الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشراف مستقبل الاقليات في العراق

اكرم طالب الوشاح

2019 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


استشراف مستقبل الأقليات في العراق
إن الانستولوجيا العراقية الجمعية الشعبية الخاصة والعامة، لماضي العراق المبالغ في تصويره طوباوياً ، على أنه الوعاء الجامع للذات العراقية، رغم تشكل هذه الذات حديثاً، انتجت نوعا مبتكرا من الحنين لماضي التعلق الاجتماع الشعبي بين الاغلبية بقسميها الشيعي والسني المشتملين على القسمين الموازيين التركماني (الشيعي ،السني) والكوردي (السني ، الشيعي)، بمحاذاة العربية الاسلامية الجامعة. وذلك كله كان الاتفاق السيكولوجي الشعبي الموازي لنفسية عموم العراقيين، ما بعد الصدمة التي جرت عموما في 2003 ، وخصوصا في 2014. لاجل ذلك كانت الاقليات في العراق من مسيحيين ويهود وصابئيين وايزيديين وشبك وكاكائية واقليات متناهية الصغير كالعلويين والبهائيين والشيخيين والرشتيين ومجتمعات صوفية عربية وكوردية وتركمانية غامضة تعد من الاقليات، كل اولئك جزءا من الحنين الخاص والعام لماضي التعايش السلمي وفق المصطلحات الحديثة بموازاة ما جرى بالفعل لتلك الاقليات سواء قبل 2003 مثل تهجير الفيليين خصوصا ظلما وعدوانا، او بعد 2003 و2014 من محو الاقليات عموما، بارادة القاعدة وداعش، او بارادات خفية لمصالح سياسية واقتصادية وثقافية لجهات انتفعت من محو الاقليات في العراق
وما مواسم هجرة الاقليات وتهجيرهم واضطرارهم للجوء الى دول اللجوء بموازاة دول المهجر بعد ان قتل من قتل وخطف من خطف واستبيح من استبيح وهدد من هدد الا بعض مظاهر ذلك الكرب الجلل الذي مس فيما مسه تلك الانستولوجيا التي نراها متمظهرة على مواقع التواصل الاجتماعي تبكي الزمن الجميل حيث الكل اخوة في اعادة انتاج من قبل اولئك لما هو ليس كذلك في الواقع التاريخي.
ومن ثم تغدو اي عملية ممنهجة اكاديمية استشرافية لمستقبل الاقليات في العراق عموما، واي اقلية من تلك الاقليات خصوصا، عبارة عن توهم جمعي او فردي لوهم جلل في المسكوت عنه من وقائع ومصارع ذلك الوهم. الاقليات في العراق فيما اصابها في 2003 وفي 2014 من تحييد لها عن الحياة وعن مظاهر الحياة في كل العراق الا في فسحة الحماية في اقليم كوردستان تواجه اليوم بعد زوال القاعدة وداعش ازمات وصراعات العودة واللا عودة والثقة واللا ثقة والتمثيل السياسي والاجتماعي والاقتصادي واللا تمثيل على حد سواء في ذلك كله. لذلك فمراكز الابحاث العراقية والعربية والاقليمية والعالمية تواجه صعوبة في الاستشراف المستقبلي الوصفي والاستراتيجي لمستقبل ما بعد تلك الازمات والصراعات ويخطئ من ينظر بحلول وهمية وخطابات وهمية وانشاءات وهمية فالازمة عميقة تواجهها الدولة والحكومة والمجتمع والاحزاب والمنظمات غير الحكومية وطبقات المثقفين في ايجاد رؤية جمعية مجتمعية جماعية لما يجب ان يكون من شان الاقليات في العراق خاصة وان زوال داعش لم يصحب عودة ابناء تلك الاقليات من مخيمات داخل العراق ومن منافي خارج العراق.
لست ارى النصف الفارغ من الكأس ولكنني لا اكاد ارى النصف المملوء كذلك من الكأس الذي يحتوي علاجا شافيا لماهية مستقبل الاقليات في العراق في معاناتها الخاصة والعامة في ذاتهم وصفاتهم. ذات الاقليات العراقية وصفاتها في استشراف مستقبلها القادم للعشرية القادمة يحتاج الى ان تحدد الاقليات العراقية ما تحتاجه قبل ان نحدد لها نحن ما ستحتاجه... وبانتظار ذلك تبقى الانستولوجيا العراقية للاقليات المندمجة في العراق والعراقيين مجرد انستولوجيا تحن لما لا وجود له .... .. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال