الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوى السياسة تنتقل إلى الشارع الأمريكي الشمالي

حازم العظمة

2006 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في أسبوع واحد تتالت مسيرات –مظاهرات كبرى في المدن الأمريكية .. ، أولاً مظاهرات بمئات الآلاف خاصة في نيويورك تندد بسياسة بوش في العراق و تطالب بالإنسحاب، تبعتها بعد يومين مظاهرات مضادة، بمعنى ما ، بدت و كأنها رد من النظام ..
النظام تعمد أن يختار دارفور في السودان رداً ، قضية دارفور يقدمها الآن بوش للرأي العام على أنها مثاله الأخلاقي .. ، فيما يخفي منها جانبها النفطي ...

دائماَ " المثال الأخلاقي" يرتد ، كما لو يصطدم بجدار ، حين يصل إلى إسرائيل
و " المثال الأخلاقي " هكذا يستثني كل ما له صلة بالسياسات الإسرائيلية ...

كان طبيعياً تماماً أن لا يختار ، و حزبه الجمهوري ، المسألة العراقية لإختبار نفوذه في الشارع فهذه الأخيرة الآن هي القضية الخاسرة على طول الخط في الحسابات " الشعبية" للنظام و بالتالي "تصديرها " إلى الشارع لن يؤدي إلى أية نتيجة تُحسب في رصيد بوش

المسألة العراقية هي المسؤولة ، بشكل أساسي عن تدهور التأييد الشامل لهذا النظام و الذي يهدد بعواقب خطيرة للمحافظين " الجدد" و مجمل سياساتهم ...

المحافظون " الجدد" يسيرون حثيثاً على الطريق التي سلكها قبلهم " مكارثي" و شركاه...أي إلى " الثقب الأسود" ، حيث سيُصنفون ، التاريخ سيصنفهم ، بدقة حيث ينتمون ...

إلا أن الأهم إطلاقاً هي الإحتجاجات المليونية بالتوقف عن العمل التي جرت أمس و التي شارك فيها ملايين المهاجرين " غير الشرعيين" في الولايات المتحدة للمطالبة بحقوقهم ...
،هؤلاء " اللاشرعيون" هم من يقوم بالأعمال الأصعب و الأدنى أجراً في نظام العبودية الأمريكي هذا ، نظام عبودية العمل المأجور الرأسمالي

كان أحسن تعليق قرأته ، و أعتذر لأنني لم أحتفظ بهوية قائله، و ذلك بمناسبة مشروع لإنشاء جدار عازل على الحدود الأمريكية- المكسيكية يمنع المهاجرين المكسيكيين " اللاشرعيين" من "التسلل " إلى الشمال ... ، التعليق يذهب ، تقريباً ، هكذا :
يقام الجدار لمنع المكسيكيين الذين هم أسلاف هنود أمريكا ، من العودة "تسللاً" إلى و طنهم و وطن أسلافهم

ألا يذكّر هذا بـ "التسلل " الفلسطيني إلى بئر السبع و يافا ... مثلاً ، و يذكر أيضاً بالجدار العازل الإسرائيلي ...

إلا أن كل ذلك إيجابي ، بما في ذلك مظاهرات دارفور ، فثمة في كل هذا ما يدل على أن الشعب الأمريكي يخرج ، و ربما بسرعة ، من موقف المتفرج على المصائب التي تسببها سياسات حكامه و أساطيله و جيوشه و شركاته (متعددة الجنسيات) و " مصالحه" و "حلمه – الأمريكي العظيم " بعيداً و "وراء المحيط" ..
و أنه بطريقة ما يرتكس و ينتقل إلى الفعل الإيجابي و يناقش ، بعد أن ظل عهوداً طويلة يتفرج على كل هذا من وراء شاشة التلفاز و حسب ...

دائماً كانت تقدم الحروب و المجاعات و المذابح إلى الشعب الأمريكي ، في التلفاز و في السينما ، على أنها مشاكل و مقتلات و مذابح الشعوب "الهمجية" ..
الآن الأمريكي لديه ، على الأقل ، شك عميق في أن الكثير من هذه المذابح و المقتلات تنظمها حكومته .. ، و جيوشه و استخباراته المركزية ، و مارينزه ، شركات من نمط " هالبرتن ديك تشيني " و " الأخوات السبع"... ، سجونه " الهمجية" و مرتزقته و " مقاولوه الأمنيون " ...

في نفس اليوم ، يوم الإحتجاج المليوني للمهاجرين " اللاشرعيين" في الولايات المتحدة ، الرئيس البوليفي ايفو موراليس ، القادم من انتخابات ديموقراطية يؤمم الغاز الطبيعي و يستعيد لبوليفيا السيطرة على االغاز من الشركات الأمريكية ..

كل ذلك فيما ليبراليونا " الجدد" يبشروننا بقيامة العصر الأمريكي- الليبرالي ... و يبحثون و يقترحون البرامج التي تتيح لنظام الهيمنة الأمريكية هيمنة أشد ، مما هو قائم فعلاً ، على شعوب شرقنا السعيد .. ( السعيد لا بد لمجرد و جودهم ، و السعيد بعبقريتهم .. )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام