الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذات المشط العاجي

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 5 / 25
الادب والفن


ذات المشط العاجي
مع أصداء الكعب الرفيع الذي يخترق أسفلت الجانب المقابل من الشارع، يهتز كرسيه الملوكي الفاخر حتى يغوص عميقا في إسراف كلماتها العبقة مع أصحاب المتاجر المجاورة لدكان الزهور الخاص بها..الدندنة الشركسية المصاحبة لتكتكة القفل الرقمي وزئير كلب البولدغ الحارس والحامي لبوابة الزنابق والبتلات السرية المصونة في قصرها المنشوري ...رغم كل العتاة من حولها الذين ترفرف أرواحهم لاستنشاق مياسمها حتى الرمق الأخير ..
تأخذه رشاقة هديل أزاهيرها البكر كل ليلة لأماكن محظورة لم يألفها من قبل فأضحى قدره رهين الاسترقاق في لعبة الكر والفر التي يجب ان يكون سيد قواعدها كما تقتضيه لعبة البوكر التي أتقن أصولها من غزواته المتكررة بين الطائف ولاس فيغاس والتي تتطلب أحيانا اللعب على المكشوف هكذا علمه شيخ المقامرة ...
قلب سكين الزهور الفولاذي الذي سقط منها في تحية عابثة قبل ثلاثين بنفسجة سكرى بين أثريات متجره الضامئ الى عطر الوردة الحمراء في شعر فاتنته العاصية الوصال ...
أستعان بجنود الملك الظليل ليأتوه بقواريرها مقيدة في قفص الهدهد ذو الصوت الثمل مرددا لا خ..م..ر ..ولن يكون هناك خ..م..ر ..اليوم أمر وكل يوم أمر...جدران المتجر مزينة بمفاتيح حمورابي كجيد حورية ذيلها معلق في تعريشة الكروم.. صليل سيوف الفايكنغ يحرك طواحين دونكيشوت بقوة تطيح بسترته السوداء على منضدة الضيافة الصغيرة ذات الهيئة الفرعونية التي تحتل وسط فضاء المكتب ...يتهاوى تمثال الملوية مستسلما ومحدثا دويا ساحقا يمزق القيثارة فتخبئ أوتارها في صندوق القبو ...
في فكر متوقد ينتزع ربطة العنق فاتحا ثلاث أزرار من قميص بدلته السموكن حتى بانت شعيرات صدره وعضلاته السداسية تتحدى هل من مبارز؟ أبتسم لنفسه في مرآة النخلة المعلقة عند المشجب في بداية متجره ذو الماركات الأثرية ... قد يكون طريق العودة باردا و موحشا أقفل الزر الإضافي ورافق حلمه استقبالها له بنفس الصوت الذي يثمل به من خلال نافذة مطبخها الصغير وأقدامها العارية تشارك الرقص عائلة تيدي الغافية في منامتها بلون العيون السحابية التي تضاهي حجر التوبازفي غضبته..
وكانت الغضبة امتدت يده بسكين الزهر الذي نسيته وعيناه تحومان حول تلك الهالة المتوجة في شعرها المرفوع على شكل كعكة ماكادت ان تكون ضالته المنشودة من سنين قاب قوسين أو ...حتى دفعته بلكنة شركسية طالبة منه ان يقلب السكين ليكون المقبض مواجه لها والنصل له حسب معتقدات قومها الشراكسة كي يدوم السلام ..
حقق المراد لزهرته الشامخة وسارت نفسه تنشد غايتها بالمراودة على العاج المغروس مثل مخالب مشط تتوسطه ورقة جوكرمتلألئة كساهر .. عصفت الرياح بالنافذة المفتوحة ليل نهار حتى أصفرت الأوراق أزاء ديدن الخريف في لزوجة الحماقة وقشورها الذي أعقل القوى حتى تهاوت الركبتان طالبة النجاة برذاذ العطرالذي تطاير بعيدا ولايدركه إلا من أصاب الرشفة الأولى..
(( إن بالشعب الذي دون سلع ...لقتيلا دمه مايطل ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً