الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟

زهور العتابي

2019 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



من يقصد مقبرة السلام في العيد يدرك جيدا المعنى الحقيفي للبؤس والحرقة والألم ويفهم جيدا أي محنة يعيشها العراقيون وتحديدا الشيعة منهم في يوم كان يجب ان يكون سعيدا ...ولست هنا اتكلم بنفس طائفي.. ابدأ ..فمقبرة السلام في النجف الاشرف هي المكان الوحيد الذي يدفن فيها الشيعة موتاهم وهناك مقبرة اخرى في كربلاء ولكنها ليست كمقبرة السلام من حيث القدم والسعة... اما بالنسبة لإخوتنا السنة فهم عادة يدفنون موتاهم قرب مدنهم التي يسكنون فيها فمثلا في بغداد توجد لديهم كما تعلمون مقبرة أبو غريب ...فحالهم هنا اسهل وأهون بكثير من نضرائهم الشيعة ....
يتوافد شيعة العراق لزيارة قبور موتاهم ليلة عرفات ومن المعتاد في هكذا يوم أن تبدا زيارتهم أولا لضريح الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام فتكون الزيارة على اشدها في هكذا يوم حيث الجموع الغفيرة المتواجدة في صحن الإمام وكذلك في الساحات القريبة منه وحتى شوارع المدينة تجدها تكتض هي الاخرى بالإعداد الكبيرة من الزوار الذين يفترشون الأرض على أمل أن يذهبوا للقبور في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة...عن نفسي أقول ..أنا اعتدت أن أذهب لزيارة قبر ولدي الحبيب وأمي واحبتي بصحبة احد أولادي ليلة عرفات.... نقضي ليلتنا بصحن الإمام نصلي ونقرأ القران ونسبح حتى الصباح ولا ننام فيها ابدا ..وبعد صلاة الفجر نبدأ مع تلك الجموع المليونية بالزحف نحو المقابر...اقسم بالله الذي لا إله غيره اني لم أرى في حياتي هكذا إعداد بهذا الكم وذاك الزحام أبدا اللهم الا في عرفة او مزدلفة أيام الحجيج !!.في وادي السلام تشاهد جموووع غفيرة لايحصى عدها. رجال ونساء وأرامل تحمل صغارها وصبايا وشيوخ و....و..والكل يسير نحو المقابر ..والويل لمن يفقد نعله او تخونه قدماه ويسقط !! فإن حصل فلن ترحمه ابدا أقدام الزائرين فالتدافع وسرعة السبر لاترحم لمن تأخذه (الروجة) !؟ .الكل يعدو مسرعا نحو القبور قبل طلوع الشمس الحارقة ..وسعيد الحظ من يكون قبر فقيده قرب الأمام وهذا نادر جدا لان المكان القريب من الإمام كان قد امتلأ تماما منذ سنين .. أما الموتى في السنوات الاخيرة فهم ممن حصدتهم الحروب والحوادث وما اكثرهم وأغلبهم دفن في المقابر الجديدة وهذه بعيدة جدا عن الإمام ..وبالتاكيد ليس هناك أية وسائل للنقل حيث يمنع مرور المركبات أيام العيد وحتى وأن وجدت كيف لها أن تسير وسط هذه الجموع !؟ فانك حين تسير لاترى أرضية الشارع فماتشاهده رؤوس لجموع تمشي على عجل واغلبهم من النساء فتراهن يحملن معهن الفاكهة والكليجة والكعك ليوزعانها على الزائرين (بثواب الميت) وكل ذلك يتم أثناء المسير ..ولكي تصل موتاك عليك أن تسلك مسافة طويلة جدا لتصل الى تلك البوابات ..فبعد التغير والديمقراطية المزعومة!! قامت الدولة حفاظا على جمالية المدينة ببناء سور عالي يحيط بهذه المقبرة ووضعت أرقام لبواباتها ليتسنى للزائر معرفة البوابة التي توصله لضالته( وهذا شيء جيد طبعا ) وما أن تدخل البوابة تبدا المعاناة الحقيقية في البحث عن (الستوته ) تلك التي تقودك الى القبر فهي واسطة النقل الوحيدة هناك ...وغالبا ما تكون تلك الستوتة مكشوفة وهي تتسع لست او سبع أشخاص ولكن لشدة الزحام يحملها السائق اكثر من طاقتها ...ولك ان تتحمل عواقب تلك الستوتة ..تاخذك بين القبور في شوارع ترابية ضيقة... وكثرة المطبات لا تبقي لك عظم أو عضلة سالمة ابدا ( تدشدش عظامك تمام ) ناهيك عن الشمس الحارقة التي تضرب رأسك و التراب الذي يلقي بظلاله عليك فتنعدم الرؤيا تماما لديك ( وتتبهذل من صدك) ولا تدري أهي زيارة أم هو يوم الحشر ام عذاب الأخرة أم ماذا !؟..لاتدري !!.وساعة أن تصل غايتك وتقف على قبر عزيزك تكون في أشد واقسى حالاتك من تعب وارهاق وفقدان الحيل والقوة..وهنا مطلوب منك ان تؤدي الطقوس التي من أجلها قطعت كل تلك المسافات ونلت مايكفي من المعانات وهي ان تغسل القبر بماء الورد وتشعل الشموع وتضع الورود وأهمها ان تسمع فقيدك ماتيسر لك من القرآن وما تحفظه من الدعوات ..لكني لاحظت أن أغلبهم ما أن يصل القبر حتى يدخل في نوبة من النحيب والبكاء لاسيما النساء منهم !! فانك لا تسمع في تلك المقبرة إلا النعاوي الجنوبية الشجية الحزينة التي (تفطر) وتدمي القلوب !!! والطامة الكبرى انك مهما حاولت أن تاتي القبور باكرا فإنك لشدة الازدحام ستصل متأخرا لامحالة حيث تكون فيه الشمس عمودية والحر قاتل وأنت في شدة العطش لكنك لاتستطيع أن تكثر من شرب الماء لأنك ستتعرض لاسوء معاناة رأيتها في حياتك ذلك لأن مقبرة السلام لاتوجد فيها دورات للمياة !! أرأيت اتعس من هكذا حاااال !!؟؟ لكن الله لم ينسى عباده الضعفاء فقط وهب لتلك المقبرة مقام لضريح السيد الصدر رحمه الله ( أبو مقتدى )....وسعيد الحظ فقط من قبور موتاه قريبة من ضريح الصدر....فالسبد الصدر دفن هناك في مقبرة السلام رحمة للزائرين فعلا حيث تتوفر في مقامه الكبير الكثير من الحمامات والمغاسل وقاعات متعددة للراحة والصلاة وهي في توسع مستمر فكل سنة نلاحظ البناية تتوسع أكثر من ذي قبل ..فجزاهم الله خير جزاء اؤلئك القائمين على هذا الضريح.... (فالشهيد السيد الصدر ) وصدقا أقولها لابد انه كان رجلا صالحا بحق وقريبا من الله لذا جعله سبحانه وتعالى سببا بل ملاذا ومحطة استراحة لالاف المتعبين المظلومين من العراقيين ...وشهدت بأم عيني وسمعت كيف ان الناس تترحم عليه.. فالف رحمة ونور على روحه الشريفة الطاهره ...لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ؟ اين الحكومة من كل هذا !؟ لا ادري !! هل صعب على الدولة أن تهيء لهؤلاء المساكين الذين فقدوا اعزائهم وأكثر الموتى من الشباب والشهداء الذين لولاهم لما تمكن الجميع ان يعيش بسلام وينعم بالأمن والأمان..إلا يستحق اهل الشهيد شيئا من الرعاية والاهتمام !؟ ...هل صعب عليها حقا أن تبني في هذه المقبرة الكبيرة المترامية الاطراف مجمعات هنا وهناك لدورات المياه !؟ فهل بناء دورات المياه هذه ستثقل بالفعل ميزانية العراق ؟ حقا انه الظلم بعينه والماساة التي مابعدها مأساة... لا أدري والله انا في كل مرة ابكي بشدة لحال الناس ومعاناتهم وهم يعيشون في بلد غني مثل العراق والأدهى أن أصحاب القرار في حكومته تدعي نسبها لآل البيت !!....كيف !؟ ...شاهدت امرأة تحمل طفلها وتسحب الاخر بيدها واثنان يسيران خلفها وهي في غاية الحزن والتعب..سألتها بتعجب لماذا أتيت بهؤلاء الصغار للمقبرة وفي هذا الجو الحار الملتهب !؟.أجابتني مستغربة تخونها دموعها ( جا شلون غير يعايدون أبوهم...يمن عمت عيني عليه ) !!! ومثلها كثر !! ترى مالذي جناه العراقيون والشيعة تحديدا من التغيير والديمقراطية الجديدة ؟ مالذي فعلوه كي تكون حياتهم بهذا السوء وتلك الصورة المزرية ؟....العيد عندهم هنا بين المقابر حيث الحزن والتعب والعويل والنحيب ...وطيلة أيام العيد هم هكذا ...لايختلف يوم عن سواه ابدا.. وعن تجربة اقولها ...يوم ان رأيت ان الزحام على أشده اخذت عهدا على نفسي ان لا اتي المقبرة مستقبلا اول ايام العيد بل اتي آخره فرأيت أن آخر أيام العيد أشد زخما و قسوة من أوله !!....فحال المقبرة كل أيام العيد هكذا ويستمر لما بعد العيد بيومين أو ثلاثة.!!! الوضع ذاته والزحام كما هو .... !!
لهذا اقووول .....
عذرا ولدي الحبيب فرات...عذرا والدتي الحنونة ...ابي الغالي .. أخي الشهيد السعيد عدنان ..صديقي وأخي علي ...الحبيب عامر ..امي الثانية وصديقتي أم علي ..اعذروني لاني هذه المرة لم ازركم في العيد ..لكني اشهدكم ويشهد الله قبلكم اني وبفضله تعالى أتممت في الشهر الفضيل (رمضان) وكعادتي الختمة القرآنية ووحده يعلم مافعلته من اعمال في هذا ألشهرالفضيل اهداءا مني اليكم وهو قليل ..بل قليل جدا بحقكم ..وكلي أمل أحبتي أن تلتمسوا لي العذر لاني أجلت زيارتي لكم لما بعد العيد باسبوع لان قدماي ليست كما الأمس.. لم تعد تقوى على السير لمسافات طويلة ولم يحتمل بدني صعود الستوتة مجددا تلك التي جعلتني آخر مرة زرتكم فيها طريحة الفراش لأياام لم أقوى خلالها حتى من إعداد الطعام لأهل بيتي !! فعذرا أحبتي ...اسبوع واحد لايعني شيئا .. اسبوع فقط ما بعد العيد ازوركم واسمعكم آيات من الذكر الحكيم كما عهدتموني دائما ولكن هذه إلمرة ساقرا براااحة وهدوووء وخشوووع اكثر.. بعيدا عن ضجيج الزحااام وجحيم الستوتة ............!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يجوز التدخل في ايمان الناس ولكنها وجهة نظر
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 6 / 7 - 07:08 )
بعد التحية. اهنئك بالعيد السعيد كما اهنئ العائلة الكريمة والشعب العراقي المظلوم ايضا وقبل ان ابدا تعليقي اذكرك بمناسبتين جليلتين على قلب كل شيعي وهما زيارة الامام علي (ع) لمقبرة البقيع وزيارة جابر بن عبد الله الانصاري لقبر الحسين (ع) وما حدث فيهما من الاقوال ليكونا الركيزة في الرد على ما دونته اناملك الشريفة في مقالك هذا من احداث كابدتيها عند محاولتك لزيارة قبور اقاربك رحمهم الله جميعا. اولا اليك كلام الامام علي (ع).
مالي وقفت على القبور مسلما * قبر الحبيب فلم يرد جوابي
احبيب مالك لا ترد جوابنا * انسيت بعدي خلة الاحباب
قال (لسان الحال) الحبيب وكيف لي بجوابكم ** وانا رهين جنادل وتراب
اكل التراب محاسني فنسيتكم ** وحجبت عن اهلي وعن اترابي
فعليكم من السلام تقطعت ** مني ومنكم خلة الاحباب
ثانيا كلام جابر بن عبد الله الانصار (ر).
بعد ان سلم على الحسين (ع) قال.
حبيب لا يجيب حبيبه. انى لك والكلام وقد فرف بين راسك وجسدك. اختي الكريمة من خلال ما سبق يتضح بدون لف او دوران ان لا داعي لنكبد تلك الصعاب لزيار اي حبيب او سكب الماء او العطور على قبره لانه لا فائدة ترجى للميت وزيارة القبور هي للموعضة


2 - لا يجوز التدخل في ايمان الناس ولكنها وجهة نظر
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 6 / 7 - 07:08 )
فقط وهذا يكفي ان يقف الزْئر قرب المقبرة ويقراء الفاتحة ـ ولو ان في قراءتها وجهة نظر ـ ويقول السلا عليكم يا اهل القبور بدون التوقع بالرد منهم لانهم لا علاقة لهم بنا من قريب اوبعيد وانما من باب الذكر ى ورد الجميل واخذ العبرة فقط. اما ما يفيد موتانا هي الصدقات بشرط انهم كانوا غير قادرين على ادأئها في حياتهم. اما اذا كانوا قادرون ا ولم يقوموا بادآئها واصبح مالهم ارث لغيرهم فلا فائدة فيها والفآئدة للشخص المتبرع فقط. اختي الكريمة لا تجهدي نفسك على ما لا سند له ولكن لك الحق في زيارة الاهل والاقارب في اي وقت ـ كما اعتقد هي للعبرة فقط ـ ولبس حصرا في الماسبات الدينية وتكبد المشقات التي لا طآئل منها. اختي الكريمة ان ندآئك هذا سيلفت نظر حكومة المحاصصة للقيام بتوفير الراحة لزوار المقابر ليس حبا لذالك وانما لتخدير العقول وصدها عن الطلب بتوفير العيش الكريم للشعب العراقي كما فعلت بفتح المجال المبالغ فيه في اقامة الشعارات الدينية. لبيك ياحسين والسير على الاقدام من مسافات نآئية وكان الحسين ينتظر من يتصره والملبون هم احوج لنصرة من يتقذهم من وضعهم المزي. لكن لا خوف عليهم فهم اول الدخلين الجنة ان صبروا.


3 - الاخ سمير أل طوق البحراني
ابو علي آل ثائر ( 2019 / 6 / 10 - 07:32 )
اشكرك على تعليقك القيم وهو يذكرني بزيارة احد الاصدقاء في المنامة وكان ذالك اليم يوم عيد فدعاني للتوجه معه للمقبرة ليريني كيف يتشاغل الناس في سكب المياه والعطور ودفع الصدقات فاوقفني عند قبر ابيه وغدى يقول:
لو كنت اعلم انما يهدى الى الاموات ينفعهم من السورات
لهديت قبرك كل يوم ختمة محفوفة بالصوم والصلوات
لكنما قالوا وقيل سفاسف تلهو بها الاحياء عن الاموات
فتعجبت من قوله فقال لي لماذا العجب فالحقيقة واضحة ........انها كلمة هو قائلها ومن ورآئهم برزخ الى يوم يبعثون. واليك ما قاله الامام علي:
لا دار للمرء بعد االموت يسكنها ** الا الذي هو قبل الموت بانيها
فان بناها بخير طاب مسكنها * وان بناها بشر خاب بانيها
متى!!. قبل الموت. اما بعد الموت فلا.اما الحديث المروي ان الانسان ينقطع عمله بعد الموت الا من ثلاث (صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له) ان صح فالصدقة الجارية عملها في حياته والعلم الذي ينتفع به لا يعني طبع كتاب ادعية باسمه وولد صالح يدعو له فهو مصداق لقرآءة الآية: ربي اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا.ونختم تعليقنا بقول الامام علي:
اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل


4 - البكاء على الذل اولى من البكاء على الاموات
سميح الحآئر ( 2019 / 6 / 11 - 14:46 )
ايهما امض واشقى زيارة المقابر في المناسبات الدينية التي هي من العرف والتي يجب على الانسان الكيس الابتعاد عن وضع نفسه في التهلكة والزحام لان لا فائدة ترجى الى الميت ويمكن تاجيل الزيارة الى وقت آخر اما العيش المزري الذي يعيشه الشعب العراقي وهوينظر بام عينيه سرقات حكومة المحاصصة وسكوت دهافنة الدين بحجة المظلومية ولقد برهنت الايام ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على الناس من حد الحسام المهند. كان الواجب على تلك الجموع الغفيرة التوجه للمنطقة الخضراء لالقاء سكانها في مزبلة التاريخ وليس التباكي وضرب الصدور على جرم ارتكبته الدولة الاموية قبل مئات السنين والسكوت على الجرم الحاضر. لماذا ضحى الحسين بنفسه ؟؟. اليس لاضهار الحق وابطال الباطل؟؟.لكن الحقيقة هي: شعب تقوده -العمامة - مصيره - القمامة-. نحن شعب الى مزبلة التاريخ لا نستحق الحياة....فلماذا التباكي على من في القبور؟؟؟.

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح