الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- زمان الوصل - في حوار مع القاص عبد الرحيم الرزقي -الجزء الثاني

محمد نور الدين بن خديجة

2019 / 5 / 29
الادب والفن


----- سلسلة " زمان الوصل " ..تحاور القاص عبد الرحيم الرزقي -1 : " الجزء2" :
******************************************************

-- تطرق القاص عبد الرحيم الرزقي في الجزء الأول لتجربته القصصية منذ البدء وكيف تطورت وتأثرت وأثرت ..كما أشار لعمق مكانة مدينة مراكش في كتاباته ووجدانه ..وفي رسم معالم وشخوص وأحداث حكيه ..كما عبر عن أرائه حول مفهوم الكتابة لديه ورأيه في إدخال العامية بل والكلام البذيء في النص القصصي ..وكذا رأيه حول مفهوم الأخلاق كمفهوم يتغير عبر التحولات التي تطرأ داخل المجتمع .
**زمان الوصل تستأنف حوارها الشيق مع المبدع الشيق والممتع عبد الرحيم الرزقي ..محاولين قدر الإمكان استنطاقه ابداعيا حول هواجسه وآلامه وأماله وتطلعاته الإبداعية :

الجزء الأول : أهم ما ورد في تصريحات القاص عبد الرحيم الرزقي :
--مراكش العتيقة طبعا كلها حكاية ..بل منسج حكايات
************************************
--أن الكتابة شيء يلبس ..لايكفيك سوى الخروج عن حدود النص ..ثم بالتالي مراقبته .
*******************************************************
--فما ضر كلام بذيء أو سباب عاهر نحن نراه ونسمعه صباح مساء في الشارع والحومة والطاكسي والسوق ..الأمر سيان ..
****************************************************************************
--أما عن الأخلاق فليست هناك أخلاق ..هناك فقط فرامل أراها اهترأت وهي في أطوار الانتهاء ..ومن رأيي الشخصي أنه آن لنا الأوان للكتابة بحرية أكثر ..
***********************************************************************************************



الجزء الثاني :
-------------

**4 : لم اختفت وتوارت هاته اللغة للظل في - ذاكرة المستحيل - وطفحت لغة فصيحة وأحيانا تراثية للسطح ..
هل الرزقي تأدب وتخلق وفق المنطق العام على عكس الرزقي في : " سيلان من شقوق " ؟..

-- مراحل الكتابة كثيرة ومتفاوتة ..ومتأثرة جدا بكل ماهو خارجي . وأنا أعتقد أنني وفي مراحلي الأولى كنت تاركا ردود أفعالي على عواهنها . ولم أشأ أن أسيجها بروابط الضبط والخنق والمنع ..الخ ..فتركتها - النصوص - تتراكم تباعا ..فأعطى ذلك أضمومة افتخرت وما أزال بها مفتخرا .. وقرأها العديدون ولم يتدمروا ..بل منهم من أثنى على ذلك وآمن بأن آلة الكتابة متقلبة ..وممارساتها غابرة ظاهرة .!؟.
ولعلي سمعت من المعيوب عما فعلت بعضا ممن لم ترقهم هذه الطريقة أو لعلها ترسخت داخل اللاوعي بعض المؤاخذات حول أن الكتابة من هذا النوع تأتي لنقص في امتلاك اللغة ونواصيها ..الخ !!
ولربما فعلت تلك المؤاخذات فعلها ..فألفيتني في " ذاكرة المستحيل " أعكف على كتابات أكثر فصاحة وأكثر دنوا مما ينتشر بين القراء ..لكن هذا لا ولن يعدو أن يكون سوى تخمين بسيط لايجاد محايثة أو تقريب للجواب .
لكنني أومن بأن كل الكتاب يمرون بمراحل متعددة ..وهذا أمر مفروغ منه ..وأنا أكتب ..ولا أفضل جزءا عن جزء آخر من كل كتاباتي . وسترى أيضا نموذجا آخر في السرد لرواية سترى النور عما قريب تحمل عنوان " مراكش دواليك " في جزئها الأول ..وهي تجريب مختلف تماما عما كتبته طوال هذه السنوات ..ونموذجا آخر في مجموعة قصصية قادمة تحمل عنوان " تواشيح الغسق " .

** 5 : القصة المغربية هل ترى بالفعل أنها دخلت سن الرشد ..وأنها أصبحت فنا راسخا في الثقافة المغربية حيث عرفت عددا لايستهان به من الرواد والمجايلين حتى الآن ..بل وخاضت غمار التجريب بكل تجلياته من " قصة شذرة ..قصة متمردة على كل أنواع العناصر الكلاسيكية ..الخ "
وبصفتك من الجيل المواكب لكل التجارب المعاصرة ..أين تضع نفسك وسط هذا الزخم ؟ ..

-- أنا لست ناقدا لكي أتحث عن القصة المغربية أقله من هذا المنظار ..لكنني وبالمقابل أعتبر نفسي متتبعا حقيقيا لمشوارها ولأخبارأهلها وما يكتب فيها وعنها ومنها ..ولا أكذبك أنه تكون لدي تصور شبه متكامل عن القصة المغربية ..هذا المجال الذي أنتمي إليه ..ويهمني مايدور بداخله .
مجال كتابة القصة القصيرة بالمغرب بدأ قصيرا وهو اليوم -ماشاء الله - يعج بالقاصين والقصاصين والقواص والمتقاصين والمقتصين والمستقصين ومجربي القص ..والمبدعين في تسمياته ..هذا التناسل والتكاثر لم يأت عبثا أو جزافا ..بل تكامل في الاشتغال على اتمام الصورة الحقيقية للقصة المغربية ..وأرى أن كل هذه المكونات هي محمودة وضرورية حتى نصل في النهاية الى النصوص المبتغاة ..التي يأمل كل سارد الحصول عليها .

** 6 : مراكش الرزقي حاضرة في أعمالك حضور قاهرة نجيب محفوظ .ألم تنته بعد من هذا الهوس القهري الملثات بحواري المدينة وعوالمها ؟ ألا تثيرك موضوعات أخرى بعيدة عن البهجة وماليها *---أي أصحابها --*؟ ..

--مراكش الحاضرة المتجددة عنوان يعتمده مجلس المدينة منذ مدة ماهي بالقصيرة ..إنهم بصدد ترميم مآثرتاريخية تآكلت ولعب فيها الزمن .. إنهم يعدون ويعيدون االبناء ثم يسيجون .. إنهم يفعلون أشياء جيدة .. لكنهم حينما يسيجون .. إنهم بذلك يمنعون .. فيضحي ذاك التواصل مع المكان ومع التاريخ مفلكلرا إن صح التعبير .. إنني حين أفعل ذلك أحيل المآثر التي كانت وحتى وقت قريب عاجة بالناس ومسايرة لصروف الوقت .. من هنا يتضح جليا أن مسألة التسييح ليس الغرض منها الاحتفاظ أو الحفظ .. وإناء التاريخ .. وتلك الترهات التي ما انفكوا يتبجحون بها .
لك أن تنظر إلى مافعلوه بجامع لفنا !؟ ..كان بالإمكان تركها على حالها ..لأن سرها ليس بالضرورة فرجتها أو حكاواتيها الذين اندثروا وتشتتوا بل فوضاها القائمة منذ قرون ..
إنك حين تعمل على تنظيم المجال ستسقط في فخ الارتجال وقلة الترشيد ..ومن تمة سيتبين لك جليا فشلك الذريع . إنك حين تسيج " قبة المرابطين " أو " سقاقي لمواسين " الخ ... فأنت تزمع القيام واقتراف أدوار لا علم لك بها .. وسيتبين جليا سعيك الحقيقي نحو الكسب .. سيتأكد لهؤلاء عما قريب أن مايفعلونه سيعجل بقدوم الملل والسأم إلى نفوس السواح المأمولين .. بل وحتى إلى قلوب " الحلايقية " أنفسهم .. وأنا أتساءل عن حلقة " اولاد احمر " وحلقات " الحوزي " وحلقات " الروايس " ..وأين سار الدرب بحكواتية كثر .. انشحنوا داخل طيات النسيان أو التناسي ..كل هذا كان سببه تضييق الخناق على الساحة وأهلها .
أما عن حضور مراكش في أعمالي ..فهذا أمر جد عادي وجد طبيعي . لأنني أكتب مراكش كما رأيتها عن كثب منذ نعومة أضفاري ..فهي المكان الذي لايتزحزح عن بديهتي .. وهي الأزمنة كلها تلك التي ابتلعها التاريخ وخضبها خيالي وتخييلي .. تلك التي عايشتها منذ طفولتي .. فشبابي .. وها أنذا في مراحل الكهولة لا زلت أرد من زلال أزمنتها وأمكنتها .. وأحاول جهد الإمكان أن أبصم تواشيح من أناتها .
إنه ليس هوسا بالمعنى المرضي للكلمات بقدر ماهو اهتمام حازم متخم بالحسرة والألم ..ومنتظر لآهات وأناة أخر ..لاشك ستزيد من اتساع هذا البون بين ما كان وما آل ..
حواري مراكش متميزة بتجدراتها التاريخية لقرون .. هناك البصمة المرابطية والموحدية فالمرينية والسعدية والعلوية ...و رغم انصهار التاريخ بلا هوادة ..فلا زالت كل هذه الحقب تتمايز ببصمتها العمرانية .. ولا يعرف ذلك طبعا إلا أهلها .
طبعا أنا لم أكتب فقط عن مراكش لكنني أكتب نصوصا أخرى كلما سنحت الفرصة بذلك .. لكن مراكش بحواريها وححكاياتها وشضخوصها وعرصاتها وبهجة سكانها ..وجامع لفنا بهديرها .. ولصوصها وغوانيها ومشعوديها و" نقاشاتها" ..ووووو... وتبقى هي النص الأوفر نصيبا للترتيب والتحبير !!.. وأنا سعيد بذلك .


أجرى الحوار : محمد نور الدين بن خديجة -- مراكش المغرب 25 ماي 2019

** عبد الرحيم الرزقي قاص وفنان موسيقي من مواليد مراكش ..صدر له : " سيلان من شقوق " و" ذاكرة المستحيل " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR