الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخرطوم - عودة وفد الحركة الشعبية ورسائل المجلس العسكري للأستاذ ياسر عرمان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 5 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وصل الخرطوم يوم 25 مايو الجاري وفد "النوايا الحسنة" بقيادة الرفيق القائد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية والرفيق القائد خميس جلاب الأمين العام للحركة الشعبية برفقتهم عدد من الرفاق القادة، وقد رحب بوفد الحركة الشعبية فور وصوله عدد من التنظيمات السياسية الوطنية وقادة العمل العام في السودان، وسجل الوفد في يومه الثاني زيارة تاريخية لميدان إعتصام القيادة العامة وأخرى لتقديم العزاء لأسرة شهيد الوطن هزاع، حيث وجد الوفد ترحيب واسع وسط الجماهير ومن أسرة هزاع الذي يمثل زهرة كفاح جيل أسقط الدكتاتورية بكل بسالة وجسارة، وأيضا إنخرط الوفد بعد ذلك في عدت إجتماعات مع الحلفاء من قوى إعلان الحرية والتغيير إضافة لسفراء الدول المهتمة بالشأن السوداني، وكان طريق العودة إلي الخرطوم وعرا جدا غطته الأشواك وهو محاط بكل أنواع المخاطر، حيث نشطت دوائر عديدة محسوبة علي قوى الثورة المضادة ودولة التمكين الإسلاموعسكرية وكانت تدير حملات تشويه شرسة ضد الحركة الشعبية والوفد القيادي العائد إلي الخرطوم، وكنا نتابع كل ما يجري في الساحة بعيون مفتوحة علي كل الإتجاهات والمحاور منذ إعلان القيادة التنفيذية القرار التاريخي الذي قضى بالعودة إلي الخرطوم للمشاركة في التغيير والتحرر وبناء دولة السلام والعدالة والديمقراطية بديلا لدولة الحرب والتهميش والدكتاتورية، وظللنا منذ ذلك الحين نرد علي الحملات المثارة ضد الحركة الشعبية باننا لن نتراجع عن مواقفنا تجاه الوطن وإلتزامنا بقرار القيادة التنفيذية الرامي لتحقيق السلام الشامل والعدالة الإجتماعية والحرية وبناء موطن المواطنة الذي تتوفر فيه الحقوق السياسية والمدنية للجميع بالتساوي دون فرز او تمييز وتصان حقوق الآنسان وفقا للقانون المحلي الذي يجب أن يسن بما يتوافق مع القانون الدولي الذي يحمي حق الإنسان في الحياة والأمن وحرية التعبيير عن الرأي والفكر، وهذه هي الأهداف التي ناضلنا لسنوات طويلة من أجل الوصول إليها وقدمنا أمامنا صفوف من الشهداء والجرحى والمشردين عهدنا الذي قطعناه معهم جميعا في ساحات الكفاح الثوري التحرري أن نحقق مشروع السودان الجديد الذي كنا نحلم به، وعاد الوفد إلي الوطن بسلام، وسيعمل من أجل تحقيق السلام الشامل.

توقعنا بعد قدوم وفد السلام الذي عاد إلي الخرطوم مؤخرا يحمل "أغصان الذيتون" أن ترفع المجموعات التي لا تعرف للسلام طريق خطاب إقصائي حاد ضد الحركة الشعبية ومحاولة التشويش علي مواقفها المبدئية تجاه قضايا الوطن وقد حدث ذلك، ولكن العجيب أن تأتي رسائل الإقصاء ورفض مبادرة السلام من المجلس العسكري الذي طلب من قيادة الحركة الشعبية مغادرة السودان والعودة إلي المنافي وإشهار كرت أحكام الإعدام المسيسة الصادرة من محاكم النظام السابق ضد الرفيق ياسر عرمان والرفيق مالك عقار عقب إندلاع الحرب الشعواء في النيل الأزرق وجنوب كردفان، هذه المواقف السالبة التي إتخذها المجلس العسكري تجعلنا نطرح سؤال هل سقط النظام الإنقاذي أم انه ما زال يتحكم في الدولة عبر بقاياه؟ وبماذا تفسر تعليمات هذا المجلس العسكري إن لم تكن أوامر الإنقاذيين الإسلامويين الذين منعوا كل محاولات تحقيق السلام وأصروا علي محاربة الشعب السوداني في الهامش تحت شعارات الزيف، وهنا سنكون صريحين بحكم الوقائع والحقائق لنقول أن هذا الموقف يؤكد بشكل لا يضع مجال للشك أن المجلس العسكري سليل النظام الإسلاموعسكري، ولم تسقط بعد.

السودان اليوم أمام محك تاريخي حقيقي في تشكله الثوري الجديد الذي يجب أن يصان باستكمال الثورة رغم كل التحديات الماثلة في البلاد، ولا خيار عندنا او شعبنا إلا أن تكون البلد منصة تأسيس للمواطنة والديمقراطية، ونعتقد أن الإنطلاق الصحيح نحو بناء الدولة يكون بوقف الحرب وتحرير مؤسسات تلك الدولة، ويجب أن يشارك كل السودانيين في العمل التحرري وإعادة البناء والتعمير والمشاركة في الحكم، ولا يحق لجهة أن تنفرد بالساحة كما لا يمكن أن نعود لأحد الظلم والإستبداد مهما حصل، والحركة الشعبية أخذت رخصة العودة من الشعب السوداني لا المجلس العسكري ولن تغادر أبدا بعد أن عبرت تلك الحدود وتخطت متاريس النظام الإنقاذي الفاشل، وسيبقى الرفاق داخل "خرطومهم" فهي عاصمة بلدهم، وردنا للمجلس العسكري والتنظيمات المعادية للسلام وللحركة الشعبية والسودان الجديد "أن الخرطوم حقتنا" وعلي قول الرفيق ياسر عرمان "دخول دون رجعة" وسنغني غدا جميعا لموطن السلام والحرية بكل اللغات، وسنرسم المستقبل بأجمل الألوان.


سعد محمد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين