الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بم نبدأ : بالاصلاح السياسي ام بالاجتماعي

عبدالله الجنابي

2019 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الفرقة الناجية من المثقفين
التقيت صديقا من فرقة المثقفين ، تدحرجت معه الاحاديث حتى وصلنا الى السياسة وهو يعرف اني مقل في الخوض فيها ، لكنه مع ذلك بادرني ، مستغربا ، بالسؤال : لم اشاهدك في ساحة التظاهرات ! وبدا كأنه يستنكر او ، على الاقل ، هو مندهش جدا لعدم مشاركتي ، وقبل ان اجيبه ، بدأ بالاستفاضة عن الفساد وانتشاره ، ثم شرح كيف يجب مواجهته ، واليات تفعيل المثقفين واستدراجهم للمشاركة ، ثم وضع خاتمة لمحاضرته بطرح نظريته عن انقاذ العراق والعالم من ازمته . صمت ، لكنه كان ذكيا ، فاستأنف قائلا : لم تجبني عن سبب غيابك عن التظاهرات ؟ واردفه بسؤال اخر للتعضيد : أنت من المثقفين الذين يدركون حجم الفساد ، وغالبا ما نسمعك تتحدث عن ذلك ! ما فائدة الكتابة اذن واقامة الندوات والمحاضرات وجميع اشكال النشاط الثقافي ان لم يترجم الى عمل ونشاط وحركة ديناميكية وخطوات عملية للضغط على الفاسدين وفضحهم ، ها ! اخذ استراحة ثم اعاد الكرة : هل تأتي هذه الجمعة !
اصبح السؤال صعبا الان فالإجابة المطلوبة اما بنعم او بلا ، هل يختصر الوضع العراقي المعقد بهذه البساطة ! هل يتطابق اثنان في رؤية واحدة تجاه ما يجري ! هل توجد اليات موحدة لمواجهة الازمة ! هل تشخصينا لها واحد ! والسؤال الاخطر هو : هل انت نقي الى الدرجة التي تؤهلك باستلال سيف الحق لمحاربة الفساد ! هل اشتغلت على نفسك اولا ! هل بدأت بها ! او بالأقربين مثلا ! هل تقف على مسافة واحدة من الجميع ! واذا افترضنا انك على حق ، هل يجب علي تقليدك ! هل انا متاكد انك لو توليت الحكم فسنكون افضل ! هل مصيبة العراق متمحورة في سوء شخص واحد ! هل الفساد بين السياسيين فحسب دون رجال الدين و قادة المجتمع المدني ! هل اكثر الاطباء رحماء ! هل المعلمون كلهم متفانون في عملهم ! هل المثقفون كلهم فضلاء !
قال : ما الحل اذن ! هل نكف عن المحاولة !
الاجابة حسب رأيي تتلخص بالاتي :
1- يجب ان لا نكف عن المحاولة .
2- لكن نبدأ بانفسنا اولا .
3- ان لا نقصر الناس على طريقتنا بالمحاولة .
4- ان نكون حياديين ، في دعوتنا للاصلاح بمعنى ان الاصلاح ليس موجها الى الاخر المختلف سياسيا او حزبيا او دينيا او طائفيا او عرقيا . فاذا كنت شيعيا مثلا ، فالنقد ليس موجها للسنة فحسب ، وان كنت عربيا فالنقد ليس موجها للأكراد فقط ، وان كنت علمانيا فاحتجاجي ليس على رجال الدين فحسب ، وان كنت مثقفا فذلك لا يعني ان المتخلفين هم سبب الازمة ...الخ .
4- ان نميز بين دعوة للإصلاح واسقاط الفاسدين ودعوة لإسقاط كل شيء ، فحزب البعث قد ينادي بالإصلاح ايضا لكنه يريد الاستيلاء على السلطة .
5- ان نؤمن ان الاصلاح والبناء طريق طويل يحتاج جهدا وصبرا ، وليس الاصلاح عن طريق انقلاب اسود يتبعه سحل وقتل وانتهاك ودمار... ثم لنبدا من الصفر مرة اخرى .
6- ان نبتعد عن التخوين ، لاننا سنضطر الى تقسيم العراقيين الى خونة عملاء ووطنيين شرفاء ، لتبدأ جولة جديدة من الصراع .
7- ان نكون دقيقين في التوصيف ، فعبارة : " كلهم فاسدون" عبارة فاسدة .
8- ان نؤمن بالحوار حتى مع من نظن انهم فاسدون .
9- ان نفرق بين ما هو حكومي او سياسي وبين ما هو وطني ، فالحكومة والاحزاب والسياسيون زائلون والوطن باق، ولا حجة لنا في تخريب وكن من اجل القضاء على الحكومة او الاحزاب او السياسيين او حتى الفاسدين .
10- ومن باب الانصاف ان لا ننسى الايجابيات المتحققة التي علينا البناء عليها .
هذا رايي الذي لست متاكدا انه العلاج الشافي لامراض العراق ، كما لا اعتقد ان الجميع يجب ان يسير على ما كتبت .
ختمت حديثي بالقول :
كنت اعتقد ان بعض رجال الدين هم وحدهم من يعتقدون بمقولة : الفرقة الناجية ... الا انني اكتشفت الان : ان بعضهم من يعتقد ايضا انه من : الفرقة المثقفة الناجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر