الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان المربد الثالث ... ماله وما عليه

عبد الباقي فرج

2006 / 5 / 5
الادب والفن


منذ إقامة المربد الأول في العام 2004 في البصرة بمبادرة من اتحاد الأدباء العراقيين في البصرة وجُهْد هؤلاء المربديين يلقى ترحيباً وتثميناً لكونه جهداً غير حكومي وإن تلقى دعماً بسيطاً من هذا المسؤول أو ذاك ، مثلما يلقى هذا الجهد نقداً لاذعاً أحياناً لتجاوز نواقص إعداده ، ولا ضير في ذلك مادام الهدف من ذلك إقامة المربد المرتجى ، إعداداً وتنظيماً ونوعاً ، لكن ما حدث من تناولٍ للمربد الثالث الذي أقيم ما بين 15 ـ 17 نيسان الجاري في البصرة وما حدث خلال أيامه الثلاثة تطلّب مني الكتابة لا سيما وإنني شاركت فيه لا بل عشت جزءاً كبيراً من أيام الإعداد له حيث وصلت البصرة في 11 ـ آذار أي قبل انعقاد المهرجان بـ 34 يوماً.
لقد حاول الأدباء البصريون بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء العراقيين في بغداد ووزارة الثقافة العراقية تقديم المربد بأجمل صوره وبجهود تفوق خبرتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم المادية التي تقترب من الصفر، والتي لم يطرأ عليها أيّ تحسن رغم الوعد بدفع مبلغٍ يقرب من مئتي مليون دينار من رئاسة الوزراء لم يتم استلامها حتى الآن ! لكن مبادرة وزارة الثقافة بحذف أكثر من 100 اسم مبدع عراقيّ وعربيّ بذريعة عدم القدرة على تحمل تكاليف سفرهم وإقامتهم وضعت أدباء البصرة في موقف محرج كاد أن يجعل وفدهم المفاوض برئاسة الأديب مجيد جاسم العلي أن ينسحب ، رغم أن الدعوات بالأساس جاءت متأخرة جداً فلا جدوى من رفضها أو نشرها لاحقاً !! ورغم أنّ الاتحاد العام للكتاب دعا فقط سبعة أسماء لم يصل منها سوى ثلاثة فالوضع الأمني العراقي كان كفيلاً برفع العتب لو أنهم قصدوا ذلك ! ، ولم تكتف هذه الوزارة بما فعلت ، إذ فجّرمسؤول علاقاتها الثقافية وضعاً لا يليق بالثقافة العراقية حين اعتلى منبر المربد ليعلن استياءه من النقد الموجه للثقافة الإسلامية ولوزارة الثقافة واعداً الأدباء العراقيين برواتب شهرية توقّع أنها ستسكتهم ! ، فكان ردّ الأدباء العراقيين يليق بثقافتنا العراقية حيث غادروا القاعة ! مما جعله يعود نادماً ليقدم اعتذاره ، أما موظفوه فقد جهدوا في حساب العملات الأجنبية وفي ما إذا كان الدفع بالعملة العراقية يوفر على وزارتهم ما يوفر ... في حسبتهم لتكاليف تذاكر السفر لأربعة أدباء عراقيين فقط ، هم من شاركوا في المهرجان علماً أن أحدهم وهو الشاعر عدنان الصائغ لم يحضر الحفل الختامي للمهرجان بسبب تهديده بالموت إن بقي في البصرة ـ لسبب أجهله فعدنان غير مشمول بقوائم اجتثاث البعث كما أكد المسؤول عن الاجتثاث في البصرة والذي نفى كذلك أن يكون قد كلف أحداً بتبيلغ عدنان بذلك رغم أنني أعرف إن البصرة تعج بالمليشيات والفلتان ! ـ لكن الغريب إنّ عدنان لم يصرخ في وجه من هدده بالموت لإدانته على الأقل ! ولم يحاورنا في الأمر ولم يقاسمنا الغرفة في الفندق الذي نقيم فيه وحينها فلينفذوا تهديدهم بنا جميعاً إنْ استطاعوا كما إنه لم يتحاور مع اتحاد أدباء البصرة ولم نره بعد ذلك التهديد إلاّ وهو محاط بعناصر من الجيش العراقي ، منادياً على الشاعر البصري طالب عبد العزيز الذي رافقه ، علماً أن ( طالب) أكد لعدنان قبل مجيئه أن الوضع جيد ولا خوف عليه ، مرحباً به .
أود أن أشير أيضاً أن قصائد عدنان لم تكن أكثر مشاكسة من قصائد الآخرين علماً إن غالبية القصائد انتقدت الوضع العام بكل ما فيه ولم تمالئ قائداً أو مرجعاً أما مَن مدحوا مَن اتبعوا فلهم مايريدون كما لنا فلماذا أختاروا عدنان على وجه التحديد ؟ لا أسباب لدى القتلة سوى إشاعة الرعب ليتربعوا على عرش الظلام ! .
أثار إنتباهي أيضاً ما جاء في تقرير نشرته جريدة الحياة :
[شهدت قاعة المهرجان حضوراً كثيفاً للعمائم السود والبيض التي كانت غائبة عن نشاطاته في السنوات السابقة
ولم تدرج زيارة بيت الشاعر بدر شاكر السياب في قريته جيكور في البصرة ضمن فعاليات المربد هذا العام. ]
هذا كذب فاضح فلم أر غير ثلاثة معممين أحدهم شاعر شارك في المهرجان وهو نجل الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين !، أما زيارة بيت الشاعر بدر شاكر السياب في قريته جيكور فهي تتم عادة من قبل اتحاد أدباء البصرة نهاية كل عام حيث تصادف ذكرى وفاة بدر في الرابع والعشرين من ديسمبر ، كما شهدت ذلك حين زرت البصرة في ديسمبر من العام 2003
أود هنا الإشارة إلى إسهام العديد من شعراء قصيدة النثر وتأثيرهم في الجمهور وكذلك مشاركة شعراء مهمين مثل حسين عبد اللطيف ، عمار علي ، عادل مردان ، عبدالباقي فرج ، رسمية محيبس ، نجاة عبدالله ، كاظم الحجاج ، مجيد الموسوي ، محمد علي الخفاجي ،عادل عبدالله ، إبراهيم الخياط ، ناهض الخياط ، علي النوير ، كريم جخيور ، وأسماء أخرى لا تقل أهمية .
كما استنكر صاحب التقرير وجود المعممين والقصائد الوطنية والحسينية حيث [ لم يحدث هذا في ثمانينات وتسعينات المربد دون أن يذكر لنا أي قوالين وأية مدائح كانت تقرأ في مرابد البعث آنذاك ! ، ليس لنا أن نحضر على الآخرين أهواءهم كما نطالبهم أن لا يحصوا أنفاسنا فهذه القصيدة هي وطننا الأبهى الذي يفترض أن يكون لنا جميعا والدين لله وحده ... أليس كذلك ؟ .
**************************
حول المهرجان ...
*************************
أهم ما يسجل من نواقص هذا المهرجان أن ارتباكاً رافقه منذ الإعداد له وحتى إنتهاء أعماله ، من الدعوات إلى تجاوزه أهم ما يرافق أي شاعر محتفى به من بحوث ونقود وشهادات فقد كان يجب أن تخصص جلسة خاصة غير تلك الاحتفالية الختامية لعمل ذلك وكان يجب أن يبادر منظمو المهرجان إلى طباعة الملف المعد لتكريم الشاعر عبد الكريم كاصد الذي أسهم فيه كتاب عراقيون وعرب أو على الأقل تولي طباعته بعد انتهاء أعمال المهرجان ولتكن هذه دعوة صريحة لوزارة الثقافة العراقية لتبني الأمر رغم إن الملف الذي يضم أكثر من عشرين مادة سينشر في أكثر من مجلة متخصصة وموقع ثقافي ، كما يسجل على المهرجان غياب الكثير من الأصوات النسائية رغم مشاركة الشاعرتين الجميلتين نجاة عبدالله ورسمية محيبس ، فقد كان يتوجب دعوة أصوات نسائية أكثر لتخفيف وطأة الذكورة المهيمنة على المجتمع العراقي ! ، كما يسجل وبفخر لأدباء العراق نجاحهم الكبير في إقامة مثل هذا المهرجان في مثل هذه الظروف العراقية المتميزة بالموت والخراب وهذا الصوت العاشق للحياة والحريّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب