الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني

محمد بسام جودة

2006 / 5 / 4
القضية الفلسطينية


باتت دعوة الرئيس محمود عباس لإجراء وعقد الحوار الوطني الفلسطيني دعوة ملحة وضرورية ، وهي دعوة تستوجب من كل الفصائل والفعاليات الوطنية والسياسية في الساحة الفلسطينية إلي الاهتمام والدفع باتجاه إجراء هذا الحوار الفلسطيني ، سيما وأن الوقائع والمشهد الحالي لمجريات الحالة الفلسطينية الداخلية والخارجية علي السواء، تحتاج منا كفلسطينيين وقفة دقيقة وذات مسؤولية لمراجعة الحسابات ومجريات الأوضاع التي نعيشها في ظل العديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية التي طرأت علي واقعنا الفلسطيني .
إن الظروف الحياتية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بالغة التعقيد ومليئة بالصعوبات وأصبحت تشكل أزمة حقيقية علي المواطن بل المجتمع الفلسطيني بأسره الذي لا زال مصيره وعيشه الكريم علي أرضه في زمن المجهول وبات يواجه خطرا داهما يهدد كيانه ،فنحن نواجه حصارا سياسيا واقتصاديا لم نشهده من قبل ، رغم كل المحاولات والجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية لكسر هذا الحصار وتعزيز الصمود الفلسطيني في وجهه ، إلا أن هذه المحاولات تبقي ضعيفة كي تنجح في ظل الخلافات والصراعات حول الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة وفي ظل حالة الانفلات الأمني وغياب سيادة القانون وإطلاق التصريحات المشينة والتشهير ببعض المسئولين هنا أو هناك ، وهنا لابد من الإشارة إلي أن الحوار ضرورة بين كافة الأطر والجهات الفلسطينية ، ويجب استثمار هذه الدعوة من قبل الجميع حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة وهذه المرحلة الخطيرة بسلام في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية علي شعبنا وفي ظل الصمت العربي والدولي المريب لما يجري علي ساحتنا الفلسطينية وانشغال العالم بقضايا العراق والملف النووي الإيراني ومشكلة دارفور ، مما أصبحت القضية الفلسطينية ليست في سلم اولوياته الحالية .
أعتقد أننا بحاجة لمثل هذا الحوار الوطني ، فنحن أصبحنا الآن كفلسطينيين نواجه أمرنا وحدنا ، مما يستدعي بنا الأمر لتقوية جبهتنا الداخلية ووحدتنا وهذا يحتاج منا بذل كل الجهود والمحاولات لكسر الهوة بيننا وأن نتطلع للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني الذي يوشك علي الانهيار لا المصلحة الفردية والحزبية الضيقة لهذا التنظيم أو ذاك ، إن مبدأ الحوار يجب أن يكون علي أساس الشراكة السياسية الفلسطينية وليس علي أساس فرض العضلات والهيمنة لهذا التنظيم أو ذاك ، فكما كنا وهنا اقصد جميع الفصائل والتنظيمات السياسية شركاء بالمقاومة فأعتقد أنه من الواجب والضروري أن نكون أيضا شركاء بالقرار ، فنحن كفلسطينيين لا نحتاج لخطابات إعلامية وشعارات وهمية يراد منها تضليل المواطن الفلسطيني وإعطاءه إبراً مبنجة للحال الذي يعيشه وإنما نحتاج لقرارات ونتائج حقيقية وملموسة ، تعزز مكانته وصموده في وجه الهجمة والعدوان الإسرائيلي الذي يحاك ضده وضد وطنه ، لذا آمل من جميع القوي والفصائل الفلسطينية أن تكون ذات مسؤولية تجاه شعبها وألا تزيد من تعقيداته وظروفه الصعبة وان تقف وقفة واحدة متلاحمة في وجه هذه المرحلة العصيبة و الحصار الخانق الذي نعيشه ،وتتجاوز كل المسائل ذات الحساسية والتي يفترض ألا تشكل أساس لمبدأ الحوار وتضعف من لحمة جبهته الداخلية ، إن طرح فكرة الحوار من قبل الرئيس محمود عباس هي مؤشر علي مدي اهتمامه بضرورة التشديد علي الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني في ظل الحالة المتأزمة التي يعيشها المواطن الفلسطيني وتمر بها قضيته العادلة التي تحاول إسرائيل حرفها عن مسارها وفرض الوقائع علي الأرض وتمرير سياساتها التوسعية وبناء الجدار والسير باتجاه الانفصال الأحادي عن الفلسطينيين مستغلة بذلك الصمت العربي والدولي وانشغال العالم بقضايا دولية أخري ، وهنا استغرب حين أسمع تصريحات بعض المسئولين في الحكومة الفلسطينية وطرحهم التساؤلات حول أجندة هذا الحوار وكأن الوضع الفلسطيني في أحسن أحواله ولم يبقي إلا أن نحدد عن أي شيء نحن سنتحاور ، ولا ادري كيف يمكن أن نتساءل عن أجندة هذا الحوار وشعبنا الفلسطيني أصبح يفتقد لقوته ورغيف خبزه نتيجة صموده وتحديه للحصار المفروض عليه ايماناً منه بعادلة قضيته وتعزيز ودعم ومناصرة قيادته السياسية أمام كل الضغوطات التي تواجهها ، أعتقد أن حوارنا هذا لا يحتاج لأجندة تطرح علي مائدته لأن الأجندة طارحة لنفسها بنفسها ولا تحتاج منا لحوار أجندة حتى ندخل في حوار وطني فلسطيني جاد وعملي .
إنني لست متشائماً من حوارنا هذا إذا حقاً كان الهدف منه هو مصلحة شعبنا العليا لا المصالح الحزبية الضيقة ، فالمواطن الفلسطيني يحتاج من هذا الحوار قرارات ونتائج مرضية وايجابية تحسن من واقعه المعاش ، وتعزز من صموده وثباته في وجه الحصار المفروض عليه ، لا شعارات وهمية " الضحك عللحا " يصرح بها المتحاورون عبر الإذاعات والفضائيات وكأن هذا الحوار ما هو إلا لقاءاً إعلاميا لتبريء الذمم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث