الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفندق

حازم الياس كاظم

2019 / 5 / 27
الادب والفن


الفندق
يلومني احد الأصدقاء أو ربما يسخر مني بعض الأحيان لكثرة مشاهدتي للدراما المصرية وخصوصا روايات نجيب محفوظ ودائما أجد الذريعة جاهزة لدى صديقي لأنه يرى أن قراءة الروايات والقصص او مشاهدتها عبر حلقات تلفزيونية او أفلام سينمائية أمر لا يجدي نفعًا، ولا ينفع النقاش معه عكس حواري مع صديق اخر فقد اتفقنا على إن محفوظ لم يكن مجرد روائي فقط لما يمتلك من قدرة لتحليل ودراسة شخصية الفرد المصري بكل تناقضاتها دراسة وافيه مما نتج عن ذلك تجسيد تلك الشخصيات وإيصالها إلى العالم بكل بساطة، قادراً على نقل الواقع المصري المرير من طيات رواياته إلى العالم اجمع
لم يكن محفوظ روائيا فحسب فقد اعتمد على طرح المشاكل والأزمات التي مرّتَ به بلاده خاصة والوطن العربي عامة سعيا منه لتغير الأوضاع فعتاد على وضع أهدافا في ذهنه وتخيله بما يناسب مع الأهداف الأساسية العامة للمشكلة والظروف الخاصة التي ساهمت في ولادة وتفاقم تلك المشكلات ،غايته الأولى إيجاد الحلول ومعالجة تلك الظواهر السلبية فتجد تلك الروايات شخصت المشكلة وتعرفت عن ماهيتها واهم أسبابها وما هي الحلول الناجعة للخلاص من تلك الآفات، أصبح جل همه تقيم الحلول داخل الرواية والأخذ بالحل المناسب والمنطقي لتلك الأزمة ، وخير دليل تلك الروايات التي أصبحت دساتير يقتدي به أفضل كتاب العالم ، فضلا على انه تعد دليل سياحي لأي مسافر يريد ان يزور مصر ويعرف معالمها وبطولاتها وأناسها
كم كنت أتمنى إن أجد كاتب عراقي يدون ما حل بنا ،الواقع المرير على مدار خمسين عاما مناسب لمئات القصص والحكايات ابتداء من حاكم ظالم مهوس باع مستقبلنا ودمر حاضرنا ،داعش والخراب الذي الم بنا ،جيشنا وبطولات حشدنا الشعبي ،الفساد والخراب الذي نخر جسد الدولة ضياع ما بعده ضياع مئات الشباب يلهثون وراء أحلام بسيطة كل هذا يفتح لهم الأفق لسرد أجمل القصص لن ولم يمل منها أبدا
بعد سنين عجاف احل بالدرامي العراقية جاء الفندق وجاءت معه صيحات ومناشدات كثيرة حتى ان ”الفندق“ اثأر حفيظة بعض المتابعين، لما يتضمن مشاهد ”خدش للحياء“ ونحن في هذا الشهر الفضيل وأخيرا قررت اقتحام سور الفندق والتجوال في غرف ذلك الفندق المشبوه عبر شخوص تلك الشخصيات
كان الفندق وهو العراق طبعا عبارة عن سيل من المشاكل راعي الوطن أو مالك الفندق
#أبو ألطوبه شخص غامض تاجر لــ (البضاعة الناعمة) ما بين استغلال للأطفال في ظاهرة التسول في التقاطعات ، والاتجار بالأعضاء البشرية، واستدراج النساء للعمل ضمن "شبكات مشبوها" عن طريق نواد ليلية وغرف المساج المظلمة
# كريم كنعان مدير الفندق إعلام وصحفي فاشل سكير لا يعرف غير التنظير والعيش بوهم الأشباح وان هنالك من يريد التخلص منه وهو كاتب رواية الفندق
# نعيم كبسه مجنون وسكيرة تاجر سابق فقد كل ما يملك بسبب الغباء
# ابن هتلر ( او حسب وجهه نظري احد بقايا النظام السابق الذي يريد ان يقنعنا ان هتلر لم يكن دكتاتور
#سنان شاب بعمر الورد ملحد وخريج فاشل يشترك ببيع المخدرات واستدراج الفتيات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والذريعة جاهز إن والدته مريضة وتحتاج مصاريف كثيرة لا يستطع الدولة توفيرها له
#ماجد ملتزم دينيا يعيش حاله من الازدواجية تارة يبيع ويتعاطى الكرستال وتارة أخرى مواظب على أوقات الصلاة والأمر بالمعروف وبتالي يختم حياته بالسجن بعدما حكم عليه بالإعدام والسبب قتل تاجر فاسد ومحاولة سرقة أمواله من اجل عشيقة له وهي إحدى بائعة الهوى
#عقيدـصبحي ضابط دمج باع شرف المهنة من اجل حفنة من الدولارات
#عقيدـجبار ضابط صدامي وهو طبعا النزيه في هذا المسلسل الذي تبين الإحداث ان نزاهته لا لا جل انه يريد الوصول الى عالم متكامل بل انه جبان ويعتقد ان القانون يسحق الناس البسطاء فقط
#وجدان و#آلاء بنات ليل تملك الأولى مركز مساج اما الثانية فهي تدير ناد ليلي وتكون نهاية الأخيرة على يد "شاب ملتزم دينيا"يحرقها بماء النار(التيزاب ) مع العلم ان الدين الإسلامي والالتزام الديني بعيد كل البعد عن هذا الأفعال إنما نتذكر هذا كله كانت من صنيعة صدام وأعوانه
نسيت #ماري مسيحية من أهل الموصل رغم ما فعل به "الإسلام الداعشي" حسب وجهه نظر الكاتب لكنها الوحيدة التي تحب العراق وتبقى به وتربي أطفال لا تعرفهم ويصبحون أناس صالحين للوطن
كانت مشاكل بلدي تطرح بعدما تلعب الخمر برؤوس شخوص المسلسل كما يقول الشاعر (صحبت ليل كاس وكهكه غمان)بين مجنون وسكير يعيش الوهم وابن هتلر
انتظرت وفتشت بين طيات المسلسل عسى إن أجد الحلول او رسائل اطمئنان لي وللآخرين مع ذلك الكم الهائل من الممثلين الذين اجتمعوا بعد سنين وهم متعطشين الى عمل درامي يليق بتاريخهم لكن العكس هو الصحيح الكل كان يطلب من الكل ترك الفندق والرحيل الى بلاد أخرى وبالتالي تبين ان كريم نعمان هو ايضا يعيش حاله الازدواجية ربما لكثرة شرب الخمر وان هذا الإحداث لم يعشها أبدا بل هي حكايات استمع لها من قبل مجنون وبالنهاية هرب كريم كنعان من الفندق بعدما اكتشف انه المجنون الأول والأخير وانه مثقف فاشل لا يستطيع مواجهة الحقيقة وليس بالإمكان تقديم إي شي لا لنفسه ولا بلده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال