الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣١)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 5 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم يعد خافيا أن الفريق صدفة "حميتي" قد وجد الدولة السودانية بعد المخلوع "قاعدة في السهلة" فتحصل عليها بوضع اليد بذات الطريقة التي تحصل بها على رتبته العسكرية الوهمية.
يعتقد الفريق صدفة أنه "كل شيء" وأنه في واقع الأمر "لا شيء" بل "صدى صوت" قُدر له في زمن "اللامعقول" أن يملأ (بر السودان وبحره) ضجيجيا أجوفا فارغا لا معنى له، لأنه "أصغر" بكثير من سلفه "المخلوع" فهو "نكرة" صنعتها "الظروف" لتؤدي دورا محدودا لم تعد هنالك ضرورة له الآن. ففي جميع الأحوال سيحصد الأخ صدفة لقب "المخلوع رقم 2" لأنه لا يمكن لدولة محترمة أن تحتفظ بميلشيات ومرتزقة بين صفوف جنودها ومؤسساتها العسكرية.
ليس للفريق "حميتي" أية ميزة غير أنه "قائد ميلشيا" يعتبر أن إدارة الدولة السودانية العظيمة مثل إدارة ذهب "جبل عامر"، نسي أن هذه الدولة التي تبدو له متجانسة وسهلة المنال، أنها عصية ومختلفة ومتبانية ومتقاطعة إلى حد الدهشة والاندهاش. فقط أن مشكلتها أنها طيبة و"حمالة أسية" تقبل كل من "هب ودب" أن يبرطع على أرضها (يوم) أو (يومين) أو (ثلاثين) عاما لكن ليس أزيد من هذا الحد، لأن بناتها وأولادها لا يقبلون (بالمتحكمين، والمتسلطين، والجبارين، والجهلة) أن يتسيدوا عليها ويتنمروا، فقط يتركونهم يظنون أنفسهم أنهم "كل شيء" فتأخذهم يد ثورتهم "مخلوعين" إلى حيث لا شيء.
لو لا أن الكيزان قد وضعوا كل شيء في السودان في المكان الغلط، لم يكن هناك من يحس أو يشعر بوجود الأخ "دقلو"، وما كان تسيد علينا، وتجبر لدرجة أننا أصبحنا نتوسل إلى الزمن أن يشعر أن هنالك "بشر" قد مهروا تراب هذا الوطن بدمائهم وأرواحهم، لا من أجل أن يتحكم الفاسدون على رقابنا، بل من أجل أن نقص رقاب الفاسدين، ونبني دولة الكرامة والقانون والعدالة التي أصبح لها طريق واحد نثق فيه هو طريق (الإضراب السياسي، والعصيان المدني) كأداة جماهيرية ثورية تبصر بالحق والعدل والرحمة لتنير للمحرومين والمظلومين طريقهم وسط ظلامات المجلس العسكري الكيزاني، وسخافات الأخ "حميتي دقلو".
بغباء و "بلادة" سياسية يظن "حميتي" أن الإرتماء تحت أرجل محور (السعودية – الإمارات) يمكن أن يجعل منه "شيء" وهو يفتقر إلى كل "شيء" لأنه في الواقع لا يملك سوى (جهله، وحتفه)، وقلة خبرته بدروب السياسة الوعرة ومطباتها وفهلوتها وشطارتها.
لا يملك "حميتي" أي سند شعبي يحصنه من الوقوع إذا حلت عليه اللعنة التي باتت وشيكة، أو حاضنة سياسية أمينة تُنير له دربه إذا تاه في منعرجات ومتاهات السياسة. أو معرفة ودراية وحصافة وتعقل "تحوش" عنه "قلة الفهم".
سيادة الأخ "دقلو" ليس من الحكمة في شيء معاداة الثورة وثوارها، وقواها الحية وطليعتها المتمثلة في قوى "الحرية والتغيير" الذين بت تجهلهم الآن بفعل نشوة السلطة التي بدأت تضع "نفسك" في أعماقها المحرمة حتى تتذوق لذة (الحرام، والفساد) لتتحول من رجل طيب صنعته الظروف ليسد خانة في دورة التاريخ السوداني، إلى "كوز" يحب السلطة والكذب والمراوغة. ثم ما تلبث أن تكون في عداد المخلوعين.
إلى أي اتجاه تسير الأمور الآن؟
بات من المؤكد الآن أن السبب وراء عدم الوصول إلى اتفاق يرضي "الثورة" ليس الكيزان ولا دولتهم العميقة التي سوف يكتشفها "الإضراب" قريبا، ولا ثورتهم المضادة، بل السبب الرئيس الأخ "دقلو" لأن أي اتفاق "يمكن" قوى الثورة من الدولة السودانية سيضر به وبقواته لأن وضعها "شاذ" وغير طبيعي، لأنه إذا فقد "قواته" فقد "نفسه" وخرج من المولد "بلا حمص"
لذلك تغمص شخصية "اللمام" الصادق المهدي أبو البنات، ومارس لعبته المفضلة في "التخذيل" ونظرية (يا فيها يا أخفيها)، صدقني لن تكن فيها إن لم تلحق نفسك وتركب قطار الثورة وتجلس في صفوفها الخلفية (متفرشخا على الواطة) مثلك مثل الثوار وتهتف (مدنية، مدنية).
أعتقد أننا بسبب عناد "حميتي" خوفا على "ضنبو" سوف نسير في أربعة اتجاهات واحتمالات مختلفة واحد منها يُعلي مصلحة البلد وثلاثة منها تٌعلي "المصالح الشخصية" وتلك الإحتمالات على النحو التالي:
الإتجاه الرابع: وهو أن ينجح الإضراب السياسي والعصيان المدني، وتتحقق دولة الثورة التي تعلي قيم الوطن على المصالح والأطماع الذاتية، وبالتالي نعيش بأمن وأمان من غير كيزان ومجلس عسكري، ودعم سريع.
الإتجاه الثالث: أن يدفع حميتي المجلس العسكري إلى تكوين حكومة من طرف واحد تضم (المجلس، واللمام وبناته، وأحزاب الفكة وكيزانهم) وفي تقديرنا إن حدث هذا الخيار سيضر بمصالح السودان، ويجعلنا نعيش في حالة "اللاستقرار" عالة على حميتي وإماراته وسعوديته.
الإتجاه الثاني: الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وبالتأكيد هي دعوة باطلة ولا يمكن تطبيقها عمليا.
الإتجاه الأول: أن يُحجم المجلس دور حميتي ويفعل المستحيل لإستئناف المفاوضات لكن من نقطة الصفر التي تتصدم بقوى الحرية والتغيير ويصبح (الحل في البل) هو (الحل).

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر


.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي




.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا


.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا




.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر