الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمّة مكّة ومسرحية لهو الحكومات العربية.

زيدان الدين محمد

2019 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


"المَشهد الأخير، تُسدل السّتائر
ينزع المُهرّج قناعه".
-ندئ عادل.

بعد أن أفلحتْ الحكومات العربية المزاجية في إشراك ترامب وكوشنر أو بولتين وبمبيو ونتنياهو في قممها وسيرها بل وحتى الشأن العربي والإسلامي عمومًا، نتساءلُ نحنُ مالذي سنخرج منه بعد هذه القمة-والتي لا تختلف عن مسرحيات أخواتها من القمم- ؟، ولستُ أشكّ لحظة أننا سنخرج بخطابات صبيانية تُدغدغ عواطف الشعوب بالإعلام المُضاد ، ولكن في ذات الوقت وهي نُقطة مُهمّة، أن السُلطات العربية في هذه القمة المُقامة في جدة ، لا يدور فيها النقاش حول وسائل التسوية الإقتصادية والسياسية وإرساء السلام، بل يدور النقاش في أهداف بحد ذاتها ، ولا تكاد إلّا أن تكون أهداف توطين الصراعات وتغذية الصفقات الإقتصادية التي تقوم على حساب الشعوب العربية وكرامتها.

نحنُ كشعوب نتأسّى بأنظمتنا العربية مُحاولة إصلاح ماأفسدته أجندتها، نتساءل هل الأنظمة العربية تقف مع شعوبها في قضاياها الأساسية؟ أم أنّها تقف على ناب ذئب مُفترس واضعة إيّانا على حمارٍ من الحُمق وجملٍ من الجهل والإستغفال؟ وهل أصبح دور الحكومات العربية منوّطًا على التصرف في رقاب شعوبها والتعسيف بهم، أم أن الحكومة أساسًا في مفهومها وكالةً قامت بإرادة الأُمة لإدراة شؤونها المُشتركة؟وماهي وظيفة هذه الحكومات التي تعشق تنظيم القمم، هل تدير شؤون الأُمة تبعًا للإجتهاد ومباحث الرأي وأغوارها، أم أن وظيفتها مُقيّدة بقانون لرغائب من تبتغي منهم العفو والرضى -إسرائيل وأمريكا- وإن خالفتْ مصالح الأُمة الحقيقية؟.

في حقيقةِ الأمر، رأينا بعض المُشاكسات بين السعودية وأختها قطر وقضية حرب إيران الوهمية، لَم نرَ في هذهِ القمة مُناقشة أمور هامّة تستحضرها الشعوب ، فهل دعتْ القمة في مكة إلى البحث في وسائل وتوطين أدوات لوقف حرب اليمن وتجويع شعبه وقصف المدنيين؟ هل دعتْ لإطلاق سراح اليمنيين من السجون السرّيّة في الجنوب الأقصى وارتريا؟ هل دعتْ إلى تجريم كُل نظام يمارس التهديد والحصار للأشقاء؟ هل أدانتْ حفتر وجُرمه الحربي وكُل من يدعمه؟ هل دعتْ لفعل حقيقي لإطلاق سراح مُعتقلي الرأي المُغيبين في السّجون وتحت سوط التعذيب؟ وهل دعتْ لإيقاف الحملات-التي لا يُستفاد منها- ضد تُركيا؟هل رأينا هذهِ القمم تدعوا لدعم المُسلمين المُضطهدين في تركستان الشرقية وأراكان؟وهل دعتْ لإيقاف الحملات الإعلامية الساعية لتغييب الوعي الحقيقي وشرذمة الأُمّة؟ والأهمّ هل دعتْ لوضع أُسس إلزامية لإحترام حُريات الشعوب وحقوقها، وتجريم التّبعية التي تضر بالشعوب ومصالحها؟ هل دعتْ لتفكيك الأحزمة الأمنية وقوات النُخبة؟ وأخيرًا نتساءل بكُل حرقة نحنُ الشعوب التي تجذّرتْ في أذهاننا ووجداننا القضية الفلسطينية، هل هُناك موقف حازم وموحّد إزاء السلطة الصهيونية وإسرائيل؟ هل سيتم إلغاء صفقة القرن وبنودها التي ركبتْ على ظهور قضيتنا الإنسانية ؟ هل جرّمتْ القمة التطبيع مع الصهاينة سواءً في السرِّ أو العلن أم مانسمعه من تجريمات لا يتخطّى لون الحبر وخامة الورق؟ هل مِن نقاش جرى حول فكّ خناق غزّة وإعادة قضية فلسطين لموقعها الرئيسي والأساسي والرسمي بعد أن سعتْ هذه الحكومات لإحالتها إلى قضية ثانوية بل وهزلية؟ هل رأينا موقفًا حازمًا يسعى لِلحفاظ على حقوق الأجيال من الثروات والنفط عوضًا من التعاون الإقتصادي مع الإحتلال الصهيوني؟.

المُتّضح أن هذهِ القمة لن نخرج منها إلّا بمحاباة من تُريده حكوماتنا على حسابنا، وإثبات أن هذهِ الحكومات ضُرب عليها ألّا تعرف للإستقلالِ قيمة ولا للنظام مزيّة، وسديد القول أن هذهِ القمم تُرينا كيف أنها تستبدل الأمراض المُزمنة بأمراض حديثة فتّاكة، حتّى أن قول الحكيم المعرّي:
"إذا لم تقُم بالعدل فينا حكومةٌ  فنحنُ على تغييرها قُدراء"، لا يجدي مع هذه الحكومات بل أنهُ لو عايشها لكان قلب هذا البيت الشعري إلى أملٍ مقطوع الرجاء في تغيير أنظمة السلطات العربية.
وأخيرًا ،لا نكاد نمتطي الخطيئة إن قُلنا أن هذه القمة لن نخرج منها في الأخير سوى بإتفاق طري "كيف يتم بيع ماتبقّى من أراضينا؟".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -