الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاص من بلادي... قراءة في نص قصّصيّ (ملاذ)

عماد نوير

2019 / 5 / 27
الادب والفن



داهمها المخاص، تمسكت بقدم إبراهيم، من خارج الأستار كانوا يرمونها ببعر فيل إبرهة، انفضّوا حين دوّت بالداخل صرخة بعيار الإيمان كله، ومازالت تدوّى صحبة بريق ذي الشفرتين حتى شُقَّتْ هامة التأريخ؛ تلطخت الله أكبر برذاذ هتافات الحروب الخاسرة.
سيد محمد سيد كرم/ العراق
—————————————-

لكل مقام مقال
اليوم نقف أمام نصّ يجسّد ذكرى، و أي ذكرى.!
النصوص التي تُكتب في حدث معين، تتلاشى و يضمحل حضورها مع تواري الحدث نفسه، فالمقالات السياسية، و خطابات و مقدمات المناسبات حتما لن تجد صدى بعد يوم أو يومين لانقضاء الذكرى.
إلّا النص التاريخي الذي يأخذ على عاتقه حمل القضية، و إرساء قواعد الفكرة النبيلة، و الحدث الجليل، هذا عن النص التاريخي، فإن كان لرمز عظيم! و إن كان لشجاع الإسلام و سيفه المسلول علي بن إبي طالب، فذاك ما يجعله خالدا متجددا في كل ذكرى و دون ذكرى.

لا نحتاج أن ننوه عن الفكرة التي انبثقت من رحمها القصة، و الهدف الذي من خلاله كتب القاص نصه!
فعلي غني عن التعريف بين الأهل و الأغراب بل و حتى الأعداء.
فهو علَم صدّر للإنسانية حبا و قواعد بُنيت من لبنة أخاء و وئام و سلم و تسامح و إنصاف وووو.
يكفيه أنه معلم الإنسانية و راعي الديمقراطية الأولى في عصره.

ملاذ
عنوان فضفاض حقا، فرغم وضوح المفردة و سطوعها في عالم البيان، إلّا أن القصدية متعددة، و الكاتب قد اختار عنوانه بشكل محترف يجعل قلب القارئ يضطرب حين يتفكر ملاذ الإسلام بسيف علي، و ملاذ المحروم و المظلوم بعدل علي، و ملاذ الجائع بكرم علي، و من باب آخر ملاذ فاطمة بنت أسد بأستار الكعبة لتنجب للحق علي، و ملاذ الطمأنية إلى قصة ولادة علي بأكملها.

يشير الكاتب إلى النسب الإبراهيمي، المنحدر منه علي، و العودة إلى عمق التاريخ و البيت الذي وضع قواعده إبراهيم، فأم علي قد التجأت إلى بيت الله و بيت إبراهيم لتضع ولي الله و ابن إبراهيم في بيت الطُهر و الإيمان و التسلسل النبوي الشريف.

ماذا يُعتقد أن تلد هذه المرأة، من سوف تأتي به و هذه آثار إبرهة على أبواب البيت، هل سيكون كعبد المطلب!
هل سيكون ذا شأن يحظى بكل هذه الحفاوة و الاستقبال في بيت الله الحرام، و كسابقة خطيرة لم يتجرأ أحد على ما أقدمت عليه فاطمة..!
و حده الصوت الذي أصعقهم كان كفيلا أخراسهم و سد أفواههم و دحض تشكيكهم، فقد وِلِدَ علي فتى الإسلام و حاميه، وِلِدَ صوت الحق الذي لا يقف قبالته مدعٍ باطل.

و يستمر السّرد في التعريف ببطل القصة المولود، و هو الذي سيكون عنوانا للتأريخ و اسما ألمعيا لمعنى الأسطورة الواقعة الحدوث، فالبطل يكبر و يحمل على عاتقه إنصاف التاريخ مدويا بنفس صرخته الأولى، حتى يغدر به التاريخ المزيّف للحقائق و يفلق هامته بلا احترام لكل قيم الإنسانية.
و تأتي الخاتمة
بالفعل تلطّخ، و هو ما يقزز إيقاعه للنفس حين سماعه، فاللطخة قرينة السوداوية و العار و الشنار، تلطّخت (الله أكبر) و هي شعار المسلمين عند كل انتصار أو فتح، تلطّخت برذاذ هتافات الحروب الخاسرة..!
نهاية مأساوية للإسلام الذي قضى على من ينطق كلمة الله أكبر بقيمتها الروحية الحقيقية، و قدرها الذي يعرفه أهل الحق.
صارت تطلق عند جثث و جثامين الأبرياء، و على رؤوس المسلمين الذين يحافظون على النهج المحمدي العلوي الأصيل..!
حروب خاسرة
خسرت الإسلام روحه و مضمونه و جعلته أضحوكة للعالم أجمع من حيث قسوته من جانب و من آخر سذاجته و غبائه...

السلام على شهيد الإسلام و الإنسانية علي ابن أبي طالب عليه السلام.
عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى