الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب إلغاء مؤتمر البحرين!

أفنان القاسم

2019 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لكل اقتصاد في نمطه في علاقاته في توظيفاته في مردوداته في أدواته البشرية والإنتاجية نظام سياسي، النظام السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يدعى دولة فلسطين، هو النظام الإسرائيلي تحت حجابي فتح وحماس، فالاقتصاد هو نظام الاحتلال، واحتلال كهذا هو أغنى احتلال في التاريخ، لأنه الرافد الأول للاقتصاد الإسرائيلي في المحيط العربي الذي تغرق فيه، وهو الدخل الثاني لإسرائيل بعد دخلها الأول المتمثل بالإعانات الأمريكية (سعودية بس معلش خلينا نكذب)، نظامها السياسي لن يقف على قدميه لحظة واحدة دون اقتصاد القطاع والضفة، ومن هذه الناحية، لدولة إسرائيل نقطة ضعفها، ولدولة فلسطين نقطة قوتها، لهذا يعمل مهسترو تل أبيب كل ما في وسعهم على عدم قيام هذه الدولة بشتى الطرق التي أولها بناء المستوطنات (ليس حبًا بمجانين الدين والتدين)، والتي ليس آخرها المؤتمر الاقتصادي في البحرين (لاحظوا الاقتصاد دومًا)، فإسرائيل كنظام سياسي هي التي ستشفط كشفاطة أمي اليافاوية المليارات التي سَتُجنى من هذا المؤتمر، لأجل بناء المدن للاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم عندهم وعند غيرهم، وإنهاء المشكل الوجودي الذي يؤرقها، يؤرقها؟ يمحقها! المشكل الوجودي الذي اتخذَتِ القرارَ فيه المحافل الدولية والعربية، ما يدعى "حق العودة". هذا باختصار لماذا مؤتمر الشيخ كوشنر الاقتصادي قبل السياسي، بالنسبة له دولة فلسطين موجودة بقوة الأشياء ككيان سياسي داخل كيان سياسي، وكهوية سياسية داخل هوية سياسية، حتى أن سفارته في القدس كعاصمة موحدة (كما يرتأي عني) أكبر دليل على ذلك، وهذا الفعل السياسي الهائل ضمانُهُ الهائل الذي يعطيه للفعل الاقتصادي الهائل الذي يريد أن ينفذه في المنامة، كل شيء مرتبط ببعضه في "صفقة قرنه"، مع إدراكه التام للمخاطر التي ستعصف بالسياسة الأمريكية الشرق الأوسطية، ولتداركها يحاول مع دول المنطقة المباول بابتزاز هذا الحاكم أو ذاك أو بالشخ عليه، بينما... ودائمًا من جوه التحليل الجيوسياسي الجيو اقتصادي السابق، هناك دولتان سياسيتان داخل دولة اقتصادية، أسهل الأمور الاعتراف بالدولتين السياسيتين أولاً ثم التعامل ثانيًا مع الدولة الاقتصادية، أنا هكذا أرى السيرورة، دولتان في دولة، وكل الباقي يتبع بأسهل ما يكون: ردم الفجوات في الخريطة المخردقة للضفة الغربية بالمستوطنات، ردمها بالجنسية المزدوجة لا بالضم، إرضاء حق العودة بالتعويض بسخاء وربطه بالعمل والسكن أينما أريد في الفضاء الشرق الأوسطي بما فيه الفضاء الإسرائيلي، وحتى بشراء منزل أو أرض، كما هو الحال في فضاء الاتحاد الأوربي، وهي طريقة غير مباشرة للعودة ترضي الطرفين، بما أن الفلسطينيين لن يسكن إسرائيل أو يعمل فيها منهم سوى القليل، استقروا وَكَلُّوُا، العودة إلى حدود 67 عادت بقوة اقتصاد الاحتلال، النظام السياسي في إسرائيل لا يمكنه أن يتنكر لهذا أو ينكره، يمكنه أن يخفيه كما فعل إلى حد الآن، لكنه لن ينكره، القدس الحبيبة حلها حصل بتوحيدها بالسفارة الأمريكية كما ارتأى الشيخ ترامب، وبرفع العلمين الإسرائيلي والفلسطيني على بلديتها كما يرتأى الشيخ أفنان، وكما أرتأي كذلك بإدارة الأماكن الدينية أماكن العبادة على أيدي العباد أنفسهم.


حسب تحليلي السابق، الفلسطينيون في موقع القوة، لأنهم عصب وشريان الاقتصاد الإسرائيلي من ناحية، ولأنهم بقوة الأشياء دولة من دولتين في دولة لا غنى للواحدة عن الأخرى، وفي فضاء الشرق الأوسط لا غنى للواحدة والأخرى عن باقي الدول، مفهوم الدولتين في دولة مبتكر لم يقله غيري، وهو مبتكر من كل النواحي التي أهمها إرضاء كل الأحلام القومية والدينية والتاريخية للشعبين، لكن للتواشج الاقتصادي بين الدولتين في دولة ودول الشرق الأوسط شرطًا سياسيًا جوهريًا دونه لن يكون هناك أي تواشج: التأسيس للديمقراطية، التأسيس للعلمانية، التأسيس للدستورية، التأسيس لدول الحريات كل الحريات ولدول الحقوق كل الحقوق لدول المواطنة لدول المنافسة في البناء والاستثمار لدول من كل روض زهرة، وإلا كان الترقيع الاقتصادي على صورة الترقيع السياسي، وكل هذا تحت شرط ألتزم به، وتلتزم به "رينبو" مؤسستي، عدم الإطاحة بملك أو برئيس، الإطاحة بالنظام السياسي لهذا الرئيس أو الملك، وعدم التخلي عن "أمنا" أمريكا، في الحرب كانت أمنا وتعاساتنا، وفي السلم ستكون أمنا وسعاداتنا. ومن هذه الناحية، الشرق الأوسط بمواطنيه عليهم من موقع القوة -من المفترض- أن يتعاملوا معها، لأنهم يمثلون قوتها الجيوسياسية والجيواقتصادية كقطب دونهم لن تحكم العالم، وفي يوم قريب قادم لن تتحكم بعالمها. هذا يعني أن من مصلحتها العليا العمل على توحيدنا لا على تمزيقنا، والسهر على رُقِيِّنَا لا على وُطِيِّنَا.


يا شيخ كوشنر أنت ولد حلو وعاقل تربيتك تربية ناس طيبين وفهمانين، الْغِ مؤتمرك أحسن لك، فهو لن يؤدي إلى شيء آخر غير السراب، أَجِّلْهُ على الأقل، ريثما نبدأ بالسياسي الحاضن للاقتصادي، وقل لعمو دونالد نجاحك الأكيد في الفترة الثانية سيكون على يد الشيخ أفنان، ليس لدعائه الذي لن يستجيب الله له، وإنما لذكائه ههههه!!! انتو صدقتوا؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نداء إلى المزدوج!
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 12:41 )
كيفك شلونك ازايك وينك غايب والا متخبي هههه!!! رجائي إليك العمل على إرسال هذه المقالات مترجمة إلى أصحاب القرار عندكم، وإن أمكن عند غيركم، خاصة إلى السيد جاريد كوشنر هذا المقال الأكثر من هام مع... توصية هههه!!!


2 - الغالي جدًا توفيق أبو شومر في الفيسبوك:
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 13:48 )
أنا والله اشتقت لك أكتر، كنت غائبًا مدة خمسة شهور بطول المسافة بين الأرض والمريخ هههه!!! كنت أراهن على أحلامي التي أرجو أن تتحقق اليوم بإرادة الواقع الجديد... سأقرأك كعادتي بكل صدق ومحبة.


3 - عارف الغالي في الفيسبوك مين اللي بسأل بعدي
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 14:21 )
عن المزدوج، انت بتقول عن المتقاعد، دلني عليه، هوه سأل عني مرة زمان في أزمة قطر ولبيت فورًا، اليوم دوره، يرد المعروف بألفه...


4 - الزمن الجميل في الفيسببوك القطعة حلوة
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 16:59 )
قال جان بول سارتر عن شبيهها عند بودلير -جلد ذاتي-، ولا أذكر إذا ما كنت حللتها في كتابي عن الفلتة، وللعلم أعدت كتابة قصيدة للماغوط بنفس النبرة، لكني لا أذكر في أي ديوان لي، إذا كان عندك وقت فتش عليها... للملاحظة أنا أرد هنا لأني حذفت حسابي من الفيسبوك، نحن نسميه فيكبوك ههههه!!!


5 - منطق سليم
نبيل عودة ( 2019 / 5 / 29 - 17:19 )
اجل قوة اسرائيل من احتلالها.. الأيدي العاملة الفلسطينية رخيصة جدا.. والدعم الأمريكي لا قاع له ما دامت الأموال السعودية توفر له دعما هائلا.
لكن لا بد من فهم ان اخطر نقاط الضعف الفلسطيني هو ما قامت به حماس من انقلاب عسكري اجرامي. اسرائيل غير معنية باسقاط حماس. وهي تتصرف على اساس ان حماس ستبقى خنجرا بخاصرة فلسطين، اصلا تأسيس حماس كان برعاية أجهزة الأمن الاسرائيلي. قادة عسكريون حذروا بوقته حكومات اسرائيل من تصاعد قوة حماس. لكن الجهاز الحكومي وفر الرعاية لتتطور حماس بصفتها قوة مضادة لحركة فتح. هذا الهدف الاسرائيلي الكبير الذي لا يذكره أحد اليوم. قوة الفلسطينيين اذا اقتنعت حخماس باعادة الشرعية الفلسطينية للقطاع. اليوم تبنى هناك دولة دينية لن تخدم الاستقلال الفلسطيني وليس لها دافع للوصول الى استقلال فلسطين. استقلال بظروف شبه دولتين للفلسطينيين هو استمرار اللعبة الاسرائيلية الأمريكية تحت ستاؤ اقتصاد ومعيشة أي برطلة الشعب الفلسطيني ببعض الدجولارات، لينسى وطنه !!


6 - نبيل عودة مع الأسف لم تفهمني!!!!!!!!!!!
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 18:17 )
في رؤيتي لم أنظر إلى حماس كدولة وإلى فتح كدولة، لم يكن قصدي تحت مفهوم ((الدولتين في دولة)) الضفة والقطاع، أعد القراءة جيدًا ولا تقرأني بسرعة لتجد أن الدولة الفلسطينية المؤلفة من القطاع والضفة، أقول المكونة من القطاع والضفة، هي الهيكل السياسي لفلسطين مقابل الدولة الإسرائيلية الهيكل السياسي لإسرائيل، وما يجمع الهيكلين السياسيين هو الهيكل الاقتصادي بشقيه، اقتصاد إسرائيل واقتصاد الاحتلال، أو بكلام آخر كل الاقتصاد الإسرائيلي، فهو نفسه تحت إسرائيل وتحت الاحتلال. هناك إذن دولتان في دولة، إسرائيل وفلسطين كهويتين سياسيتين في إسرائيل كهوية اقتصادية، الفارق دقيق بين الدولة الواحدة التي ينادي بها البعض، وبين الدولة المزدوجة التي أنادي بها، للحفاظ على الهوية السياسية والقومية والتاريخية لكل طرف من الطرفين، بينما تكون الهوية الاقتصادية للطرفين واحدة بقوة الظروف والشروط التي أوجدها الاحتلال منذ حوالي نصف قرن... حسب ما سبق أن تكون حماس دولة في القطاع هذا آخر ما أروج له نظريًا، وأول ما أريد القضاء عليه سياسيًا، لأن حماس اغتصاب للسلطة، اغتصاب للتاريخ، اغتصاب للحياة، اغتصاب حتى للدين نفسه!


7 - إلى الشباب: كل الوضوح اللي في المقال ونبيل فهم غلط
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 29 - 18:38 )
لهذا أخشى أن تكون ترجمته خدش مخالب دجاج في الرمل، فحذار ألف حذار من الترجمة الحرفية، كل الاعتماد على صاحبنا اللي ما بان للآن!!! ويا حبذا ترجمة ردي على نبيل كملحق...


8 - عندي أولويات يا النشمي يا حبيبي!
أفنان القاسم ( 2019 / 5 / 30 - 06:55 )
أبو مطلق في قلبي لكن في عقلي العالم...

اخر الافلام

.. أمراض فيروسية وبكتيرية بينها السعال الديكي تنتشر مجددا في فر


.. الإعلام الأمريكي يتحدث عن صعود نجم ميشال أوباما كبديل لبايدن




.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي بمعارك شمال قطا


.. وقفة لداعمي فلسطين وهم معصوبو الأعين في اليوم العالمي لضحايا




.. محمد الصمادي: جيش الاحتلال دخل يوم السابع من أكتوبر بفشل است