الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- زمان الوصل - تحاورالقاص عبد الرحيم الرزقي

محمد نور الدين بن خديجة

2019 / 5 / 28
الادب والفن



-- سلسلة " زمان الوصل " ..تحاور القاص عبد الرحيم الرزقي -1 : " الجزء1" :
******************************************************




** عبد الرحيم الرزقي قاص مغربي من مواليد مراكش وفنان موسيقي .. أصدر مجموعتين قصصيتين :" سيلان من شقوق " و " ذاكرة المستحيل" ..



**1 : القصة وليس الشعر - ديوان العرب -كما يقال . لم اختار عبد الرحيم الرزقي أن يسرد علينا قصصا ..لا أن ينشدنا شعرا ؟.

-- أولا ..لأن الانسان حكاء بطبعه ..ومراكش العتيقة طبعا كلها حكاية ..بل منسج حكايات ..فأنت منذ لحظة الاستيقاظ تعيش في الحكي ..ويكاد لايخلو كل بيت من الحكاية !!..حكاية الصباح والناس مجتمعة حول مائدة الفطور ..من يحكي أحلامه التي عاشها ليلته ..ومن تحكي هي الأخرى ما حدث لها بالأمس ..وهكذا تسير الأيام ..حكايات مع حكايات ..مع " مول الحليب" بدءا ..ولاينتهي الحكي إلا في الأسمار الليلية مع الجد أو الجدة والأب والأم .
والحكي في مراكش تاريخي ..فهو يقوم بكل الأدوار التي يقوم بها " جهاز الراديو " و " التلفزة " و " الانترنيت" حاليا .. ولامحيد عنه حاليا .. فمن طبيعة المراكشي أو المراكشية أن يحكي وبالتفصيل غير الممل ..لأنه فقط صنعة مراكشية .
أما عن " لم اختار عبد الرحيم سرد القصص ؟ فتلك حكاية أخرى ..وأنا سأقاربها لك محاولا الدنو واستقصاء الحقيقة .
ولدت بحي " القنارية " بدرب " الزعري" ورقم الدار 29..وهذا الدرب هو الأقرب جغرافيا من ساحة جامع الفنا . فأنت حينما تصعد إلى سطح الدار " دارنا" ستجد نفسك رأسا تنظر إليها " الساحة " !ومن عل ! يغدو الأمر مختلفا ..بل أشد سحرا ..تستطيع أن ترى الحلقات كلها وتميز مابينها وفي كل الأوقات .
إن ماكان يجدبني حقا إليها ليس سوى حكاواتييها..سواء منهم الصباحيون في الجانب الطرفاني ..أو المسائيون ..وهؤلاء الأكثر غنى في الحكي ..والأكثر استهدافا وفرجة وتشويقا .
اختلطت هذه الأمور بين الجدة والساحة ..وجاءت قصص " عطية الأبراشي " في المرحلة الابتدائية ..تلتها روايات تاريخ الإسلام التي كان يجلبها أخي الأكبر" لجورجي زيدان "..تلك الروايات صقلت بشكل أو بآخر موهبة الكتابة ..ومذ ذاك بدأت أفكر جديا في الكتابة .
ثم جاءت بعد ذلك روايات نجيب محفوظ وعبد القدوس وأنيس منصور ..وجبران طبعا الذي كان له كبير الأثر على نفسيتي . ثم جاء محمد شكري وزفزاف والخوري والخمليشي بشكل خاص من خلال " اشتباكات " فوجدت أن المغاربة لهم دورهم الهام في ما أنوي الإقدام عليه . بعدها جاء أحمد بوزفور ..ومن لم يقرأ بوزفور فأنا أعتبره لم يقرأ شيئا . أنا أعتبره شخصيا ملح القصة المغربية .
هكذا جاءت محاولاتي الأولى مترادفة وغزيرة ..رغم ما كانت تضطلع به من نصيبها من الركاكة ..والأسلوب المتنافر . لكنني- أعتقد - تجاوزت ذلك معتمدا على الاستمرار في الكتابة ..وداويت العيوب بالقراءة .
إنني وبعد استمراري العفوي في الكتابة ..وجدت نفسي منجدبا حصريا إلى هذه العملية السحرية ..لأنها تجلب ولازالت مشاعر حقيقية بوجودي داخل هذا العالم المليء بالمتناقضات .

** 2 - كيف بدأ اهتمام المبدع عبد الرحيم الرزقي بالقصة ؟ وبمن تأثرت ابداعيا في البدايات ؟

- لقد سبق لي أن ذكرت بمن تأثرت ..لكنني أريد أن أؤكد أن اللغة العربية تأسرني بكل أشيائها .فأنا متعلق بها حد الهوس ..وأستطيع أن أقرأ أي شيء يلقى على صفحة عيني ..بل وأحيانا ينشط بذلك تخييلي ..فتراه النص منفلثا من بين يدي ..فيجد استحسانا عند الاصدقاء والمهتمين .
أما عن بدايات اهتمامي بفن القصة .. فالحقيقة ابتدأت رفقة السي أحمد بوزفور مع " النظر في وجهكم العزيز " .. ورغم أن المائدة القصصية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي كانت زاخرة بما كان يسد الحاجة ..المرحوم زفزاف والخمليشي والخوري ..وشكري وأبو يوسف طه وغيرهم كثير ..كانت مائدة زاخرة ..لكنني أمام تجربة أخرى ساحرة ..زيادة على أنها سلسة وكشافة - أقله لي- أن الكتابة شيء يلبس ..لايكفيك سوى الخروج عن حدود النص ..ثم بالتالي مراقبته .
هكذا استطعت أن أحبر بعض النصوص على سبيل المحاكاة والتقليد ..ثم بعد ذلك سارت الأمور إلى أن وصلت إلى ما آلت إليه . وأتمنى أن لا أكون مخطئا .
إنك لما تعايش تجارب متنوعة مع " الهرادي" و" التازي" وتقايس مايحبره زفزاف وغيره ..أنا لا يهمني الأشخاص بعينهم !-إنني أبارك كل ما يكتبونه . بل أرى أن هذا البساط أمامي هو ملك لي أفعل به ما أشاء .
لحسن حظي أو لسوءه ..لست أدري ..ما أزال أشارف لدى كل هؤلاء مقتفيا ..ونازعا إلى الحصول عن مفقود الكتابة لدي .



**3 - " سيلان من شقوق" المجموعة القصصية الأولى لك . المتابع للنصوص الواردة فيها يلاحظ أنها تحفل بشخوص وشخصيات "القاع- الهامش- المنبوذ- والمقصي غالبا .. كما أنها تجترح الطابوهات ..وتنشر كل ذاك الغسيل الخفي على السطح ..بما في ذلك من بذاءات اللفظ ..وعاميته الوقحة .
أيكون المعنى الخفي للنصوص هو أن تتمرد على أخلاقيات المجتمع المغربي والمراكشي المهترئة ؟ ..

-- إن السرد رد فعل وجداني خشن ..والقصة منه فيه خشنة تمتح من حضيض المجتمع شخوصها وزمكانيتها ..إن جدارات القص تكمن بالضرورة في بوحيات دواخل الشخوص حوارا ..تأملا ..وحتى تداعيا .
إن توضيف لغة الشارع أمام القاريء المنتظر ..وبشكلها الحقيقي -بالنسبة لي -هو صدمة أولى تشد خناقه لاتمام عملية القراءة . فما ضر كلام بذيء أو سباب عاهر نحن نراه ونسمعه صباح مساء في الشارع والحومة والطاكسي والسوق ..الأمر سيان ..من هنا كانت وماتزال قناعتي على أن أعطي شخوصي داخل مسروداتي حقها ونصيبها الحقيقي ..ومن لم يعجبه الأمر فليترك عنه قراءتي .
أما عن القاع والهامش والمنبوذ والمقصي فتلك أجواء فيها وداخلها ترعرعت ..ولولاها ما كنت لا قارئا ولاكاتبا قط !.
أما عن الأخلاق فليست هناك أخلاق ..هناك فقط فرامل أراها اهترأت وهي في أطوار الانتهاء ..ومن رأيي الشخصي أنه آن لنا الأوان للكتابة بحرية أكثر ..إذ لاوجود لكتابة تجترح الأسئلة المؤرقة في غياب حرية مستفيظة مسؤولة تنعش البحث ..وتستبغي ايجاد النص المفقود ..ذاك الجامع المانع ما أحوجنا إليه !


.....---يتبع ...

حاوره : محمد نور الدين بن خديجة --مراكش 25 ماي 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة


.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي




.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا


.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR




.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-