الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حطوا في بطونكم البطيخ صيفي

عطا مناع

2019 / 6 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نحن كما الزنبرك ، أو السجاد العجمي اذا شئتم، فكلاهما يداس، لكن الفرق بينهما أن السجاد العجمي يزاد عزه كلما دست عليه، أما الزنبرك فيداس حتى لا ينفجر في وجه صاحب الشأن، وصاحب الشأن هنا متغير، حيناً يكون قائد يعتقد أنه شامل وبحجم الوطن وهو في الحقيقية مجرد دونكيشوت، وقد يكون حزباً اتخذ من القرود الثلاثة قوة مثل، وقد يكون حكومة حالها كحال علي بابا وعصابته.
في حالتنا نحن عراة أمامهم، هم يعرفونا جيدا، وبالمفهوم الشعبي نمارس بعض الجعير مع بعض المقبلات ولكن ألى حين حتى نقنع أنفسنا أننا أصحاب موقف ووجهة نظر، وهذا ما يحدث الان بخصوص حكومتنا المنصرفة التي دلعت نفسها ببعض الامتيازات، والغريب في الامر أننا نستغرب ما قامت به حكومتنا لننفض ريشنا ونقول انه الفساد.
كأن مصطلح الفساد وصفة سحرية باستحضارها نشعر برجولتنا، ولكن الى حين، هل تعرفوا لماذا لان حالنا لا يختلف عن القردة وقرن الموز، طبعاً أنا لست مجبراً أن أفسر المفسر، ولست بحاجة أن أثور واغضب للحدث وكأنه جديد علينا، انا وانتم عايشنا حقبة فياض الذي أجلس عامة الشعب على خازوق القروض، وعايشنا فترة غازي الجبالي الذي قمع أضراب المعلمين بعيد دخول السلطة الفلسطينية، وكلنا نعرف كيف وصف بعض المعلمين بالعملاء لانهم يتمسكون بحقوقهم المشروعة، حتى بعض الشعب وقف ضدهم كما وقفت اللجان الشعبية للمخيمات ضد اضراب موظفي الوكالة حرصاً على نظافة المخيمات والخدمات التي تقدم للاجئين في الوقت الذي لم تنظف المخيمات يوماً وكان هدفهم الحصول على أموال اللجان المجمدة لدى الوكالة لحين فك الاضراب أو كسره.
ونحن على أبواب علي الفطر السعيد وفي هذه الايام المباركة على حكومتنا المنصرفة وقيادتنا الحكيمة والمحكومة منها أن تشكر الله على ذاكرتنا المثقوبة، ولذلك أطمئن السيد رامي الحمد الله وجماعته اننا سننسى، فقط أعطونا بعض الوقت لتظهر حكاية جديدة لننشغل بها وننساكم.
رسالتي هنا الى السيد رامي الحمد الله ومن سبقه ومن سبق الذي سبقة ومن سيأتي أن تضعوا في بطونكم البطيخ الصيفي، هي يا سيدي سحابة صيف وستمضي ، وتأكد لو دارت الايام وعدتم وتقلدتم منصب رئيس الوزراء لتسابقنا اليكم لالتقاط الصور مع جنابكم وصلينا لله صلاة الاستخارة شاكرين له على نعمه التي حبانا بها حيث ظلكم الذي لا يشبهه ظل.
حطوا في بطونكم بطيخه صيفي، فناجي العلي غيبه عن الوجود كاتم الصوت وحنظلة تيتم، ولم يعد للجياع صوت، فنحن كما اسلفت لكم نجعجع وسامحونا على جعجعتنا، امضوا وعلى بركة الله بمرسوم أو بدون فانتم أصحاب الدم الازرق النقي يحق لكم أن تنهلوا كما تريدون من مقدرات اوسلو التي حفرت قبراً جماعياً لشعبنا وعلى نار هادئة.
الى كل الفاسدين والشطار والمطبعين والمتسلقين حطوا ي بطونكم البطيخ الصيفي ولا تهتموا بنا فتلك الاصوات هي مجرد حشرجة ما قبل الموت، الموت الذي أتى على كل ما فينا الا اجسادنا.
حطوا في بطونكم ما شئتم من البطيخ الصيفي واقتنصوا اللحظة، فأنتم أكثر من يعرف أننا نعيش الجمعة المشمشية، أنتم أكثر من يعرف أن الخراب قادم لا محالة، وأنتم اول من سيقفز من السفينة، سفينة شعبنا الذي حولتموه لشعب متسول يتناول لقمة المغمسة بالدم والذل، ذل الوقوف على الحواجز العسكرية الاسرائيلية وذل البحث عن كرتونة لا تسد رمق الجوعى الذين تجاوزوا خط الفقر بأشواط.
حطوا في بطونكم ما شئتم من البطيخ الصيفي، تعاملوا معنا كرعاع، احتقرونا، أديروا الظهر لتضحيات شعبنا، وسوا على قيمنا وثوابتنا، أسرقوا وافسدوا وأبطشوا وتواقحوا كما شئتم، وأسطوا على مقدرات شعبكم، قولوا أنها حقوقكم الوطنية ، لكننا لا نعرف الا حقيقية واحدة.
الحقيقة أن الجعجعة ستختفي ويعود الصوت الهادر للحناجر، سيخلوا الرصيف ممن حيدوا أنفسهم، وسيتدفق الدم في الشرايين، وستتحقق نبوءة غسان كنفاني حيث سيقرع الخزان جيل لم يتلوث بأكاذيبكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب