الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيات من بلدي القائد القسامي خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير ) في الحلقة الثالثه

محمود الشيخ

2019 / 5 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



" يده نظيفه وسلاحه طاهر "
يده نظيفه وسلاحه طاهر عاش فقيرا ورأسه مرفوع ،عاقب من تغول على الشعب ومارس سلطاته بطرقة التى لا تسيء للثورة فجرد من تغول على الناس من سلاحه وفصله من الثوره بل اخرجه من فلسطين الى سوريا ومنعه من العودة الى الثوره.
يتحدث ابو ابراهيم الكبير في مذكراته عن سلوكيات بعض قادة القسام،فيقول ان جماعة "عارف عبد الرازق " كانت تعتدي على الناس ويطلبوا منهم مصاري ويجلدونهم واحيانا يقتلون من يزعلون منه،ينتقد ابو ابراهيم هذا المسلكيات،بل يأخذ اجراءات عقابية ضد مرتكبيها.
ثم يقول كان احدهم ويدعى "محمود سالم " الرجل ضخم الجثة وعندما كان يتعب يطلب ركوبه، اي فرس ويقول ابو ابراهيم نحن لا نستطيع اعطائه ركوبه وغيره لا، لتعم المساواه بينهم،ثم كان ممنوع عليه ان يثقل على الأهالي وممنوع يضرب وممنوع يطلب اكل زياده،على ما يقدموه الناس لهم،الا انه كان ثقيل الظل يطلب ويذبح له الدجاج والذبايح فيأخذ ما يزيد عن اكله معه كزوادة له على الطريق ان جاع،ولا يترك الا جزءا من الذبيحة لصاحبها،لقد وقع هذا الرجل في مسلكيات جد خطيره تسيء للثوره ،فطلبه ابو ابراهيم الكبير وجرده من سلاحه وطرده خارج فلسطين ومنعه من العودة للثوره،.....كالذى يجري عندما اليوم نزيد السارق احتراما وتقديرا ونقول عنه انه شاطر،بدل معاقبته وتنظيف الساحة من امثاله،فكم حرامي امتلأت جيوبهم من المال العام وارصدتهم غدت فلكية في البنوك ويطلقون على انفسم بالمناضلون،نحن بحاجه لأمثال ابو ابراهيم كي ينظف الساحة من الذين تغولوا على شعبنا واصبحوا اثرياء من المال العام.
ويلاحظ ان ابو ابراهيم كان يتمتع بحكمة وفطنة وغيرة على الثوره،ويعمل على صقل شخصية القائد حتى يلعب دورا في توسيع القاعدة الجماهيرية للثوره،ولذلك حارب المسلكيات التى تتعارض مع النهج الثوري والوطني والشعبي، ونسطيع تسمية سلوكه بسلوك القائد المرن من جهه والشديد من جهة اخرى،والحريص على استمرار النهج الثوري الصادق للثوره،مرونته ظهرت في كيفية تعامله مع من ضعفت نفسية ووقع في شراك المخابرات فعمل على اصلاح من يستجيب للإصلاح ورده الى شعبه وجنده مع الثوره وخدمتها،وشديد في وقوفه ضد اي سلوك يسيء للثوره ويبعد الجماهير عنها،وهذه الصفة التى جعلت منه القائد البارز من غير منافس له في قيادة القساميين،
وموقفه من قضية العملاء سببها معرفته ان مجتمعنا عشائري قتل اي عميل يعني ابعاد اقاربه عن الثوره بل تجنيدهم ضد الثوره،وبذلك تسيء لسمعتها من جهه،وتضيق قاعدتها الجماهيريه،وتخلق اعداء للثوره بدل ان تخلق اصدقاء ومؤيدين لها،هذا المفهوم الواعي لأبو ابراهيم الكبير جعل منه الشخصية المركزية في الجماعه والأهم فيها ورأيه نافذ لا جدال حوله،متزن مرن وشديد القوة.
لهذا كله لم يدنس سلاحه بدم احد،ولم تدنس يده بمال احد،بقي سلاحه طاهرا ويده نظيفة،الى ان توفاه الله ،ولهذا غنت "فرقة العاشقين " فرقة الثوره الفلسطينيه عن ابو ابراهيم الكبيره احتراما لدوره ولنظافة يده وسلاحه ولقوة تأثيره، ولأن عمله كان خدمة الثوره وليس لمصلحته الشخصيه،فلم يثرى كغيره،من قادة الشاشات والتلفزيونات،وما نسمعه عن ثراء فاحش وارصده فلكيه لمن يستغلون مواقعهم واثروا على حساب شعبنا الفلسطيني،ابو ابراهيم منع الفساد وقاومه بكل قوة وعاقب كل من حاول ان يتغول على الناس حتى في طلب زيادة في الطعام،او طلب المصاري او استخدام سلاحه لفرض سيطرته على الناس وليس اخلاقه واعماله العسكريه ضد الإنجليز والحركة الصهيونيه.
هؤلاء هم القاده المؤتمنين على حقوق شعبنا ومشروعه الوطني وثورته،وبقائها ثورة وثوار شريفة وقادتها شرفاء نبضهم ونفسهم وجل تفكيرهم هموم الناس وكيفية كسبهم لصالح الثورة،وليس استعداء الناس واغلاق ابواب النضال امامهم.
ولهذا السبب سعت حركة القسام الى تنظيم افضل العلاقات مع المفتي واعتبروه شخصية وطنية له دور وطني وقيادي،تعاونوا معه واستمرت بينهما علاقات قويه ولم يسعوا الى فرض اي خلاف معه لتبقى الساحة الفلسطينية موحده،رغم ما كان هنا وهناك من خلافات تمتد احيانا زمنا بين حتى القادة القساميين،لكن سرعان ما كانوا ينهوها،
يؤكد ابو ابراهيم ان اي خلاف او سلوك سيء سيؤثر على القاعدة الشعبيه للثوره مما يسهم في اما ابتعاد الناس عنها او استعداء الناس لها،فكانت بعض السلوكيات تساهم في ذلك يستغلها الإنجليز لتعميق الفرقة بين الناس،مثلا الخلاف الذى نشأ بين فخري عبد الهادي من عرابه والهيئة العربيه العليا استدعاه الى معاداة كل ثوري ووطني فأخذ يحبس ويقتل ويعذب من له علاقة بالثوره،الى ان مله اهل بلده فقام احد اقاربه بإغتياله اثناء عرس ابنه،وهكذا هو مصير كل معاد للثوره ولحقوق شعبه الوطنيه ،لنصل الى خلاصة لماذا الساحة الفلسطينيه تزدحم فيها الخلافات ولمصلحة من هذا الإزدحام،ولماذا تخدمون في ذلك الإحتلال الإسرائيلي وانتم تدعون انكم مناضلون من اجل الوصول بشعبكم الى وطن حر وسعيد،وصولا الى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني ما احوجنا لأمثال ابو ابراهيم الكبير.

ابو ابراهيم الذى ولد في حيفا في نهاية القرن التاسع عشر،عاش طيلة حياته فيها وقاد العمل الوطني في شمال فلسطين،في لواء الجليل لم يعيش في بلده المزرعة الشرقيه-رام الله ثم بعد سقوط القسم الغربي من فلسطين انتقل للحياة في سوريا ومن هناك الى عمان،انجب العديد من الأولاد يطلق عليه لقب ( خليل ابخنفر ) الوحيد من اولاده الذى زار المزرعة الشرقية المناضل (صلاح خليل ) ابو الرائد ساهم في حل معضلة كانت تواجهها البلد منذ ثمان سنوات بفعل الجهل تمثلت في خلو البلد من مجلس بعد ممارسة ضغد علىه للإستقاله فعاشت البلد في فراغ هائل بلى هيئى تنظم شؤونه وترعى مصالح البلد ،فكان دوره بارزا في وصول الناس لإختيار مجلس اختياري بلا تدخل حكومي ينتخب الناس عددا كاملا حسب عدد الأعضاء وبذلك تشارك كافة العائلات في عضويته،توفي ابو الرائد رحمه الله وقد ترك اثرا ايجابيا لبلده قبل وفاته تمثلت في وحدة البلد وهكذا سار صلاح خليل على خطى والده ابو ابراهيم الكبير.
يتبع في الحلقة الرابعه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي