الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدواعش وحرق الحقول الزراعية

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2019 / 5 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


ان حوادث احراق الاف الدونمات من مزارع وحقول القمح والشعير في العراق ، لم تكن وليدة الصدفة ، كما هي ليست نتيجة لرمي اعقاب السيكاير كما يحلو للبعض ان يفسر ذلك ، لكنها حرائق متعمدة بنسبة 100% وليس فيها اي جانب من جوانب القضاء والقدر ، وقد عشنا في هذا البلد منذ ان ولدنا ،ولم نشاهد او نسمع حصول مثل هذه الحرائق وبهذه الرقعة الجغرافية الواسعة في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى ، ان هذه المناطق هي نفس المناطق التي سيطر عليها الدواعش ، ويبدو انهم تركوا فيها الكثير من الخلايا الكامنة بعد هزيمتهم ميدانيا على الارض. ان ما يحصل من حرائق منظمة متتابعة ،انما هو تنفيذ داعشي لتخطيط لئيم خبيث يستهدف تدمير الاقتصاد الوطني للبلاد وان لم نسمع بالتصريح بذلك رسميا ، الدواعش لا يهمهم كيف يعيش الانسان الفقير في هذا البلد فهم قبل ذلك نحروا الرقاب واحرقوا البشر واغرقوا المدن بالمياه ودمروا مزارع الخضراوات بعدما سيطرو على سدة الفلوجة، ودمروا الجسور في الانبار ونينوى واحرقوا الشورجة والسوق العربي ، واحتجزوا الرهائن في كنيسة سيدة النجاة ولهم اساليب كثيرة خبيثة لا تفرق بين الانسان والجماد ولا بين اليابس والاخضر.
لذلك فان دخان الحرائق المذكورة يشم منها رائحة الدواعش وحرقهم المتعمد لثروات البلد بقصد اضعاف اقتصاده الوطني واشاعة الفوضى والبلبلة في المجتمع العراقي واقناع اسيادهم بأنهم لا زالوا موجودين .ان المنطق والعقل يقود الى هذه النتائج . فليس لاحد مصلحة من هذا التخريب والتدمير فحتى هذه الحقول تسبح لله . فالذي يبيح استباحة الدماء ونحر البشر ، وتخريب الكهرباء والجسور لا يمتنع عن احراق المزارع والبساتين والحقول ولهم سوابق في حرائق الشورجة والسوق العربي في بغداد ، وقد سجلت اكثر من حادثة حريق مهمة في بغداد والمحافظات وسجلت ضد مجهول او بسبب التماس الكهربائي، لكني اشك ان خلفها اصابع داعشية.
ان التفكير المنطقي لتحليل الحوادث الحاصلة انه ليس لاحد القدرة على التوسع في احراق الحقول في اربع او خمس محافظات عراقية دون ان يكون تنظيم تخريبي ارهابي مخطط ، وهذا الاسلوب لا يختلف عن تفجير القنابل والمفخخات في انحاء واسعة من بغداد وباقي المحافظات في توقيت واحد .
اذ بعدما هزم الدواعش في معارك المواجهة ميدانيا ،ارتدوا الى جحورهم في عمق الصحراء واطراف الجبال لكن خلاياهم الكامنة وسط المدن لا زالت تعمل بتخطيط متواصل وتتحين الفرص لاستهداف امن العراق وتدمير ثرواته وتحقيق اهداف التنظيم كلما اتيحت الفرصة المناسبة.
ان حرائق الحقول في نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك لا تأتي من فراغ ،وانما خلفها اصابع داعشية فالحرب مع الدواعش لم تنتهي ولا زالت قائمة في اماكن عديدة من البلاد ،وذلك يتطلب تكثيف جهود المراقبة الجوية والارضية للمزارع والحقول جنبا الى جنب مع وضع جهاز الدفاع المدني المختص بمكافحة الحرائق بأعلى درجات الحيطة والحذر مع ضرورة توفير طائرات الهيلوكوبتر والطائرات الاخرى الخاصة بإطفاء الحرائق تحت امرة الدفاع المدني للحفاظ على الثروة الوطنية .
ان القوات الامنية مطالبة بتكثيف نشاطاتها في مراقبة الحقول الزراعية كما ان المواطنين اصحاب الحقول أيضا مطالبون بمراقبة حقولهم (النطارة ) وحراستها لحين حصادها ومراقبتها اثناء الحصاد ولحين تسوسقها فاللهجمة لم تنتهي بعد ،مع مراقبة تحركات الاشخاص المشبوهين بعلاقاتهم مع الدواعش ،كما ان مناطق الحقول التي تقع بالقرب من جحور تختبئ بها الدواعش تكون عرضة لعمليات الحرق كعمليات تخريب ارهابي .
والدولة عليها ان تكثف الجانب الاستخباري لمعرفة الايدي الخبيثة التي تشعل النيران في قوت الشعب وثرواته ، ان عدم معرفة من يقوم بإيقاد النار في قوت الشعب وتخريب جانب من جوانب القطاع الاقتصادي في البلد يتطلب تنشيط الجانب الاستخباري ولا يمكن قبول الاستمرار بإطفاء النار فقط بعدما تتلف المئات من الدونمات الزراعية دون التوصل لهوية الجناة ومعاقبتهم ونيلهم الجزاء العادل واحراقهم وسط النار التي يحرقوا فيها قوت الشعب وما جعله الله رزقا للإنسان والحيوان والطيور .
ان من يوقدون النار في حقول القمح والشعير هم دواعش بامتياز اي كانت هويتهم انتظموا في التنظيم ام لم ينتظموا. وان كشف هوياتهم وانزال القصاص العادل بهم انما هو واجب كل مواطن عراقي شريف داخل القوات الامنية او خارجها يشعر بغيرته وحرصه على امن وسلامة بلده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة