الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفير المصالحة - الشيخ فيصل نجرس الكعود

قحطان محمد صالح الهيتي

2019 / 5 / 29
سيرة ذاتية


علم من أعلام مدينة هيت. تميّز بعلاقاته الواسعة والمتينة المبنية على الاحترام المتبادل مع أغلب شيوخ العشائر في العراق وخارجه. فقد كانت له علاقة وثيقة مع أمراء القبائل وشيوخ العشائر والوجهاء في أغلب محافظات العراق في الشمال والوسط والجنوب.

تخطت شهرته حدود محافظة الأنبار الى مدن العراق كافة؛ فصار (العارفة) عند أغلب القبائل والعشائر لما يتمتع به من مواصفات ودراية بالتقاليد والعادات والأعراف العشائرية. سخر نفسه لإصلاح ذات البين، وحل الخصومات بين الناس، وإطفاء نار الفتنة.

كان محبا لمدينة هيت ولأهلها وله مقولة يرددها دائما وهي:" هيت أمٌ، ونحن أولادها، وكلنا نرضع منها"، وكثيرا ما كان يقول: انا نمراوي النسب هيتي اللقب، وكان يدعو الى ذلك دائما. وقد ارتبط بعلاقات صادقة ومحبة مع شيوخ عشائر هيت، ووجهائها ومسؤوليها، مشاركا لهم في مناسباتهم الاجتماعية، وفي حلّ الخصومات العشائرية، وعلى وفق هذه المبادئ والقيم عاش ومات الشيخ فيصل نجرس الگعود شيخ عموم عشائر البونمر في العراق والوطن العربي.

اسمه ولقبه:
ـــــــــــــــــــ
هو: فيصل بن نجرس بن شبيب بن گعود بن غِريبَهْ بن غانم بن سلطان بن هلال بن حسين بن نمر بن محمد بن رديني بن محمد بن جاسم بن سبت بن ثامر بن مكتوم بن محجوب بن بهيج بن عمرو بن معدي كرب الزبيدي.

فإلى گعود بن غِريبَهْ ينتسب شيوخ العشيرة المعروفون اليوم بـ(ال گعود) والى جَدِّهم نمر بن محمد تعود تسمية العشيرة (البو نمر). وفي ثامر يجتمع نسب عشائر الدليم في أبنائه الثلاثة (خميس جَدُّ المحامدة، وجمعة جَدُّ آل فتله، وسبت جَدُّ البونمر وبقية عشائر الدليم من أبناء خلف وخليفة ومرعي. ونخوة جميع رجال العشيرة هي (أخو وضحه).

بسبب معارضة شيخ العشيرة حبيب الكعود للحكم العثماني تم إعدامه، وعلى أثر تنفيذ الحكم به توفي شقيقه جديع، ثم شقيقه شبيب في خلال أيام معدودة، بعدها تولى أمر مشيخة العشيرة الشيخ نجرس بن شبيب الگعود.

في سنة 1937 توفي الشيخ نجرس الكعود عن ثمانية أولاد هم: معجل، ودرج، وفرحان، ومشعان، وريكان، وجدوع، ومحمد، وفيصل الذي نترجم له؛ فهو أصغر أبناء الشيخ نجرس الگعود.

ولادته:
ـــــــــــ
ولد في سنة 1937 وهي السنة التي توفي فيها والده؛ فعاش يتيما ولكنه حظيَ برعاية أخوته الذين لم يقصروا في تربيته والعناية به، فادخلوه الكتاتيب وفيها تعلم القراءة والكتابة، وفي دواوينهم ومجالسهم عاشر الشيوخ وتعرّف على الرجال، وعرف الكثير من الأعراف والتقاليد العشائرية، وعليها شبّ وشاب حتى صار(عارفة) العشائر وسفير المصالحة.

صفاته:
ــــــــــــ
لقد كان رحمه الله حسن السيرة والأخلاق صاحب نخوة وشهامة. وقورا متواضعا، صادقا لا تأخذه في قول كلمة الحق لومة لائم، حافظا للأمانة والعهود، حكيماً قادراً على إيجاد الحلول للمشاكل التي تُعرض ُعليه بما يحقق نصرة المظلوم.

وكان عفيفاً نظيف اليد واللسان، بعيدا عن الحقد والحسد. كريماً، مضيافا بعيداً عن الإسراف والتبذير، حكيماً سديدَ الرأي. يحترم آراء الآخرين حتى وإن اختلف معهم. وكان ذا فراسة وذكاء، ومعرفة واسعة واطلاع تام على الأعراف والعادات والتقاليد العشائرية.

كان ينظر الى المشيخة على أنها حق وواجب. حق له لأنه أهل لها، وواجب عليه لأنه قبلها باختيار من رأوا فيه الإرادة والقوة والعزيمة في رعايتهم وتوجيههم ونصحهم؛ فكان رحمه الله مشاركا لأبناء عشيرته في افراحهم واحزانهم ساهرا على راحتهم، ساعيا الى حلّ الخلافات بينهم وبين غيرهم.

عمله:
ــــــــ
امتهن الزراعة في ايام شبابه في الاراضي الزراعية التي ورثها عن ابيه. بعدها عمل في القطاع الخاص وتحديدا في قطاع المقاولات ومن أبرز من عمل معهم هو المرحوم جندي محمود شلاش والمرحوم المهندس خيري محي عبد الله الملاح، واتصف بإخلاصه في تنفيذ الأعمال فلم تكن غايته تحقيق الربح بقدر ما كانت لخدمة المصلحة العامة. ولم يؤخر دفع اجر عامل عمل معه، فقد كان يدفع أجره قبل أن يجف عرقه.

بعد الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003 وسقوط النظام وحل جميع المؤسسات الادارية والأمنية كلف للقيام بأعمال قائم مقام قضاء هيت للفترة من 9 / 4 / 2003 حتى منتصف شهر آب من السنة نفسها. بعدها عين عضوا في مجلس محافظة الأنبار.

في سنة 2006 تولى مسؤولية رئاسة مجلس شيوخ قضاء هيت، وقاد انتفاضة العشائر في المنطقة الغربية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي.

وفي عهد محافظ الأنبار السيد قاسم الفهداوي تولى رئاسة لجنة فض المنازعات العشائرية.

وفي عام 2010 حصل على شهادة تقديرية من مجلس الوزراء- لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية لدوره الفعال في اعمالها وسعيه الدؤوب في نشر بذور المحبة والمصالحة الوطنية.

بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي في العراق عامة وفي محافظة الأنبار خاصة وانتماء عدد من المغرر بهم لهذا التنظيم شكل مع عدد من شيوخ المحافظة المناوئين لتنظيم داعش الإرهابي مجلس العشائر المنتفضة ضد هذا التنظيم.

هواياته:
ـــــــــــــ
يحب الشعر البدوي (النبطي) وينظمه بحكمة ويحفظ الكثير منه ويستشهد به في مجالسه وفي مساعيه ويَعدُ بعض الحكم الواردة فيه عرفا عشائريا، وﻻ تخلو جلسة اﻻ كانت له فيها قصيده. وكان محبا لشعر الشاعر العارفة صكار الكبيسي ويحفظ اغلب قصائده. وغالبا ما كان يستشهد بقول ابي الطيب المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

انتماؤه السياسي:
ــــــــــــــــــــــــــ
قرأ القران وحفظ آيات منه في الكتاتيب وقد أثر هذا الأمر في نشأته ولإنَّ علاقاته الاجتماعية في هيت وفي خارجها كانت مع بعض رجال الدين ووجهاء المدن ممن هم أقرب للفكر الإسلامي من الفكر القومي او العلماني، فقد كان ذا ميول إسلاميه معتدلة، ومع هذا كانت له علاقات واسعة وطيدة مع كل الشخصيات التي كان يراها مُحبةً للخير والأمن وتعزيز اللُحمة الوطنية والأمن المجتمعي بغض النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم.

لم يدخل غمار السياسة، ولم يقف مع أي من التيارات والأحزاب السياسية التي ظهرت في العراق بعد سنة 2003 كما لم يكن في يوم من الأيام ضد ايّ منها، فلم تكن السياسة تعنيه بقدر ما كانت المصلحة العامة تعنيه. وقد جسد هذا بموقفه من تنظيم داعش الإرهابي عندما رفض التفاوض مع من طلب منه الدخول الى ناحية الفرات والاستسلام لهم بدون قتال، بعدها بدأ التصدي لهم ومحاربتهم سواء قبل احتلالهم الناحية أو بعد تحرير هيت ونواحيها في عام 2016.

وفاته:
ــــــــــ
توفي مساء يوم الاحد 7 / 4 / 2019عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما قضاها سفيرا للصلح داعيا للخير والمحبة، ودفن في مقبرة العشيرة في ناحية الفرات، وقد شيع تشيعا مهيبا شارك فيه جمع غفير من شيوخ القبائل والعشائر ووجهاء المدن وعدد من السياسيين والمسؤولين.

أبناؤه:
ـــــــــــــ
توفي الشيخ فيصل عن خمسة أولاد هم كل من:

1.الشيخ غازي فيصل نجرس الگعود، وهو أكبر أبنائه، وتمت مبايعته شيخا لعموم عشائر البو نمر خلفا لوالده من قبل وجهاء ومختاري قبيلة البونمر وذلك في يوم 20 / 4 / 2019. وقد شغل الشيخ غازي المناصب الآتية:

أ‌.معاون محافظ الأنبار.
ب‌.عضو مجلس محافظة الأنبار.
ت‌.عضو مجلس النواب ال عراقي (2014 - 2018).
ث‌.رئيس هيئة المستشارين في مجلس النواب 2019.

2.الشيخ الشهيد محمد فيصل نجرس الگعود. تخرج من كلية الشرطة، وتقلد الكثير من المناصب في قوات الحدود، كما شغل منصب مدير المنافذ الحدودية في طربيل والوليد والقائم. وآخر مناصبه كان منصب مدير شرطة هيت وقد استشهد في أثناء تأدية واجبه فيه.

3.الشيخ يوسف فيصل نجرس الگعود، وقد تولى قيادة صحوات المنطقة الغربية التي تصدت لتنظيم القاعدة الإرهابي فضلا عضوية المجلس المحلي لناحية الفرات ورئاسة اللجنة الأمنية فيه، ثم شغل منصب نائب رئيس المجلس.

4.الشيخ حميد فيصل نجرس الگعود، كان متفرغا للأعمال الحرة فضلا عن كونه مزارعا.

5.المرحوم الشيخ خيري فيصل نجرس الگعود، عمل في المقاولات والأعمال الحرة.

هذا هو الشيخ فيصل نجرس الگعود شيخ عموم عشائر البونمر كما عرفته، وكما سمعت عنه ممن عاصره وعمل معه، كتبت عنه وهذه شهادتي بحق رجل يستحق الذكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات