الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطعام مقابل السّلام

مها أحمد

2006 / 5 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


ظهر المطلوب رقم واحد في العالم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الفضائيات في شريط مسجّل توجه فيه إلى العالمين الإسلامي والغربي وقبلهما إلى أنصاره برسائل استقبلتها أجهزة المخابرات باهتمام بالغ وراحت تعمل فيها تحليلاً وتركيباً دون أن تغفل أي تفصيل مهما كان صغيراً علّها تفلح في ما عجزت عنه أقمارها الصناعية من رصد الرجل الذي دوّخ أعتى الاستخبارات وجعل بوش وحربه على الإرهاب موضع سخرية العالم أجمع .
أسامة بن لادن (ومعه الظواهري والزرقاوي) كان لا شك الحدث غداة الظهور الذي استدعى ردود الفعل من كل العواصم : ساسة ،قادة،إعلاميون، محللون، وحتى مواطنون عاديون علقوا عليه ، لكن العرض الأغرب من نوعه على رسالة ابن لادن جاء من ايطاليا : نجمة العري والجنس ايلوناستالير اقترحت على" زعيم المجاهدين" أن تهبه نفسها مقابل أن يتوقف سفك الدماء قائلة : (أنا أعرض على أسامة بن لادن أن أكون له مقابل إنهاء حالة الظلم التي سببها للعالم ، ثدياي ساعدا الكثير من الناس بينما ابن لادن كان السبب في مقتل آلاف الأبرياء ، إنها فرصة ابن لادن أن أكون له ونضع حداً لسفك الدماء ونعمل على نشر السلام والمحبة في العالم )! .
وايلونا سبق أن قدمت نفس العرض لصدام حسين مقابل أن يتنازل عن الحكم قبل غزو العراق وباستنكار تضيف :(انظروا ماذا حدث لصدام ، لو قبل عرضي لكان الوضع أفضل بكثير ) ...
لا نعرف إذا كان مكان إقامة "أمير المؤمنين" أسامة بن لادن يسمح له بالإطلاع على عرض سخي (!) كهذا ولا كيف سيكون شعور من يطالب بجلاء قوات الاحتلال من جزيرة العرب وإقامة دولة خلافة إسلامية تطبق الشريعة على مواطنيها إذا سمع أن كل هذه المطالب مطروحة للمقايضة بجسد امرأة (مع احترامنا لجسد ايلونا) ....
إنه الغرب الحر أسير إعلامه المتداخل (والمتواطئ أحياناً) مع الساسة والعمل المخابراتي الجاهز دوماً لتقديم العرب كرجال مسعورين يشنون الحروب من أجل ناقة ويشعلون ثوب العالم لقاء امرأة ، ذاك الإعلام الغافل عمدًاً عن رجال عظماء وقامات عالية .
وايلونا امرأة لها تصوّرها ونواياها النبيلة ولابد أن نقدّر لها تضحياتها ومحاولاتها الدؤوب لتحقيق السلام العالمي ، طالما أن معظم ساسة العالم العربي يمتهنون الدعارة ويلتبس عليهم دورهم المطلوب : قادة لا قوّادين يسمسرون ليبيعوا حماس إلى أولمرت ويبتزون قادتها علناً دون حياء : اعترفوا بإسرائيل التي لا تعترف بكم وإلا الوزير مشغول (لا نعلم بماذا) ومش فاضي للقاء الزهّارالذي عاد من قاهرة المعز بخفيّ حنين ، القاهرة التي وجّهت دعوتها لأولمرت حتى قبل أن يشكّل حكومته لزيارتها ...وإذا لم ترضخ الحكومة الفلسطينية بعد فلا بأس بمزيد من الضغط : دول تقدّم المعونات للفلسطينيين لكن إسرائيل وأميركا والرباعية والبنوك العربية تعيق وصول الأموال وإذا حدث ووصلت بطريقة ما فإسرائيل قادرة على إغلاق كل المنافذ التي تدخل منه البضائع والمؤن وقد يجيء يوم يصبح فيه شعار المبادرة العربية (الطعام مقابل السّلام) ..
في فلسطين والعراق ولبنان (الغارق حتى أذنيه في ديون إعادة الإعمار الباهظة )
وفي كل العواصم العربية ثمة من هو جاهز دوماً لتقديم ذاته وقضيته ومواقفه وتاريخه وانتماءه لقاء زيارة أو بسمة من الأنسة رايس أو تربيتة من كف بوش أو بضعة دولارات .
وحدها المقاومة التي نتشدق ليل نهار بدعمنا لها فتعقد الندوات والمؤتمرات للتضامن معها ، هي من يحمينا من القوّادين وباعة الأوطان ومحترفي العهر السياسي ومنها نستمد الدعم والمؤازرة ونمنحها ولاءنا المطلق واعتذارنا عن ضآلة ما نقدمه لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح