الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمنية في قصر الرخام

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 5 / 31
الادب والفن



بعد ان تأكدت من عدم جدوى المناقشة مع رئيس التحرير حملت مستلزمات جولتها الاستطلاعية نحو القصرالعريق لعائلة جيدون وتسليط الضوء على طبيعة الخلاف بين الوريثين الوحيدين من إبنائه إزاء رفض الجهات المختصة منح الترخيص بتقسيم الإرث المتنازع عليه لأسباب تأريخية مثيرة للجدل .
بعد عناء قرابة ساعة كاملة من المشي في الطريق الصخري الوعر حمدت الله انها انتعلت حذاءا عمليا مسطحا وإلا ماكانت أمام منزل صخري من الرخام المائل للاصفرار في كل زاوية منه لوحة خطتها الطبيعة بفنونها ولم تنل السنون من عراقتها..
استقبلت بحفاوة واضحة من الطرفين رغم العداء الذي يطفو على السطح ولاحظته جليا في حبل غليظ وطويل قاطعا المسافة الواصلة بين الممر المؤدي الى الباب الرئيسي و الجزامة الرخامية في مقدمة المنزل مما استدعى خلع فردتي حذاءها القديم ووضع كل واحدة في طرف حلا للنزاع ...
في الحديقة الخلفية كان اللقاء مع العائلة والضيافة المعروفة تحت شجرة السرو الضخمة المقسومة بدورها الى نصفين بنفس الحبل مع فارق النصف الأول ممتلئ بخيوط ملونة وأواني فخارية صغيرة تتدلى بإعتزاز والنصف الثاني فارغ تماما ...
أحتلت الأطعمة المحلية المائدة الكبيرة المصنوعة من خشب الزان وما عليها من وليمة مبالغ فيها الى حد الإسراف وكان الحديث عن المنزل وتأريخ البناء الذي استحضر جدهم الأكبركبار الحفارين والنقاشين لتنفيذه واستمر الكلام لساعتين يتخللها الإلحاح في تناول طعام جهز لأربعين فردا بأقامة سبعة أيام وليس ضيفة مؤقتة لبضع ساعات...
في الطرف الأخر كان التماثل تام في المائدة ومقتنياتها من أصناف الطعام وكمياتها حتى الإلحاح بتناول ماهو فوق الحاجة وابتدأ الحديث بالفضول عن نصف الشجرة الفارغ وكان الجواب متفاخرا بالتحضر الذي يمنع الإيمان بالخزعبلات والإدعاء بأنها شجرة مبروكة بعد ان مات تحتها أربعة من جنود العدو أبان الاحتلال ثم بدأ التعريض بجهل الطرف الآخر حتى تم استهلاك أخر ذاكرة رقمية مؤذنا بضرورة الرحيل
خيانة الجزامة ظهرت واضحة في فقدان حذاءها وهنا اتفق الجمع الذي لايتفق بإن أحد الصغار قد أنتعله بحكم العادة وبعد الإنتظار أوصت بحذاء جديد وصل خلال ساعتين وكان الخلاف بين الأخوين على الجهة التي تدفع مبلغ الحذاء...احتد فتجاوز تراشق الكلام والإتهامات الى تشابك بالأيدي والأقدام على من يستحوذ صفة الكرم ....
ركلت الصندوق الذي تبعثرت محتوياته على أرضية الرخام وعادت الى طريقها الصخري حافية وأزهار النرجس والزنابق البرية تتمايل لوقع الخطى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص