الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ح ع ش م - ابراهيم فتحى ورحلته عبر التنظيمات الشيوعية

سعيد العليمى

2019 / 5 / 25
سيرة ذاتية


كتب استاذنا ابراهيم فتحى فى 24 مايو 2013 فى سياق جدال دار حول أول نص ينشر له على الحوار المتمدن بعنوان " تاريخ إنعزال اليسار " مايلى :

..... أما الانضمام إلى حدتو فكان فكاهة إذ لم أنضم إطلاقًا إلى برنامجها وكان اختباء للأمان. وكتبت في هذا التاريخ التحليل السياسي لوحدة الشيوعيين التي كنت مشاركًا بإسهام بارز في وضع خطها السياسي في تقرير منشور خارج السجن من وحدة الشيوعيين بعنوان اشتراكية رأس المال وهو عنوان استفزازي في التعبير عن البيروقراطية البورجوازية التي كانت في طور التكوين. وهو تقرير ظل أساسًا للخط السياسي لوحدة الشيوعيين طوال تاريخها. لم أؤيد إطلاقًأ خرافة المجموعة الاشتراكية الحاكمة التي تسير نحو الماركسية اللينينية رويدًأ رويدًا. وتركز عملي السياسي المنشور خارج السجن في محاربة هذه الخرافة التي أدت إلى انتحار الحركة الشيوعية بحلها. والاستمرار الفكري لوحدة الشيوعيين في -التنظيم الشيوعي- كتبت له تقرير -طبيعة السلطة البرجوازية في مصر- وكذلك لحزب العمال الشيوعي تقرير استراتيجيته.
أما البطانة الكوريلية فقد كانت وظلت حادة الاختلاف مع الشيوعيين المصريين والعرب جميعًا. إن حلقته نشأت على أرض معاداة النازية من جانب الحلفاء، ويساريته نشأت على أرض أخرى غير أرض الصراع الطبقي والوطني المصرية والعربية. ولم تكن تنتمي إلى الحركة الشيوعية العالمية ولا إلى التراث النضالي للشعب العربي، بل هي أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية الفرنسية المتصارعة مع الحركة الشيوعية.
وقد اتخذت حدتو من حركة الجيش مواقف متغيرة تراوحت بين التأييد وبين اعتبار قيادتها ديكتاتورية عسكرية صنيعة الدولار وتنتهج أساليب فاشية (رسالة كورييل إلى محمد شطا -حميدو- في تاريخ الحركة الشيوعية 1957-1965 لرفعت السعيد ص ص 123-124). وفي أواخر عام 1953 حينما بدأت في مصر بوادر عمل مسلح اشترك ضد الاحتلال اشترك فيه كوادر من منظمات شيوعية مختلفة وبعض الأفراد من حدتو مع وطنيين وديمقراطيين وبعض ضباط الجيش ضد قوات الاحتلال البريطانية كان موقف كورييل وبطانته رافضًا للكفاح المسلح. ففي رسالته إلى بعض من أتباعه أوردها رفعت السعيد أن هذا الكفاح المسلح انعكاس للفكر البرجوازي الصغير وإدراجه في عداد العمل الإرهابي، كما استثنى النضال المسلح لتحرير فلسطين مع هذا النضال المسلح المصري وأدرجهما معا في عداد الإرهاب. وكان ما يسمى خط القوات الوطنية والديمقراطية عاجزًا عجزًأ شائنًا عن رؤية خصوصية المعركة ضد الصهيونية وعن فهم الدور الجديد الذي أصبح على الصهيونية أن تلعبه بعد الحرب العالمية الثانية. واكتفى هذا الخط بإقامة سور صيني يعزل المسألة الوطنية الديمقراطية عن أساسها الطبقي أو أي مستقبل اشتراكي. وانفرد بالنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تضامن ثانوية بين الشعبين المصري والفلسطيني. وليس النضال ضد الصهيونية عند كورييل مسألة نضال طويل الأمد، بل مسألة بديهية تتعلق بتسجيل موقف.
إن كتابات بعض قيادات حدتو مثل مبارك عبده فضل اعتبرت شعارات الشعب المصري المحتضنة للقضية الفلسطينية طوال النصف الثاني من الأربعينات دعاوى عنصرية، على العكس من الجماهير الشعبية في مصر التي لم تعتبر الدور المتعاظم لقضية فلسطين حرفًأ للأنظار عن القضية الوطنية أو انخداعًا بشعارات عنصرية، بل رأت العلاقة الوثيقة بين انتداب بريطانيا على فلسطين ووعد بلفور والوجود الاستعماري على أرض مصر. أما كورييل على رأس بطانته فيكرر أسسًأ تبسيطية إلى درجة الاحتيال في تأملاته للمشكلة الفلسطينية التي ظل يكررها إلى عام 1972. فهو يزعم الانطلاق مما يدعي أنه حق مقدس لا يسقط بالتقادم، حق يهود إسرائيل في الوجود القومي ووجوب الاعتراف من جانب العرب بالحقوق المشروعة لليهود الإسرائيليين. وهذا الحديث السطحي يدور على سلام عادل في الشرق الأوسط، لا عن قضية تحرير فلسطين، ولا يترك مكانًا لبندقية فلسطين. إنه حل تبسيطي احتيالي عن تحالف القوى التقدمية العربية واليهودية باعتباره طريقًا بديلاً للتحرير. ولكن الحركة العمالية اليهودية في فلسطين كانت في مجموعها جزءَأ عضويًا من هجرة استيطانية أجنبية مرفوضة من الشعب العربي الذي لم يكف عن مقاومتها. أما العمال اليهود فكانت عملية تكوينهم هي بعينها عملية احتلال مواقع العمل وطرد العمال والفلاحين العرب من المستوطنات ومن الاقتصاد الصهيوني البازغ بالانتزاع القسري. لقد كان الطابع الصهيوني من علامات ميلاد الحركة العمالية اليهودية في فلسطين. كما كانت هذه الحركة متحالفة من حيث المصالح الموضوعية مع بورجوازيتها الصهيونية وفي تناحر عدائي مع المصالح الموضوعية للعمال والفلاحين العرب. فالمسألة غزوة صهيونية لا عن شعب يهودي عامل كما يزعم كورييل وبطانته. إن السطحية الفارغة عن واجب الشيوعيين العرب في تأييد اختراع قومية يهودية مزعومة كانت معاكسة تمامًأ لموقف الشيوعيين في العالم. فاليهود في العالم عندهم لا يشكلون أمة واحدة، فقد اختلطوا وتأثروا بالبيئات القومية المختلفة التي عاشوا فيها، ورفض أساطير وهمية عن صلات تاريخية تربطهم باعتبارهم شعب الله المختار بأرض الأسلاف، أرض الميعاد، نبتوا من عرق واحد نقي اختاره رب الجنود ومغلقون على نفسها. وكانت القضية الفلسطينية عند الشيوعيين المصريين الجديرين بالتسمية منذ الأربعينات قد صارت جزءًا حاسمًأ من نسيج حركة التحرر الوطني في مصر ضد الاستعمار الأمريكي وركيزته التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين بقيادة الصهيونية. ويدعي كورييل ومعه بعض أنصاره في حدتو أن قرار التقسيم لفلسطين مسألة مبدأ وقانون من قوانين اٌيمان ويقول في أوراقه (ص 153): أصبحت حدتو هي المدافع عن هذا المشروع رغم معارضة بعض أنصارها ومعهم الحركات الماركسية الأخرى. وفي الواقع التاريخي تعرض هذا الموقف الذي اعتبره الشيوعيون مخزيًا من جانب كورييل وبطانته لزلزال عاصف داخل حدتو قاده عدد من أبرز المناضلين المصريين على رأسهم شهدي عطية الشافعي (استشهد فيما بعد). ويدعي كورييل في أوراقه أن انقسام شهدي عطية الشافعي أثناء أزمة حدتو عام 1948 ليس من قبيل الصدفة، فانشقاق سليمان (انشقاقه باسمه الحركي سليمان) حدث في فبراير سنة 1948. وبدأ الهجوم الشامل للرجعية الحاكمة مع الأحكام العرفية 15 مايو 1948. وكما هي العادة يصور كورييل وأتباعه من النكرات والامعات أبطال النضال الوطني السياسي والفكري مثل شهدي عطية الشافعي بأنهم هاربون من النضال (انشقاق انهزامي مستتر وراء الخطب الرنانة عن انحراف الخط السياسي - أوراق كورييل ص 201). يصف أنصار ما يسمى خط القوات الوطنية والديمقراطية أيامها شهدي عطية الشافعي وأنور عبد الملك ومحمد سيد أحمد وسعد زهران وداود عزيز وكذلك عبد الرحمن ناصر وعدلي جرجس بالبورجوازية الصغيرة الهاربة من نضال يقوده كورييل وموظفوه من النكرات والامعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ