الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٣)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 5 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (33)
الخازوق الصادق المهدي
أحمد موسى قريعي
لم يعد أحد يتحمل تقلبات ومزاج "اللمام" المهدي، حتى "الأحباب" داخل حزب الأمة القومي قد ضاقوا به وبتصريحاته المتفلتة والهدامة والتي أضرت بالثورة والثوار ومستقبل السودان كثيرا. فالصادق "إمام" نرجسي مزاجي متشائم متقلب، ليس له مبدأ أو رأي واضح، ثابت ومعروف، يعشق "التخذيل" والخذلان خاصة في اللحظات الحرجة.
التناقض خصلة أساسية فيه، والتردد سمة استراتيجية في تصرفاته، فهو لا يحب العنف، ولكنه يحمل السلاح، لا يحب الدماء ولكنه يأمر بسفكها، يكره الإنقاذ وبشيرها ولكنه لا يجد حرجا في التعامل معها، فقد عزل نفسه عن حزبه، وجماهيره، وقاعدته، وأنصاره، وقسم الأدوار بينه وبين بناته وأولاده، فاختار لنفسه أن يكون في رئاسة الحزب ولبناته تسيير أمور الرعية الأنصارية، أما أولاده فجعلهم يأكلون "عيش" مع النظام.
مشكلة "اللمام" في تقديري تكمن في شيئين، الأول أنه يعاني من مرض "حب الرياسة" فهو لا يقبل إلا أن يكون في الرئاسة حتى إن كانت على قطيع من الأغنام، والشيء الثاني أنه لم يحسن قراءة المشهد السياسي بصورة دقيقة، فدوما قراءاته وتحليلاته مغلوطة فهو قد رأى أن الثورة "عمل صبياني" وأنها مجرد "بوخة" وقد رأينا كيف أنها كانت نارا مشتعلة يقودها الشباب بأرواحهم ودمائهم وايمانهم بالمستقبل. وقد قال عن الإضراب (التصعيد في الوقت الحالي جعجعة بلا طحن) وقد رأى كل العالم "طحين" الإضراب.
تعاملنا مع الصادق في مرحلة الثورة "بدلع" أكثر من اللازم، ما كان يستحقه، فأنا في نظري الصادق مسؤول مسؤولية تاريخية "أمامنا" عن كل الأوضاع التي مر بها السودان منذ اتفاقية بورتسودان 1977م وحتى يومنا الحالي، فجرائمه في شق الصف كثيرة ومملة وسمجة، أنا شخصيا قد "مللت" من هذا العجوز الخرف، وأعتقد أن "شباب" حزب الأمة الذين يضجون ثورية وحماسة قد كرهوا إدارته وتفتيته لمجهوداتهم الجبارة ومشاركتهم الفاعلة في نجاح الثورة والإضراب، وأن معاناتهم في التعامل مع "نرجسيته" لا توازيها معاناة في الدنيا.
أجرت صحيفة "القدس العربي" حوارا مع "اللمام" المهدي، نُشر ليلة أمس، جاءت فيه مصائب وبلاوي جديدة يصعب التعامل معها والسكوت عليها، وربنا يصبر "شباب الأنصار" عليها وعلى "اللمام" وبناته وأحفاده. فقد قال إمام الأنصار: (إن قوى الحرية والتغيير بلا تفويض شعبي، وإن قوات الدعم السريع فقد أعادت اكتشاف نفسها، وإن الحزب الشيوعي منافي لوجدان الشعب). وقال أيضا إن الكثير من قوى الحرية والتغيير ضد الإضراب، كأن الإضراب الذي تم ونجح قد دعت إليه "جهات مجهولة".
الحقيقة أن الصادق كان يتمنى أن يتم اختياره رئيسا لقوى الحرية والتغيير لذلك صدعنا بدعوته المملة لإنشاء مجلس قيادي لقوى الحرية حتى يتولى هو رئاسته ويتخذ قرار الإضراب، فهذا العجوز أناني لا تهمه إلا نفسه ومصلحته الشخصية.
واقعنا السياسي الراهن يقول إن قوى الحرية والتغيير هي صوت الشعب والثورة والشباب، وإنها القوى الوحيدة الآن في السودان التي تتمتع بتفويض "شعبي وثوري" من شعب السودان، وأنها متماسكة ومتزنة وما زالت تضم كل القوى التي وقعت على ميثاق الحرية والتغيير، ماعدا الصادق الذي خرج بنفسه وبناته وركب قطار المجلس العسكري، وبالتأكيد هذه الرعونة لا تعني أو تمثل حزب الأمة.
من الغرائب والطرائف "اللمامية" أن اللمام قال إن (نجاح الإضراب سيدفع المجلس العسكري إلى مزيد من الإعتماد على قوى النظام القديم). سيادة اللمام نقول لك إن المجلس هو نفسه "النظام القديم" بشحمه ولحمه وهو نفس النظام الذي جئت إليه مهرولا ببرنامج "التراضي الوطني"، والآن تعيد اللعبة معه بموضوع "الانتخابات المبكرة" التي حشرتها في رأس كيزان المجلس ودعمه السريع، وأنت تعلم أن هذه الانتخابات قد وجدت الرفض من قبل أن تتنزل فكرتها على أرض الواقع، وأن الشعب قد قال كلمته واختار "الإضراب السياسي والعصيان المدني" كطريق أوحد لتحقيق أهداف الثورة.
إذن سيادة اللمام لا دخل للإضراب بكوزنة المجلس العسكري، بل العكس هو الصحيح وأنت تعلم ذلك مثلما تعلم لماذا ذهبت بنتك "المنصورة" إلى الإمارات؟.
أما عن قولك بشأن الزملاء في الحزب الشيوعي، سأترك لهم الأمر فهم أفضل من يرد عليك، ولكني أعجب وأتعجب كيف لرجل دين مثلك لا يفرق بين الآية والقواعد الفقهية؟!
فقد قلت في حوارك المشؤم بالنص (وهذه التصرفات تدل على أن الدعم السريع اتخذت مواقف حميدة وطبعا هناك قاعدة فقهية تقول الحسنات تذهب السيئات). والحقيقة أن هذه ليست قاعدة فقهية وإنما آية قرانية كريمة من سورة هود (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ).

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي