الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمالة الأطفال مأساة عالمية للجميع

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2006 / 5 / 5
الحركة العمالية والنقابية


تقريرمنظمة العمل الدولية الصادر يوم الخميس الرابع من ايار -مايو 2006 بخصوص عمالة الأطفال في العالم ، يزف لنا بُشرى هامة ، وهي أنه ولأول مرة منذ مأسسة قضية مواجهة عمالة الأطفال في العالم والمباشرة الى إصدار تقارير دولية عن هذه الظاهرة ، حدث هبوط في عدد الأطفال الذين يعملون في سوق العمل العالمي ، من 250 مليون طفل الى 218 مليون خلال الأربع سنوات الأخيرة .

هذا الهبوط إعتبره خبراء المنظمة مؤشر ايجابي هام في الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية المعنية بالأمر ن خاصة النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات التي أخذت على عاتقها مواجهة هذا الخطر الإجتماعي ن الذي يضطر أطفال في سن خمس سنوات وأقل ، الى الخروج الى سوق العمل ، والسبب هو الفقر المدقع الذي تعيشه عائلاتهم ،وربما تكون أسباب أخرى . ولن ننسى أولئك الأطفال من الدول الأفريقية وغيرها الذين يجري بيعهم من قبل سماسرة الى أصحاب مزارع أو أصحاب شركات خدمات بيتية ، حيث يجري إستغلالهم بشكل بشع .

لكن القضية الأكثر إيلاماً في عمالة الأطفال ، هي تشغيلهم في الدعارة أو في صناعة سينما الجنس ، حيث يشتغل سماسرة هذه "المهن" ضائقة عائلات الأطفال ، وأحيانا يجري تضليلهم ،ويتحولون الى عبيد للدعارة في أيدي هؤلاء السماسرة البشعين . وذاكرتنا ما زالت تحتفظ بما قام به البعض من منتجي أفلام الجنس ، في المغرب مؤخراً ، حيث تم انتاج أفلام "أبطالها" من الأولاد والفتيات صغار السن . وملف التحقيق ما زال مفتوحاً ضد مرتكبي هذه الجريمة النكراء . وفي حالتنا هذه تم الكشف عن المجرمين ، لكن السؤال هو كم من الجرائم المثيلة التي أُرتكبها أمثال هؤلاء ولم يُكشف عنها ؟؟ .

218 مليون طفل في سوق العمالة العالمي ... يعني 218 مليون مأساة شخصية وعائلية ،لأولد ذنيهم الوحيد أنهم ولدو لعائلات فقيرة أو عائلات محطمة إجتماعياً ، وبذلك يتحول هؤلاء الأولاد الأبرياء الى سلعه يتناقلها أُناس فقدوا إنسانيتهم ، وهمهم الوحيد جني الأرباح من خلال عمليات إستغلال – تشغيل- بشعة لهؤلاء الأولاد . ومنهم أطفال فلسطين الذين تحولوا الى سلع يجري إستغلالها من قبل البعض من تجار الرقيق يوميا ، وهم يستغلون البؤس الذي يعيشه هؤلاء الأولاد وعائلاتهم جراء الإحتلال الإسرائيلي لإراضيهم وإحكام الحصار على أهاليهم ومنعهم من الوصول الى أماكن عمل يعملون بها .

مأساة هؤلاء الأطفال لا يمكن نقل آلامها – ألامهم – كاملة ، حيث تتم التجارة هنا بشكل خاص ، ربما لا مثيل له في العالم ، سماسرة من الذكور والإناث – وهم من الفلسطينيين ايضا- يقومون بعمليات "إستئجار" ، بل رق من نوع جديد ، لأولاد من عائلات تعيش في فقر وجوع ، وتتم عملية تشغيل هؤلاء الأولاد في ، التسول على قارعة الطريق ، وفي الأماكن المزدحمة بالسيارات ، في الحر والبرد ن من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً ، وعليهم دفع ما جمعوه من التسول "للمقاول|ة" . ومقابل عملهم المضني هذا يدفع السماسرة لعائلاتهم مبلغ شحيح . وبذلك تتم عملية تربية هؤلاء الأبرياء ،ليس على مقاعد الدراسة ن وعلى العزة والكرامة ، بل على الذل والمهانة وينضمون الى جيش الأميين العرب ن وهو كبير العدد .

كنا نتوقع من تقرير منظمة العمل الدولية هذا أن يتناول هذا الموضوع ، ويضع المجتمع الفلسطيني – مجتمعنا – بل والعربي والدولي أمام الحقيقة المرة جداً ، وهي ان اجيال عديدة من الأطفال الفلسطينيين ، تفقد حاضرها ومستقبلها في ظل هذا الإستغلال البشع لهم ، وهناك عدد كبير من الأولاد يجري إستغلالهم في العمل في مهن مختلفة ن مثل الصناعات اليدوية ن والتجارة والمطاعم والكراجات وغيرها .

إننا نتمنى ان تنتهي ظاهرة تشغيل الأولاد في مجتمعنا البشري عامة ، وأن يعود هؤلاء الأولاد بملايينهم الى مقاعد الدراسة ، وأن يتوقف الإستغلال القائم بحقهم وبحق طفولتهم ...فهم أبرياء يا بشر ...إنهم أطفال لهم الحق بالعيش بحرية ..لهم الحق بالحصول على التعليم ...لهم الحق باللعب والأحلام الجميلة ...فهل من يسمع ...هل من يسمع ..؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتى تحقيق مطالبهم كافة.. طلاب في جامعة غينت البلجيكية يواصلو


.. شركة ميكروسوفت تطلب من موظفيها العاملين في الذكاء الاصطناعي




.. محامون ينفذون إضرابا عاما أمام المحكمة الابتدائية في تونس ال


.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية




.. توغل صيني في سوق العمل الجزائري