الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتح جاموس والتوازن على حافة الهاوية

يوسف العادل

2006 / 5 / 5
حقوق الانسان


يملك غسان المفلح كل الحق وهو يستغرب امتلاك محاوره في باريس فاتح جاموس كل هذه القدرة على الكلام، ذلك أن كل سني الملاحقات والسجن والحرمان، لم تنل من موقفه السياسي المبدئي الصارم، ليبقى فاتح بين ركام وطنه أكثر حزماً وعزماً على المضي بحقيبته باحثاً عن آخر حفنة حوار لنصرة قضايا الشأن العام تفلت من قبضة الطغيان.
واعتقد أن مسألة اعتقال فاتح جاموس على يد السلطات الأمنية السورية بالنسبة لفاتح ليست توقعاً وحدسا أعلى بسلوك السلطة السورية وحسب، وإنما اليقينية بأربع أرباعها والمنصوبة على ركائز كل التراث النضالي لحزب العمل الشيوعي في سوريا الذي يتضمن برنامجه و خطه المعرفي الفكري النظري السياسي ومنهجه المادي الجدلي ، وكل التوصيف الذي دونه في أدبياته حول قضايا الصراع الاجتماعي الداخلي والإقليمي والعالمي، لاسيما الموقف السياسي من النظام السوري وبرجوازيتيه( البيروقراطية والتقليدية) المقروء لدى حزب العمل الشيوعي على أنه ديكتاتوري لاوطني لابد من دحر هذه الديكتاتورية والظفر بالحريات السياسية، ليتمفصل هذا الشعار السياسي مع شعار سلوك الممر الإجباري على الصعيد التنظيمي لتطبيقه وكان حينئذ العمل السري الذي ألجأه إليه النظام (محتكر الثروة والنفوذ والسلطة) انطلاقا من الطبيعة الطبقية السياسية لهذا النظام، ومن هنا يدرك فاتح وحزبه أن العمل السري ليس عملة قديمة وإنما طريقة عمل تنظيمي محتومة بطبيعة النظام السوري وبنية الاستبداد التي لم ولن تتغير فيه مالم ’يعمل على دحرها ومن هنا يبدو أن فاتح وحزبه أراد تفويت الفرصة على السلطات الأمنية السورية في جر النشاط السياسي المعارض إلى جحيم العمل السري، وتحرك فاتح وحزبه مستفيداً من بيئة ربيع دمشق والحراك السياسي المعارض العلني والبحبوحة وارتخاء القبضة الأمنية( نسبيا باتجاه الاشتداد) في عهد الرئيس السوري الشاب، على أساس القاعدة البراغماتية المشروعة تكتيكياً( في ظل اختلال موازين القوى الصارخ على الساحة السورية لصالح السلطة ) والقائلة: عصفور علني في اليد( مع جني كل القيمة التحريضية والإعلانية لهذا الحزب) ولا عشرة مع شجرتهم في الجحيم.إنه التوازن على حافة الهاوية.
وإذ يدرك فاتح أن الاعتقال قصة معلنة في سورية والخطوط الحمراء( خطوط الفصل السلطوي) معلنة،وأنه موقوف مع وقف التنفيذ، فإن حدسه المبثوث لرفيقه غسان المفلح في أن السلطات السورية ستعتقله بعد إيابه من نشاطه السياسي الخارجي، قد ارتقى إلى حد الجزم.
إنها القراءة المعرفية العلمية الأصيلة لرجل تشغله القضايا الخاسرة كل الساعات التي وفرها دوران الأرض حول نفسها، وأردد مع رفيقه غسان نفس الأمل في خروج فاتح وجميع المعتقلين السياسيين من سجون السلطات السورية، إلى أخر حفنة حوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح