الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صفقة قرن أم صفقة قرون
عطا مناع
2019 / 5 / 24الثورات والانتفاضات الجماهيرية
صفقة قرن أم صفقة قرون
بقلم : عطا مناع
تعالوا لننطق بالحقيقة، الدعوة عامه، وبالتحديد لرواد النرجسية السياسية وأبطال المعارك الزائفة في وطننا الممتد من النهر الى البحر.
تعالوا لننصف التاريخ والجغرافيا، ننصف الاموات قبل الاحياء، وتعالوا لنخوض المعركة الفاصلة ضد الذات ونتطهر من خطايانا التي ضاق بها جحيم دانتي.
للتطهر في حالتنا حيث حافة الهاوية قواعد، انه العلاج بالكي واسماع صوتنا للجهات الاربعة باننا عقدنا العزم الاحتكام للميثولوجيا بأن ندفع ثمن ما ارتكبناه لأرواح الاسلاف، لا بد لنا من الدخول لحلبة جلد الذات.
لتختاروا ما شئتم من أدوات الجلد، فلكل أداة فعلها، اختاروا ان شئتم الجنازير لنطهر ظهورنا التي اعتادت الانحناء لعل تستقيم، وان شئتم اختاروا الاحذية لعل الدم يتدفق في وجوهنا التي شاخت قبل اوانها.
لا يهم، نحن نعيش في زمن الوعاظ ، ضاعت الفروقات بين الاولوان، لكل لون مجراه والمصب واحد، أنها ضريبة التيه والمال السياسي الذي نخر عقولنا قبل عظامنا، لكم ما شئتم أن تختاروا من أدوات الجلد ولكن هذه المرة انتم من سيتطهر أولا، عساكم تتخلصوا من اللعنة التي ستلاحقكم حتى قبوركم.
دعوة التطهير عامة، والتطهير لا يعني جلد الذات بالمعنى المادي فقط، التطهر في حالتنا أن ننعتق من العبودية التي احتلت مساحة واسعة من ارواحنا، أرواحنا التي عاشت التيه منذ ارتدادات النكبة الكبرى المتمثلة باتفاق اوسلو، التطهر يتم بالانعتاق من التبعية والاستكانة لشوافات البغل حيث لا يرى الواحد منا غير ما يردوه له.
نعم : انه زمن الرويبضه الذي عشعش في أرواحنا واختطف أحلامنا ، انه زمن التدجين والاستكانة لفكر العبيد بصرف النظر عن مكانة كل عبد، فانتم تعرفون أن عبيد المنازل يختلفون عن عبيد المزارع، ولكل منكم الخيار بتطبيق هذه القاعدة على واقعنا.
أنه زمن العبيد حيث يدغدغنا الشعار الكاذب والفتاوى المضللة، فتاوى حولتنا لقطعان بشرية تخدم أهواء واجندات من اعتقدوا أنهم امتلكونا، لنتحوا بعض حقبة من الزمن لرعاع يتم تحركهم بالريموت، نبرمج بما يخدم أهوائهم، نأكل بالريموت ويختاروا لنا ما نأكل، نتكلم بالريموت كما الببغاوات نكرر شعاراتهم، نتنفس بالريموت، وسنموت بالريموت،
التطهر يعني بداية الخلاص من جيش العبيد الاسياد، اينما ادرت وجهك تجدهم، في مؤسسات السلطة تجدهم، في المساجد والمؤسسات، وفي الاحزاب من اقصى يمينها لا قصى يسارها تجدهم، عبيد لا يتميزون عنا بشيء سوى انهم اتقنوا لعب دور السادة.
التطهر والخلاص يعنى أن نثبت لمظفر النواب أن هذا وطن وليس "بمبغى" يعيث في الوصوليون والانتهازيون من العبيد السادة الذين وضعوا الخيمة وعمودها في قمقم وطافوا يعرضونها على متاحف العلم لتجد مكان لها بجانب ما تبقى من تاريخ الهنود الحمر.
لا مفر التطهر سيقودنا للصحوة والانعتاق، بالتطهر نسقط صفقة القرن وكل القرون التي تكالبت على شعبنا، بالتطهر تتساقط كل الاصوات المنادية "بالتعقل والواقعية" والهرولة للمال الخليجي الذي ينقذ شعبنا من ازمته المالية، وكأن شعبنا أنتقل من السبع السمان للسبع العجاف، متناسيين أن الاحتلال والقفر والتجويع وجهان لعملة واحده.
بالتطهر تتساقط كل الاوراق الجافة التي تستر عوراتهم، عندها سيعود البريق وسيدفق الدم في عروق البشر ومن ثم الحجر، ولن يستطيع الثالوث المتمثل بالإمبريالية الامريكية والرجعية العربية التي تلوح باموال البترو دولار للكمبرادور الفلسطيني ولا الصهيونية أن تفرض المؤامرة علة شعبنا.
بالتطهر الذي يعني العلاج بالكي سنقف في وجه الاصوات الوقحة التي تنشر اليأس في صفوف شعبنا وستتضح المعادلة ويسهل حلها، واساس المعادلة هنا بأن نتحرر من صمتنا ونؤشر بكل ما نملك من اصابع على كل من فسد وسرق وضلل واستغل قهر المرحله.
عندها ستصبح صفقة القرن مجرد ذكرى كالمشاريع التأمرية التي استهدفت شعبنا خلال سنوات كفاحه الطويلة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال