الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما الوطن يقسو عليك ، و يرفسك .

يوسف حمك

2019 / 5 / 23
الادب والفن


تبدلت الظروف ، و قواعد اللعبة تغيرت ، و الأسلوب الناعم لم يعد مجدياً .
فإما الانغماس في وحل الذل ، و التأقلم مع المهانة و انهيار العزم ، أو استجماع القوة التي قد يودي بك إلى المهالك ..

التراخي و القلق و الوهن إشارات تدل على الاضطراب و عدم الاتزان .
أما الاستجداء و طلب الاستعطاف بالتضرع و التوسل فلا مكان لهما في الضمير اليقظ ، و لا مع النفس العزيزة يلتقيان ..
بل كارثةٌ إن حلت على صاحب القلب النقيِّ . و مأزقٌ إن فتح ثغرةً لملامسة عفته ...

بينما للانتهازيين بادرة خيرٍ ، و للنفعيين فائدةٌ تدر عليهم ، كما موضع ترحيبٍ . حتى و إن هوت بهم إلى مستنقع الرذيلة ، و قذفتهم الشائنات إلى الحضيض .
نصف عقدٍ و نحن نتقاسم الوجع ، و على مائدة الألم جلسنا معاً ، نتشارك الحزن و الكآبة .
العلاقات بيننا أينعت ، و بلغت درجة النضج ،
غير أن ما يستدعي الألم ، حينما تقطفك الظروف من الأحبة .
فتلجأ إلى حزم الحقائب بدلاً من المواجهة .
فلا عدل في بلادكم الجريحة ، من هول صراع الطغاة و استبداد حكامكم ، ولا كرامة في ربوع وطنٍ اختطفه السفلة في الداخل ، و مزقه الأوغاد في الخارج .

لذا فإن رحلتي أوشكت على شفا ختامها ، و ساعة الانسحاب دنت ، و المغادرة أصبحت قاب قوسين أو أدنى .
ساعاتٌ معدودةٌ و القطار سيطلق صفارته بصراخٍ عارمٍ ، ليعلن بدء الانطلاق .

فلأن في المسامحة انسلاخٌ من نوازع الماضي ، و تحرر من العواطف الشائنة ، و فيها لياقة النفس و لباقة الفكر ، كما الذوق الرفيع . و الصفح ينقلك إلى حياةٍ أكثر متعةً و علاقاتٍ أروع .
و الغفران ينجيك من ضائقة المشاعر التعيسة ، كما تعميقٌ للتجربة الإنسانية ، و نجاةٌ من تأنيب الضمير .
فقد سامحت كل من أخطأ بحقي ، و صافحت كل من آذاني ، أو أهمل استحقاقاتي متعمداً .
أما من أخطأتُ بحقه ، أو أسأت إليه ، فأقدم له رزمةً من الاعتذار الصريح على طبقٍ من التأسف . لاضعفاً أو عجزاً ، و لا شعوراً بالخجل . و إنما بلسماً للشفاء ، و مداواةً للجروح .
فراقٌ موجعٌ ، و رحيلٌ مؤلمٌ .
أتمنى لكم حياةً رائعةً ، و عيشاً هانئاً .
و لو أن الأمور لا تسير بذات المنحى .
وإلى مزبلة التاريخ قادة بلدانكم راحلون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_