الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن بين منزلة شرعية من لا يتفقون ومنزلة الولاية.

عادل محمد العذري

2019 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش هذه الأيام جماعات سياسية على ربوع الوطن اليمني مختلفة فيما بينها، لا تتفق إلاّ على الاختلاف في كل المفاوضات السياسية، يتقدمها أزيز الرصاص، وقذائف المدافع، ورعود الطائرات، وانفجار الصواريخ، ويتبعها دخان وحرائق، يعلن بعدها سقوط الضحايا بدون تمييز، ويراق الدم اليمني في كل المواقع، وكله في سبيل الوطن وتحريره فتنبعث أجواء الفتنة الكبرى في ارض الوطن، وتلوح اشباح الخراب في كل مرافق الدولة اليمنية، هكذا يقدم المسلمون في اليمن !! نموذجا حياً لغيرهم، حين يتقاتل المسلمون، وتسفك دمائهم، وتنتهك أعراضهم، وتخرب ديارهم بأيدي مسلمين، هي الحرب صيّرت المسلم أقسى على أخيه المسلم من قسوة اليهود والنصارى وكل أمم الأرض، واشعلت ناراً تحرق الجميع، تفاقمت مشاكلنا الداخلية واخذت بخناقنا، انهارت وحدتنا، توقفت جهودنا في كل الأصعدة ، على مستوى التنمية في التعليم والصحة والاقتصاد، وأضحى مستقبل الوطن على كف عفريت ، يحتاج لمعجزة، يعجز من عنده علم من الكتاب ان ينقلهم مما هم فيه ،كما حدث مع عرش ملكتهم بلقيس، سُلمت مقاليدهم لا عدائيهم ، وارتهن الجميع حتى لا يفتك به من الطرف الاخر ، حسب قواعد اللعبة الدولية والإقليمية ، التي ستجنى ثمار وخيرات الوطن، بثرواته ،بعد ان يقدم الشعب قرابين خدمة لإعداء الوطن، طالما المال والسلاح قادر ان يعبث بالجميع دون استثناء .عندئذ يمكنهم ان يحرروا وفاة وطن وشعب خارج التاريخ ، ثم يأتي زمن نفتش فيه عن مسمي وطن ووحدة شعب ، فنجد الاختلافات قد اثمرت أوراقها ولم يعد الجسد الواحد الذى تناثرت أعضاؤه وتم بتره قابل للتعايش من جديد . فهل نحن في حاجة لأن نفهم هذا التحدي الذي نواجه والذي لا يميز أحدا منا عن الاخر!!، هل ثمة حاجة للمزيد من الخلاف على السلطة تحت مبرر حكم الولاية أو تخبط الطرف الاخر في عدم تمسكه بالمشروع الوطني كما اثبتت الحرب بعدم توحيد غايته على مستوى الواقع؟؟؟، اما زلتم لا تدركون اننا نعيش تحديات كبرى تمس أساسيات حياتنا داخل الوطن، وتحديات تمس وجودنا وارضنا وهويتنا الوطنية من خارج الوطن. هل ما زلتم تجدون متسع من الوقت وفائضاً من أجساد المواطنين وليمة لعرسكم السلطوي؟؟. ونحن المتخلفين بين الأمم، نقتات من معونتهم الإنسانية، ثم نصرف كل الجهود والطاقات في الاقتتال والتدمير الذاتي في معركة المنتصر فيها مهزوماً سلفاً والمنتصر الحقيقي هم من يتفرجون علينا من خارج حدود الوطن، من يصبون الزيت على النار، بعد معرفتهم تصلب البعض منكم بمشاريع تجاوزت منطق التاريخ والعصر!! ألم تكن دعوي كل منكم ان اليهود والغرب وعلى رأسهم أمريكا هم عدو المسلمين، ومنكم من رفع الشعار سابقا الموت للاستعمار والإمبريالية والشيوعية، واضعتم جهودكم أكثر من سبعين عاماً، وأنتم تبذلون كل صراعتكم في إثبات أمة إسلامية تحت راية الخلافة، ضد مشروع أمة عربية، والعكس بالعكس، فخسرتم مشروع تحقيق وحدتكم عربياّ، وغابة عنكم دولة خلافتكم!! وما زلتم حتى اليوم رغم اجتماعكم في صف واحد تحملون معكم تاريخ اختلافكم!! أم أنصار اليوم من ترفع شعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، تريد صنع النظام السياسي على فكرة الولاية للإمام على بن ابي طالب (رضي الله عنه) ثم تكون في أل لبيت من بعده. تستند في ذلك الى الرواية التاريخية بغدير خم في السنة العاشرة من الهجرة الثابت تاريخياً ونحن اليوم في السنة الهجرية 1439. إذا نحن أمام 1429 سنة هجرية، بكل ما تحمله من احداث تاريخية في تاريخ الدولة اليمنية المتعاقب، وتاريخ الدولة الإسلامية. هي دعوى كغيرها، مثل دعوى الحاكمية لله والحكم بما انزل الله وخليفة الله في الأرض والتي تبنتها حركات إسلامية في الإطار السني. وكلاهما تستند الى تأسيس نظام سياسي يقوم على النظرية الدينية، المتمثل في التراث الديني بمصادر التشريع المتباينة في كل طرف. إذا اعتبرنا دعوي حكم الولاية قضية تقر كيفية الحكم في الإسلام، اليس من واجبنا الديني أن نفهم حقيقة هذه الدعوى؟ - بغض النظر عن أراء مسبقة لعلماء أصول الدين في كل طرف – اليس من واجبنا الديني أن نفهم لماذا تظهر مجددا، ونحن نعرف عوامل ضهورها سابقاً واسبابها، وإن لم يعها أكثر معتنقيها، فنكون قد وضعنا أيدينا على مواقع التأزم في مجتمعنا!!. هدفنا ليس الحكم بقدر الفهم، والابتعاد عن فرض الرأي بقوة الإرهاب، هل تكون المشكلة أزمة شرعية تتعلق بالشرعية السياسية الى الله؟ يتولد عنها واقعاّ يمارسه أوصياء مفوضون ووكلاء عن الله لا يملكون دليلاً أو يتصورن بما يملكونه من النصوص، فيقرون " إني انا ولي الله في ارضه" فيلزمون الإتباع تحت مبرر القوة! فيطغى حكم الفرد بديلاً عن حكم الشعب، كما يحدث مع من يدعي أن السلطة للشعب والسلطة له يتمتع بخيراتها مع زبانيته وافراد حاشيته. فكم من دعاوى نشاء جدل تاريخي استغرق قرونا طويلة حولها، لكن هل هدفها من كل ذلك أن يحرر النا س في تقرير أمورهم وسياستهم ومعيشتهم، بروح تسودها المساواة وتحفظ الصالح العام!!، ليتأمل القارئ خطبكم في كل مساجدكم على امتداد وساحات الوطن مرددين على أفراد الشعب قرآن يُتلى قبل طلوع الشمس وبعد غروبها قوله تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ – المائدة – 82". اليس مئة عام من تاريخكم السياسي في الوطن ؟، ما زلتم تبرهنون أنكم أشد الناس عداوة لبعضكم !! فماذا ابقيتم لليهود والمشركين!!. لكنها السلطة التي تستبيح كل شيء باسم الدين والدين منها برئ!! وتستمر عجلة الصراع حتى يأتي يوم يتحول الشعب فيه الى سلطة فاعلة وتنتهي معه أسباب الصراع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي