الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أأسمع جعجعة ولا أرى طحيناً

وصفي أحمد

2019 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أسمع جعجعة ولا أرى طحناً
عندما بدأت التهديدات الأمريكية تجاه إيران , كانت لي قناعة بأن ادارة ترامب لن تقدم على أي عمل عسكري ضد إيران , وكذلك الحال بالنسبة للأخيرة فإنها غير مستعدة لأي مواجهة عسكرية مع القوات الأمريكية .
فالولايات المتحدة الأمريكية ورغم تصاعد خلافاتها مع نظام الملالي في إيران إلى حد أنها وضعت إيران على قائمة محور الشر بعد أن اتهمتها برعاية ودعم الإرهاب وهي تهمة توجهها الإدارة الأمريكية لأي نظام يخرج من تحت عباءتها , فإنها مستفادة من وجودها كعامل تخويف لدول الخليج العربي كي تبتزها , وهو الدور الذي كان يمارسه شاه إيران حتى سمي شرطي الخليج .
لكن هذه القناعة اهتزت , وإن على استحياء , عندما سمعت بوصول طائرات ألبي ففتي تي العملاقة والمصحوبة بحاملات الطائرات , على اعتبار أن أي انسحاب أمريكي بدون أي عمل عسكري سيهز مكانة الولايات المتحدة عالمياً وفي ذات الوقت سيدفع النظام الإيراني يستمر في غيه .
وبعد كل هذا الضجيج يتراجع ترامب ويقرر الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران , لكنه في نفس الوقت هدد بفرض عقوبات على النظام الإيراني لا تتعلق ببرنامجه النووي , بل ببرنامجين عسكريين آخرين , أحدهما للصواريخ البالستية والآخر للزوارق السريعة مشدداً في الوقت نفسه على أن إيران تبقى أحد أبرز مصادر التهديد لمصالح الولايات المتحدة وللاستقرار الأقليمي .
لكن المعلومات التي تحدثت عنها إدارة ترامب بأن إيران ملتزمة بالاتفاق دحضتها صحيفة (( ذا أيلي كولر )) الأمريكية , التي أشارت في عددها الصادر في 16 يونيو / حزيران إلى حجم الانقسام داخل المجتمعين السياسي والأمني في الولايات المتحدة حول الملف النووي .
فقد وجه أربعة أعضاء من مجلس الشيوخ رسالة إلى وزير الخارجية في 11 يوليو / تموز الماضي . ذكروا فيها أربعة خروقات إيرانية وهي : استخدام أجهزة طرد متطورة أكثر مما هو مسموح به , وتخطي حدود انتاج وتخزين المياه الثقيلة , وانتاج التكنلوجيا النووية والصاروخية من خارج خطة العمل , فضلاً عن رفض طهران دخول المفتشين الدوليين إلى منشئاتها النووية والعسكرية .
لكن رسالة هؤلاء قابلتها رسالة أخرى وجهها 38 جنرالاً وضابطاً متقاعداً من القوات الأمريكية البرية والبحرية والجوية , رأوا فيها أن خطت العمل حققت أهدافها خلال السنتين الماضيتين .
وعلى صعيد آخر , يرى متابعون للشأن الأمريكي أن ترامب لا يريد أن يخسر بإلغاء الاتفاق أي صفقات إيرانية محتملة أو أبرمت مع شركات بلاده , فهو تاجر محترف , وأبدى تعطشاً للمال حتى مع حلفائه في الناتو وأوربا ودول الخليج . 1
وعلى صعيد متصل قالت صحيفة (( وول ستريت جورنال )) الأمريكية أن (( الرئيس دونالد ترامب لا يسعى إلى خوض حرب مع إيران بقدر رغبته في الضغط عليها من أجل التوصل إلى اتفاق من عدة ملفات , مشيراً إلى أن مستشاري ترامب يحاولوا أن يضغطوا من جانبهم على الرئيس للوصول إلى مرحلة المواجهة .
وذكر الكاتب الأمريكي جيرالد سي , في مقال له تنشره الصحيفة , أنه رغم حالة التصعيد غير المسبوقة بين إيران والولايات المتحدة , والتي شهدت انتشاراً في الخليج العربي هو الأكبر منذ غزو العراق عام 2003 , فإن ترامب عاد وخفف من وطأة ذلك , عندما قال في تغريدة له أنه متأكد من أن إيران سوف تتحدث إليه قريباً )) 2 .
وفي المحصلة النهائية تبقى كل الاحتمالات مفتوحة .
1 ـ لماذا تراجع ترامب عن (( تمزيق )) الاتفاق النووي مع إيران , الخليج أون لاين .
2 ـ وول ستريت جورنال : هذه أجندة ترامب الحقيقية تجاه إيران , ترجمة منال حميد ـ الخليج أون لاين ـ الثلاثاء 21 ـ 5 ـ 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي