الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل عقد قمة مكة لردع إيران ينبغي أن تحموا مكة من صواريخ إيران!!!

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2019 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قبل عقد قمة مكة لردع إيران ينبغي أن تحموا مكة من صواريخ إيران!!!
أن اكثر ما اثار الرأي العام العربي في هذه الايام هو قمة مكة ومعطياتها واجندتها التي تُركز على الأمن القومي العربي( السعودي) وضرورة ردع ايران ومشروعها التوسعي ووقف اعتداءاتها. لكن السؤال الذي اثار حفيظة الكثيرين هو المكان والتوقيت لهذه القمة المهمة كما يروج لها الاعلام السعودي فكيف تُعقد قمة في مكة وبهذا المستوى من اجل ردع إيران في الوقت الذي تعجز السعودية فيه عن حماية مكة من صواريخ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران؟ ومن هذا السؤال ومع المعطيات والاحداث الأخيرة التي شهدها الخليج العربي يتبلور سؤال اخر مفادهُ ان الهجمات الاخيرة التي ضربت مدينة الفجيرة واستهدفت السفن النفطية ومارافقها من استهداف محطات نفطية سعودية كل الادلة اثبتت وبشهادة وتأكيد واشنطن ان الحرس الثوري الإرهابي كان وراءها ومع ذلك لم نرى رداً اماراتياً او سعودياً الا من خلال تصريحات وبيانات لم تتعدى شاشات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي! فعن اي رد وردع يتحدث التحالف السعودي الاماراتي؟ واين الأسلحة والإمكانات العسكرية المتفوقة على اسلحة ايران وقدراتها التي وصلت عقودها ونفقاتها الى ترليونات الدولارات؟

في الحقيقة ان ضعف هذا المحور( السعودي_الإماراتي) سببه عدم امتلاكه رؤية حقيقية للإستقطاب لذلك نجدهُ مشتت بين تحالف اسلامي لاجدوى منه وبين تحالف عربي لم يشمل سوى دولتين وثالثة غارقة بالإستبداد والديون ودويلة اخرى لا وزن لها. وبالنتيجة هذا المحور غير قادر على احداث ردع حقيقي ولم يستطع نقل التحشيد الى مستوى حلف سياسي/عسكري،وليس بمقدوره ان يتحول الى قطب سياسي قادر على ادارة الصراع والتحكم في لُعبة كبرى لم يحقق فيها انتصاراً واحداً على الأقل.والدليل لم يستطع هذا المحور الهش حسم الحرب في اليمن لصالحه خاصة ان من يواجهه عصابة مليشياوية وليست دولة رغم امتلاك هذا المحور سلاح جو متطور ومليشيات وجيوش وبعدد وعدة تفوق بأضعاف ماتملكه هذه العصابة!. و في سوريا عزل هذا المحور المعارضة وشق اهدافها ووحدتها بسبب خلافهُ مع تركيا وبالتالي دمر الرؤية الشاملة لتوحيد المعارضة سياسيا وعسكريا ورمى الكرة بملعب الاسد وحلفاءه الروس والايرانيين وخرج خاسراً لم يلتفت لملايين السوريين.
في العراق كذلك لم يستطع المحور السعودي لعب دوراً بارزاً من خلال خلْق فواعل موازية للفواعل الايرانية وايجاد رؤية بديلة عن الورقة الطائفية وتحريك الحجر السياسي المتصدع.كان الافضل لهم ان يبحثوا عن بدائل سياسية واستراتيجية ووضع رؤية مختلفة عن التجربة الإيرانية لا تقليدها بأحجار من ورق.وحتى في مصر وليبيا،والسودان والجزائر مؤخرا لم ينجح هذا المحور الا بتثبيت الديكتاتوريات العسكرية وسلب الشعوب حريتها وتدمير امالها في الاستبداد والعبودية. فعن اي ردع وأي أمن عربي تتحدث السعودية؟ هذا المحور انفق امولاً طائلة ليس من اجل مواجهة النفوذ الإيراني بل من اجل تدمير اي تجربة اسلامية حديثة بأمكانها ان تُنافسهم على قيادة هذا العالم المريض! وأن حجم ما أنفقهُ هذا المحور على مواجهة الصعود التركي يفوق ما انقته السعودية على شراء الأسلحة في حين لاتوجد مقارنة بين تركيا وايران من حيث تهديد الامن القومي العربي والتوسع في المنطقة!.

اذن ما الفائدة من قمم متتالية في ظل هذه الانتكاسات والتخبط والافتقار الى الرؤى والإستراتيجيات؟ كيف يمكن ردع إيران وايقاف مشروعها التوسعي وانت تنظر لتركيا الدولة المتحضرة والصديقة للعرب على انها اشدُ خطرا من نظام الملالي الطائفي؟ كان هذا المحور وما يزال ( يعتقد غباءً ) بأن محاصرة قطر انجازاً تاريخياً في الوقت الذي اصبحت فيه قطر مصدر الهام للعالم وللمجتمع الدولي. وفي هذا الموضوع لابد من توضيح امر في غاية الأهمية وهو ان محاصرة قطر لم تكن اسبابها كما روجوا لها على انها دولة داعمه للإرهاب ومتأمرة، على العكس تماماً محاصرة قطر اسبابها سياسية لقطع الطريق امام النهضة والتنمية الخلاقة التي حققتها الدوحة ليس على المستوى الاقتصادي فقط بل على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية. ان حجم مُدخلات قطر في السياسية الدولية وظهورها كلاعب مهم جعل هذا المحور يبدوا صغيراً امامها لذلك افتعلوا معها ازمة وحاصروها لكنها لم تسقط كما كانوا يتوقعون وحدث العكسُ تماماً.

ولكي نخرج بنتيجة حاسمة عن هذا الموضوع نقول: لا يمكن إِحداث ردع ولا تحقيق انتصار في أي صراع الا اذا كان الطرفان يمتلكان رؤية مختلفة، وخطاب اكثر ثباتاً ونضوجاً، وقوة متوازية وقدرات متساوية، وهذا ما لم نجده في هذا المحور الأعرج الذي جعل من ايران قوة بدلاً من مواجهتها وتحجيم دورها. نعم ايران دولة بدائية لكنها جعلت من قدراتها المحدودة قوة ووظفت التطرف والإرهاب في خدمة مشروعها التوسعي الذي اصبح كالنيران الملتهبة تسوقها ريح عاتية،اما هذا المحور وخاصة الأمارات فهي لا تتعدى كونها برج من ورق بدأ يصفر من شدة حرارة اللهب الذي بدأ يقترب منها شيئاً فشيئاً. فكيف ينجح هذا المحور الذي بدأ يفقد توازنهُ في رمال التخبط وصناعة الاعداء وتنمية المحاور؟ كيف يمكنه الصمود بين نار تقترب وتاجر لايشبع ونفقات لا تتوقف وطموحات ومحاولات لم يُكتب لها النجاح؟ انهُ بأختصار فشل. فشل في وقت تتطلع به شعوب المنطقة للخلاص من الارهاب الإيراني و ونفوذها التوسعي وسياساتها وممارساتها الطائفية.

طلال الحريري
[email protected]
1/6/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا