الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة والعمران

محمد بلمزيان

2019 / 6 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


غالبا ما يقترن الحديث عن الهجرة كموضوع سوسيولوجي بموضوع التنمية، على اعتبارأن الهجرة ونقصد هنا مساهمة المهاجرين بشكل من الأشكال عبرالتحويلات المالية في إنماء بلدانهم الأصلية وتدخلها في إحدى القطاعات الإجتماعية،ويضخون عملة صعبة لا يمكن إغفال دورها الهام في مجالات حيوية، ولاشك أن منطقة الحسيمة كانت من المدن المغربية الأوائل التي عرفت حركة واسعة من المغاربة المتجهين الى بلدان أوربا الغربية بحثا عن العمل ،قبل أن تتوسع لتشمل الكثير من البلدان في شتى أنحاء المعمور،وبالتالي فإن مدنا بأكملها عرفت انتاشة عمرانية واسعة منذ بداية سنوات الأولى من ثمار هذه الهجرات المتتالية، خاصة في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، وعلى سبيل المثال لا الحصر فمدينة إمزورن، كان لعامل الهجرة دورا حاسما في توسيع عمرانها وتمطط البناء في شتى المناطق المجاورة، وأصبح التهافت على العقار في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن بشكل مثير، الشيء الذي انتشرت معه ظواهر العشوائية في البناء وعدم احترام مواصفات التعمير في الكثير من الأحياء والمناطق، وبقدر ما أن البناء عرف انتعاشا وتزايدا كبيرين على اعقار، فإنه هذا التوسع لم تقابله عملية التهيئة لتلك الأحياء من حيث التجهيز بقنوات الصرف الصحي والربط بالماء والكهرباء، وبقيت أحياءا هامشية الى حدود السنوات الأخيرة.
وفي اعتقادنا فإن الهجرة التي عرفتها المنطقة في البدايات الأولى لسنوات بعد الإستقلال، قد ساهمت في ميلاد حركة عمرانية لا عهد للمنطقة بها، كما ساهمت الى تمتين روابط التواصل العائلي بين الوطن والمهاجرين،والحفاظ على ذلك الحس التضامني والتكافلي بين الهجرة والوطن، فقد كان مغتربا واحدا يتكفل بأفراد كثيرين من الآباء والأشقاء والأعمام وغيرهم، وما يزال هذا السلوك موجودا رغم انكماشه وانحساره في السنوات الماضية بفعل الأزمة الإقتصادية التي ضربت البلدان الأروبية.
وقد يتسع مجال مساهمة الهجرة في التنمية الى مجالات أخرى، من قبيل قيام بعض المهاجرين بأنشطة خدماتية وتجارية وفرت فرصا للشغل لا يستهان بها،بالرغم من محدودية هذه المحاولات الرامية الى استثمار رؤوس أموال من العملة الصعبة في إطار تشجيع فرص العمل، رغم أن ما يلاحظ من تركيز واسع و استثمار المهاجرين في قطاع التعمير أكثر من غيره من القطاعات الأخرى، لكن لا يمكن إغفال دور الهجرة في تسريع حركة تمدين كإمزورن ، والتي حولتها الى قطب حضري في ظرف قياسي، كان بإمكانها أن تتحول الى قطب حضري مهم، لو صاحب هذه الإنتعاشة العمرانية تصور هندسي جمالي وبيئي للمدينة ، للحد من جشع المضاربين العقاريين، الذين حولوا مناطق غير مهيكلة الى أوراش للبناء مفتوحة لاتنتهي فيها الأشغال إلا لتبدأ من جديد، مما أدى الأمر الى غلاء فاحش للعقار المعروض للبناء، أمام تزايد متعاظم للطلب خاصة الموجه للسكن،وهذا ما يمكن ملاحظته بكل يسر في عيوب كثيرة لم تحترم فيها معايير وضوابط البناء، لكن كيفما كانت الأحوال فإن مساهمة الهجرة وأموال المهاجرين في توسع العمران بالشكل الحالي هي بديهية لا يمكن التنكر لها إلا من يعاني من غشاوة في العيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني