الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....4

محمد الحنفي

2006 / 5 / 4
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي



طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة : 1:


فلماذا تعتبر الشغيلة مجالا للنقابة ؟

و ما هي طبيعة العلاقة التي يجب أن تقوم بين النقابة، و الشغيلة من جهة ؟ و بين الشغيلة، و النقابة من جهة أخرى ؟

فبعد وقوفنا على العوامل التي تجعل الشغيلة مجالا للنقابة، و العمل النقابي، نصل إلى أن وجود النقابة، في الأصل، هو من أجل تنظيم الشغيلة، و قيادتها في نضالاتها المطلبية، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، و توعيتها بوضعيتها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، و جعلها تنتظم تلقائيا في النقابة على أساس مبادئ معروفة، و واضحة، بهدف تحقيق التضامن بين أفراد الشغيلة بمختلف قطاعاتها، حتى تستطيع مواجهة التحديات التي يفرضها الاستغلال الممارس عليها، من قبل الجهات المستفيدة من الاستغلال المادي، و المعنوي، وتواجه التحديات التي تفرضها متطلبات الحياة الاقتصادية، و الاجتماعية بالخصوص، و التي تفرضها عولمة اقتصاد السوق، و هذا التطور الهائل الذي يقضي بالوقوف على التخلف الذي لازالت الشغيلة تعاني منه في جميع المستويات. ذلك التخلف الذي يشمل مستواها المعيشي، و مستواها الاجتماعي، و مستوى دخلها، و ما مدى مساهمتها في الحياة السياسية للبلد الذي تنتمي إليه، و هل هي منسجمة مع نفسها في اختيارها السياسي ؟ أم أنها تقع تحت تأثير الإقطاع، أو البورجوازية التابعة، أو البورجوازية، أو البورجوازية الصغرى، أو تحت تأثير مؤدلجي الدين الإسلامي ؟


إن الشغيلة عندما لا تملك وعيها الطبقي، في مستواه النقابي، تكون في حاجة إلى نقابة تقوم بإيصال الوعي النقابي إليها، و تعمل على إنقاذها من التخلف، و تجعلها تقتنع بالتنظيم النقابي، و بالانخراط فيه، و العمل على قيادته في الاتجاه الذي يخدم النقابة، و يخدم الشغيلة في نفس الوقت، لأن النقابة قائمة من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية. وبدون وجود تنظيم نقابي يقوم بقيادة تلك النضالات المطلبية المختلفة تبقى الشغيلة فاقدة للتنظيم، وللوعي النقابي الصحيح. و لذلك نجد أن الضرورة هي التي تدفع في اتجاه اعتبار الشغيلة مجالا للنقابة، و اعتبار النقابة إطارا لتنظيم الشغيلة.

و كون النقابة ضرورية للشغيلة، و الشغيلة ضرورية للنقابة، فإننا نجد أن العلاقة القائمة بين النقابة، و الشغيلة هي :

1) علاقة عضوية، لأن وجود النقابة، و بناءها على جميع المستويات التنظيمية، و المطلبية، و النضالية: الوطنية، و الجهوية، و الإقليمية، و المحلية، يقتضي وجود الشغيلة المستهدفة بالتنظيم النقابي، و المساهمة فيه، و المفعلة له.

و الشغيلة بدورها لا يمكن أن تناضل من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، بدون نقابة. فانخراطها في النقابة و انتظامها فيها، و سعيها إلى امتلاك وعيها النقابي الصحيح يعتبر شرطا لنضال الشغيلة، و وحدتها، في إطار ذلك النضال المطلبي، حتى تتقوى الشغيلة بالنقابة، و تتقوى النقابة بالشغيلة.

2) علاقة جدلية بين النقابة، و الشغيلة. لأن أي تطور تعرفه الشغيلة على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، ينعكس إيجابا، أو سلبا على النقابة. و أي تراجع تعرفه الشغيلة على نفس المستويات، ينعكس إيجابا، أو سلبا على النقابة. و أي ضبط للتنظيم النقابي، و للملف المطلبي، و للبرنامج النضالي، ينعكس على أداء الشغيلة، و أي خلل يصيب التنظيم النقابي، أو الملف المطلبي، أو البرنامج النضالي، يؤثر على مستوى أداء الشغيلة.

و لذلك فالحرص على تحسين الوضعية المادية، و المعنوية للشغيلة، و العمل على تنظيمها في النقابة، قطاعيا، و مركزيا، و توعيتها بمطالبها المادية، و المعنوية، عن طريق جعلها تدرك حجم الاستغلال الممارس عليها، يجعلها مرتبطة بالنقابة، و منضبطة لتنفيذ قراراتها، و مساهمة في بناء التنظيم، و في تطوير الملف المطلبي، حسب ما تقتضيه متطلبات الحياة الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية. و حسب ما يقتضيه منطق الصراع الطبقي في مستواه النقابي، و في مستواه السياسي، إن أمكن الحرص على ربط النضال النقابي بالنضال السياسي. لأنه ثبت أن غياب ذلك الربط ينعكس سلبا على مستوى الشغيلة، التي يبقى وعيها متخلفا، و يبقى ذلك الوعي المتخلف منكمشا وراء الخبز اليومي من الحياة العادية، الذي لا يمكن أن يساهم بأي شكل من الأشكال، في رفع مستوى الشغيلة، و في ربطها عضويا بالنقابة، و بالنضال النقابي، حتى لا يتأتى إقبالها على القيام بالنضالات المطلبية المتصاعدة، التي تزعج المستفيدين من الاستغلال في الأبعاد المحلية، و الوطنية، و الدولية.

و الاهتمام بالشغيلة في المستويات التي ذكرنا، يجعلها تمتلك وعيها الطبقي في مستواه النقابي، على الأقل. و هذا الوعي، و في هذا المستوى، يحقق وحدتها، و تضامنها، و يجعلها ترتبط بواقعها الخاص، و بالواقع العام، و يؤهلها للارتباط بالنقابة المبدئية، و المناضلة، و يدفع بها إلى خوض الصراع الخاص، و الانخراط في إذكاء الصراع العام، و على جميع المستويات، حتى لا تبقى الشغيلة مهمشة، و حتى تساهم بنضالاتها المطلبية في تغيير الأوضاع الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، التي تراهن كثيرا على الدور الذي تلعبه الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة لصالحها، و لصالح الشعب برمته، باعتبارها هي المشغلة لوسائل الإنتاج، في القطاعات الخدماتية، و هي المقدمة للخدمات التي تستفيد منها الجماهير الشعبية الكادحة بالخصوص، و الحرص على بناء النقابة على مبادئ الديمقراطية، و التقدمية، و الجماهيرية، و الاستقلالية، و إشراك الشغيلة في ذلك البناء، سواء تعلق الأمر بالتنظيم، أو بالملف المطلبي، أو بالبرنامج النضالي، و جعلها إطارا للتكوين، و التكوين المستمر، الذي يستهدف الشغيلة بالدرجة الأولى، و تكوين الأطر النقابية، التي تفرزها الشغيلة من بين أفرادها بالدرجة الثانية، مما يجعل النقابة تقوم بدورها كاملا لصالح الشغيلة. الأمر الذي يؤثر إيجابا على أداء الشغيلة تجاه النقابة، و على أداء النقابة تجاه الشغيلة، بسبب التفاعل المستمر بين الشغيلة من جهة، و بين النقابة من جهة أخرى، كنتيجة للعلاقة الجدلية القائمة بينهما، و التي تؤدي بالضرورة إلى تطور الشغيلة، و تطور النقابة في نفس الوقت.

أما عدم الاهتمام بالشغيلة على المستوى المطلبي، و الدفع في اتجاه إبقاء وعيها متخلفا، فإن ذلك لا يعني في نهاية المطاف إلا الحفاظ على تردي أوضاعها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، الذي لا يعني إلا الجهات المستفيدة من الاستغلال محليا، و وطنيا، و دوليا.

و الشغيلة عندما لا يتم الاهتمام بها من قبل النقابة، تبقى معانية من التشرذم، و منطوية على نفسها، و غير متضامنة فيما بينها، و غير مرتبطة تنظيميا بالنقابة، و غير منخرطة في النضالات المطلبية، لسلبيتها، و لافتقاد الوعي لديها، و لو في مستواه النقابي.

و النقابة تتحمل مسؤولية كبيرة فيما تؤول إليه أوضاع الشغيلة، بسبب عدم الاهتمام بأوضاعها المادية، و المعنوية، مما يجعلها مشاعة لممارسة الرجعية، بكل تلاوينها، و خاصة للتنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تستغل تردي الأوضاع المادية، و المعنوية، لإشاعة أدلجة الدين الإسلامي، بين أفراد الشغيلة، لتزداد بتلك الادلجة تضليلا، و لجعل مؤدلجي الدين الإسلامي يوهمون الشغيلة بأنهم سيعملون على إيجاد الحلول لجميع مشاكل الشغيلة بقيام "الدولة الإسلامية"، و "تطبيق الشريعة الإسلامية". الأمر الذي يجعل المسافة بعيدة بين النقابة، و بين الشغيلة. و نفس الشيء بالنسبة للنقابة التي لا تكون مبدئية، و لا تشرك الشغيلة في البناء التنظيمي، و في صياغة عناصر الملف المطلبي، و فقرات البرنامج النضالي، و لا تعمل على جعل الشغيلة تمتلك الوعي الطبقي، في مستواه النقابي، فإنها لا ترتبط بالشغيلة، و لا تقود نضالاتها المطلبية، و لا تسعى إلى مساهمتها في البناء النقابي على جميع المستويات.

و بذلك تصير النقابة ضعيفة، و غير قادرة على الارتباط بالشغيلة، و لا على استيعاب مشاكلها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، كما هو حاصل الآن في معظم النقابات. الأمر الذي يجعلها مجالا للانتهازيين، و مجالا للممارسة الانتهازية، و إطارا لممارسة السمسرة على حساب مصالح الشغيلة، و أداة في يد الإدارة توجهها للقيام بعمل معين من أجل إفساد الحياة النقابية، و لتضليل الشغيلة حتى ترضخ للاستغلال المادي و المعنوي الممارس عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟