الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضابط و مواطن: حكاية في زمن الحكرة !

الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)

2019 / 6 / 3
كتابات ساخرة


قصة غريبة فعلا تلك التي وقعت اطوارها في بداية خريف 2013 , حول قصة شاب معاق يبيع السجائر بالتقسيط بالقرب من متجر لبيع الخمور , و يقوم بجميع انواع السخرة حتى اقتناء قنينة خمر لمن لا يستطيع الولوج الى المتجر حفاظاعلى على هيبته و سمعته في وسط محافظ .
وجه الغرابة ان من وكل اليهم تطبيق القانون يتسارعون الى خرقه او على الاقل العزف عليه بما بما يحلو للعازف /الضابط ان صح التعبيير المجازي فالقانون لا يسيتفيد منه الا العازف عليه وضابط ايقاعه .
اغلب سكان المدينة القديمة يعرف شخصا اسمه سعيد الرصافي الملقب بالبهيجة لدرجة انه نسي اسمه الحقيقي ليس اختيارا انما اضطراريا لانه وجد لخدمة الاخر!!!!
البهيجة شاب فقير معاق لا يستطيع العمل فقط يتوسط لمن لا يستطيع شراء قنينية خمر او علب من البييرا , فيقوم البهيجة بالذهاب وشرائها مقابل درهمين للقنينة هكذا يعيش البهيجة او على الاقل اريد له ان يعيش, قد تكون تمة جوانب في شخصيته نجهلها لكن نحكم على الضواهروالشخصية ما يظهر!!!
يحكى انه في ليلة من الليالي الباردة اذا بشخص غريب يطلب من البهيجة شراء له بعض المشروبات الكحولية لان وضعه الاعتباري لا يسمح له بالدخول الى الى المتجر الذي رخص له من اجل البيع للاجانب , ملاحظة تستوقف كل من يراقب الاقبال الكثيف والطلب المتزايد يفهم ان الكل اصبح اجانب يستنتج معه ان من لايقصد هذه المحلات هم قلة او كما قال لي صديق يوما الجالية المقيمة بالداخل ؟؟
هذا الوضع يفرض على الاقل الانسجام مع الذات واقفال المتجر لان الاجانب المقصودون بالرخصة لا ياتون , اوتجديد الرخصة بالترخيص الفعلي لبيع المشروبات الكحولية في اطار قانوني على الاقل لنريح عناصر الشرطة من معاناة التعقب والبحث والقاء القبض على حامله وشاربه والتقديم واجراءاته المعقدة والرتيبة ولتحقيق الانسجام مع ما نفعل وما نقول ؟
واعود لقصتنا الحزينة بسرعة دلف البهيجة الى المتجر المتواجد بوسط المدينة ليحضر المطلوب فطلب اجرته بعد ان اجرى عملية حسابية : عشر قنينات مضروبة في درهمين الحاصل يساوي خبزتين ونصف لتر من الحليب وحافضة لطفله المولود حديثا و شاي وسكر .
المفاجاة كانت حين تغير ت لهجة الشخص الغريب مؤكدا له انه لن يدفع الثمن والا سيدفع البهيجة الثمن , ومن يعرف البهيجة بلا شك سيتوقع رد الفعل فدخل معه في شجار مطالبا باجرته انسحب الضابط مخافة الفضيحة , لان البهيجة لا يخشى شيئا لسبب بسيط لانه لا يملك شيئا .
بعد شهرين من القصة سمع ان البهيجة تم اعتقاله بتهمة حيازة وبيع الخمور بدون ترخيص , قصة تافهة حقا تعكس وتخفي واقعا اسودا مريرا , حيت الحيطان القصيرة يسهل القفز عليها اما الحيطان العالية والمسيجة فلا احد يستطيع الاقتراب منها .
البهيجة ليس عفريتا لكنه مواطن يعيش حين ينام الاخرون انه اكثر شجاعة من زبنائه اولئك المصابون بنوع من الشيزوفرينيا حيت الظهور بمضهرالوقاروالوجاهة , والطهارة امام الاخرين ولا يستطيعون الجهر بما بما يفعلون او ما يحلو لهم فعله .
البهيجة مواطن بسيط منسجم مع ذاته وان كنت ضد عمله الحاط من الكرامة اصلا فمن العار ان يدفع ثمن غرور و تعالي شخص من المفروض فيه احترام القانون , لا خرقه واستغلا ل نفوذه فمن اراد ان يطبق القانون فليكن مؤهلا اخلاقيا لفعل ذلك وقديما قيل اليد القذرة لا تنظف ؟؟
اية سادية- التلذذ بمعاناة وأحزان الآخرين – هاته ان نبرهن لرؤسائنا عن قوتنا وانضباطنا ومهنيتنا على حساب معاناة الآخرين , وإحزانهم لكن أحزان امثال البهيجة هي احزان شائكة .
طبق القانون لقانون على البهيجة و حكم عليه بالسجن ستة اشهر كاملة غير منقوصة لسبب بسيط انه قال لا في وجه ضابط امن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-