الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحزن
كفاح الزهاوي
2019 / 5 / 28مواضيع وابحاث سياسية

اضحى الحزن منهجا ثابتا يدور في أروقة المهمومين وصرخة يائسة تطلق في فراغ لا تسمع سوى صدى يعود ليصطدم بواقع نصنعه احيانا كثيرة بمحض إرادتنا .الحزن هو جزء لا يتجزأ من مشاعرنا ويظهر بوادره بعد خسائر مهمة في الحياة تشتد أوتاره عند الكوارث . والخسائر الأكبر والأكثر إيلاما هي في العادة فقدان الأحبة من الأقارب كحالة وفاة، اوما تصدر من كلمات جارحة تسبب حالة من الألم الداخلي وغالبا ما تترك أثرا موجعا عند المتلقي ، او انتاج مرحلة مؤلمة جدا مرت في تاريخ المجتمع .ولكن الاستمرار في الحزن والإفراط به يتحول الى حالة مرضية نفسية متلازمة تتجلى في الكآبة والتوتر العصبي وهذا بدوره يشد عضلات الدماغ بحيث يعيقه من التفكير والبحث عن مخارج الطريق, يبقى محاطا بسور من اليأس والإحباط وفقدان القدرة على تخطي الحواجز مهما كانت حجمها صغير. المشكلة الأكبر عندما يتحول الحزن إلى ظاهرة عامة بحيث تصيب المجتمع بكامله وتصبح سلوكا وثقافة بل تسجل كبراعة اختراع بعد أن تحتل مكانة خاصة في حياة المجتمع كحالة طبيعية بعد أن عَبَدَوا الطريق لأنفسهم في بناء وطن في أعماقهم يسمى الحزن. الحزن تجربة أكبر وأكثر تعقيدًا من مجرد الحزن، ومع ذلك عندما نترك أصعب الاوقات ورائنا ونتحرك ، غالبًا ما نعمق نظرتنا للحياة وما يهمنا حقًا.
الغالبية العظمى لديها ، بعد خسارة أكبر ، الحاجة إلى الحداد. لذلك نحن نحرص على استيعاب الخسائر التي عانينا منها. نحاول أن نفهم ما مررنا بها وكيف ينبغي لنا أن نتكيف مع موقف الحياة المتغير. الحزن هو وسيلة لتجربة وإظهار هذا لأنفسنا والعالم الخارجي لفترة من الوقت ، نحتاج إلى خفض مطالبنا على أنفسنا وإبطاء طاقتنا ومواردنا واقتصادنا ، لأن الحزن كثيراً ما يجعلنا متعبين وغير مبالين بشكل دوري. القوى السياسية الاسلامية الحالية يسعون جاهدين على تثبيت ظاهرة الحزن كضرورة تاريخية من خلال تذكيرهم دائما بالموتى الذين رحلوا عنا منذ آلاف السنين والبكاء على ذكراهم. انتشار الاعلام السوداء في كل شارع وزقاق ليقتل الفرحة في نفوس المواطنين ويبعدهم عن التفكير بما تنتجها الحياة من الفرح ,الحب ,الابتهاج والغبطة .السعي الى قتل روح التضامن الشعبي واستبدالها بالفشل والخيبة وتثبيط العزائم, سلخ قدرات الانسان الذاتية وجعله اسير الاوهام والاساطير إنها سياسة تدمير جوهر الانسان وبنائه. من أجل الخروج من دوامة الحزن ليست الغاية الغاءه لان كما قلنا بان الحزن مرتبط بالمشاعر والاحاسيس , وانما النهوض بوعي الجماهير واعلامها بمخاطر السموم التي تحقنها لهم القوى الظلامية وأن لا يكونوا حطبا جاهزا لمواقدهم .الوطن لا يمكن أن يقف صامدا دون مجتمع صحي قوي قادر على أن ترفده بالطاقات والإمكانيات المتوفرة ليواكب عصر التقدم والتكنولوجيا.وبدون الانسان لا ينهض الوطن
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أسود تهاجم الناس في تركيا وأستراليا وباكستان.. ما الذي حدث؟

.. ترامب يستقبل نتانياهو ويتطلع إلى اتفاق هدنة في غزة -هذا الأس

.. فصائل عراقية موالية لإيران ترفض تسليم سلاحها.. هل بقرار من ط

.. يحيى سريع: الاعتداءات الإسرائيلية لن تؤثر على القوات اليمنية

.. ما آخر تطورات الاستهداف الإسرائيلي على اليمن؟
