الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٧)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 6 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (37)
تحديات ثورة (ديسمبر – أبريل)
أحمد موسى قريعي
تعاني الثورة السودانية الآن من الشدائد والمحن، والأوقات العصيبة، ولكنها ستخرج منها أقوى وأهدى سبيلا. فقد كانت مجزرة (29) رمضان رعبا حقيقيا يمشي على "ساقيين" له ما بعده لآنه لا يمكن أن يمر مرور الكرام، أو على طريقة (عفا الله عما سلف).
هنالك ثلاثة تحديات شائعة تواجه الثورة الآن، هي (الدعم السريع، فلول الكيزان، حلفاء الكيزان)، قد تختلف هذه التحديات ولكنها تتفق في "الشراسة" والغدر والخيانة والكذب والخداع، جميعهم لا يتورعون عن قتل الأبرياء، والأكل على موائد اللئام. يقينا ستزداد هجماتهم في الأيام القادمة ضراوة، وقد نقدم "أرتالا" من الشهداء والجرحى والمصابين، لأن من نواجههم "مصاصي دماء" وقتلة. أعتقد أن أسوأ الحقب التاريخية هي التي يعيشها السودان الآن لأننا نناضل ونكافح من أجل "دولتنا وثورتنا" فنحن نعيش عصر اللادولة، لأن الدولة التي يحكمها "قاطع" طريق لا تعتبر دولة بل تعتبر "وكرا" للإرتزاق والعمالة والنخاسة، والبرطعة في شؤوننا الداخلية.
لكن كيف نواجه هذه التحديات؟
هل نلجأ للمواجهة العنيفة؟ هل سنرد عليهم بذات الأسلوب والسلاح؟
هل نتغمص دور الضحية في يأس وننتظر مستسلمين من ينقذنا؟
هل نحافظ على سلمية ثوزرتنا؟ هل نواصل في ثورتنا وكفاحنا إلى أن تتحقق كامل أهدافنا؟
ما هو الأسلوب الأمثل الذي نتبعه لإدارة ما بعد مجزرة القيادة العامة؟
بالتأكيد لكل أسلوب نتبعه من الأساليب "أعلاه" تبعاته ومآلاته ومآخذه، فالمواجهة العنيفة ستلد مزيدا من العنف والخاسر الوحيد فيها هو "الوطن" الذي لا يحتمل مزيدا من إراقة الدماء. وإذا استسلمنا سنفتح أبوابا لليأس لا نستطيع "إغلاقها" فيما بعد، وإذ حافظنا على سلمية ثورتنا نكون قد عصمنا "دمائنا" وأرواحنا، وفوتنا على القتلة المأجورين الفرصة.
يقول "ألبرت آينشتاين": (إن المشاكل الكبيرة التي تواجهنا لا يمكن حلها بمستوى التفكير نفسه الذي تسببنا من خلاله في نشأة المشاكل)، وهذا يعني أن الحل يستلزم منا إحداث تغييرات جذرية في طريقة تفكيرنا. إذن فلنفكر بطريقة ثورية نابعة من داخل أعماقنا الثورية الملتهبة فهنا يكمن الحل، فلنبدأ من فورنا في إشباع رغباتنا الثورية بالإضراب والعصيان المدني، وأن نبدأ الثورة من أولها "بيضاء نقية" وليس من المكان الذي توقفت فيه، لأننا إذا بدأنا من ذات المكان سيركب معنا "كل من تثورن". وليكن "البديل الثالث طريقنا" الذي يجعلنا نسمو كثوار فوق أمراض التخلف القائمة على (أنا، وأنت، وقبيلتي وقبيلتك، وأفضليتي وأفضليتك) ونستبدلها بعبارة واحدة فقط هي "نحن أبناء السودان" وبس.
(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي