الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاح التخوين في الجزائر

بودهان عبد الغفور

2019 / 6 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مرت كلمات في أذني سمعتها وبقيت راسخة في ذاكرتي الضعيفة أصلا وهي * من لا يخطئ فهو ملاك ...ومن يخطئ ويصحح فهو انسان ..ومن يصر على الخطأ فهو شيطان*...نحن الجزائريون متطرفون في توجهاتنا نحب الشخص ان يكون مثاليا مثل الملاك ونحترم الشخص المصر على الخطأ مثل الشيطان تحت عذر انه صاحب مبدأ ...أما ان تكون انسان تخطئ وتصيب فهذا مالا نفهمه نحن الجزائريون....... عن ثقافة التخوين اتكلم ..فالتخوين في الاوانة الاخيرة بسبب الحراك تحول الى سمة فكرية مجتمعية وسلاحا فتاكا من كافة التيارات المتصارعة وينتقل التخوين من الاعلى الى الاسفل والعكس...الخيانة شىء بشع، وأسوأ ما يُوصف به إنسان أنه خائن، لذلك يجب أن نتريث كثيراً قبل إلقاء التهمة، ونعلم أنها ليست بالشىء الهين، ولا يجوز أن نطلقها ونحن ندردش في مقهى حاملين فنجان قهوة وماسكين سيجارة لا نعلم مصدرها...فالكل خائن في جزائر اليوم ...الرموز السياسية والتاريخية والدينية ..ماسينيسا سمي بخادم روما والامير عبد القادر مدمر أحمد باي في قسنطينة ومصالي الحاج قاتل النوفمبريين... وبن باديس المداهن للفرنسيين.. وكريم بلقاسم الجهوي البربري وعبان رمضان السارق وبوضياف المتجول في شوارع فرنسا في ليلة انطلاق الرصاصة الاولى اعلانا للثورة وعاجل عجول المتهم بقتل بن بولعيد ...وياسف سعدي القومي الذي خان اصدقاؤه .وشعباني الذي سمح لجيش الحدود بالمرو والاستيلاء على العاصمة.....وأيت أحمد العميل الفرنسي ومهري الذي تأمر على الدولة في سانت ايجيديو وأهانه كبرانات فرنسا في أخر حياته ...وأحمد طالب الابراهيمي وعباس مدني.وفضيل بومالة وبوشاشي وجاب الله وكريم طابو ...المهم الكل خائن والتهمة واحدة بتعاريف مختلفة وجاهزة ومعلبة ..عميل أجنبي .الثقافة الفرنسية. التأمر .أيادي خارجية .حزب فرنسا .ونزيد عليها تهمة الاسلاميين وهم بدورهم يخونون الاخريين بتهمة التكفير وماهي الا حالة متقدمة من الخيانة في فكرهم أضيف اليهم مصطلح الزواف وان كان استعماله مغلوط وخارج سياقه التاريخي ...الكل يخون الكل مما يترك انطباعا أن المخيال السياسي الجزائري مازال متخلفا ومعاقا يحتوى على علل كثيرة بخطاب أناني غير مسؤول تحكمه الرؤية المحدودة بزرع الشك والريبة والهواجس في بنية المجتمع... لقد تم تخوين الكل المرجعيات السياسية والحقوقية والتاريخية والثقافية ...
التخوين ياسادتي يعبر عن عقلية إقصائية وعن سلوك يؤدي الى إغتيال الخصوم معنويا وابعادهم وحشرهم في الزاوية بالقتل الرمزي ...كيف يعقل ان يتم ‘غتيال تاريخ ونضال اشخاص صنع في سنوات من التعب والنظال....هناك أزمة سلوكية وفكرية وسياسية بل أخلاقية نعاني منها كجزائريين على المستوى العام ..
هذا التخوين سينتج فقرا وتصحرا سياسيا مما سيمكن الانتهازيين المغفلين بشعارات ايديلوجية و تاريخية أكل عليها الدهر من الاستحواذ على فضاء الممارسة السياسية والبقاء في الحكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام