام بيت "حليم بسطة" وبعد أن دخل بيته وتناول الغداء وهَمَّ بالخروج من بيته إلى وظيفته،أطلق رفيق أبو خالد النار عليه فأصاب حارسه وجرحه جرحاً لم يكن قاتلاً،هرب "حليم بسطة" إلى منجرة مجاورة لِبَيته،واختبأ تحت طاولة النجارة،فسحبه أبو خالد من قدميه وداس على رقبته وقال له ها نحن ندوس على رأسك،وأفرغ في رأسه طلقات مسدس نمرة (12) حتى فارق الحياة ومات ميتة الجبناء،ثم أتى حارسه المصري وقال له قلت لك أبعد عن الفلسطينين،لم تسمعني وها أنت يُداس على رأسك وأبو خالد يقول له شوف مين بدوس على راس مين يا حليم بسطة.
اغتالت الثورة العديد من الجواسيس الذين تعاونوا مع الإنجليز في اغتيال الشيخ عز الدين القسام منهم حليم بسطة وأحمد نايف الذى اغتاله القسامي الشيخ عبد الفتاح زبن المزرعاوي في حيفا أثناء خروجه من بيته أيضا بتكليف من الثورة.
ونتيجة لدور أبو ابراهيم البطولي في قيادة الثورة،وتوجيهها وتوزيع مهام الاشتباك العسكري كونه القائد العسكري لها بل أبرز القادة العسكريين لها، رصدت بريطانيا مبلغ (500) جنيه لمن يدل على مكان أبو ابراهيم الكبير،لكن دون جدوى،كان أبو ابراهيم يتحرك ليلاً بين الجبال هو ومن معه، ولا يأتون إلى الشوارع.
إلا أن الثورة توقفت في العام 1939 مما اضطر أبو ابراهيم للإنتقال إلى العراق وانتقل أيضاً الشيخ عبد الفتاح إلى العراق بناء على طلب المفتي، وشاركا عام 1941 في ثورة رشيد عالي الكيلاني وكان يتدرب الشيخ عبد الفتاح في معسكرات الجيش العراقي خفية عن الإنجليز كون العراق مستعمرة من قبلهم،ثم غادر العراق إلى الموصل ومنها إلى شتُورة في لبنان،والشيخ عبد الفتاح غادر إلى سوريا واعتقل فيها على يد الفرنسيين مدة (40) يوماً إلى أن تمكن من الفرار بمساعدة السوريين ومنها إلى فلسطين عاش فيها مطارداً مدة (7) سنوات حتى العام 1948 العام الذى شهد معركة القسطل والتى كانت آخر المعارك.
وأما أبو ابراهيم الكبير غادر في العام 1941 إلى ألمانيا توقف قبلها في اليونان تدرب على السلاح هناك، وفي العام 1944 غادر إلى روسيا للقتال إلى جانب الجيش الألماني ضد روسيا،بفعل علاقة المفتي مع الحركة النازية،وبعد هزيمة ألمانيا غادرها إلى فرنسا ومنها إلى بيروت ثم سوريا.
لكن أبو ابراهيم بقي مواظباً على التفكير بتجديد الثورة في فلسطين،لم ييأس ففي العام 1946 بدأ التحضير لها،ومع مطلع العام 1948 التحق مع جيش الإنقاظ بقيادة القاوقجي فتولى قيادة منطقة الجليل تحت إمرة أديب الشيشكلي.ثم بعد هزيمة الثورة في العام 1948 خرج من فلسطين إلى سوريا ومنها إلى عمان حيث استقر فيها حتى العام 1979 إلى أن توفاه الله.

يتبع في الحلقة الثالثه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -


.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا


.. كلمة عضو مجلس الأمة أسامة الزيد في الحلقة النقاشية -إلغاء ال




.. كلمة عضو مجلس الأمة محمد جوهر حيات في الحلقة النقاشية -إلغاء