الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضجة... وغيوم غريبة...

غسان صابور

2019 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ضـــجـــة...َ و غــيــوم غــريــبــة...
بفرنسا اليوم ضجة واسعة موجهة محرضة مدعومة ممولة.. بعديد من وسائل الإعلام.. للمطالبة بالداعشيين الفرنسيين الذين مزقوا جوازاتهم الفرنسية.. للمحاربة مع داعش بالعراق وسوريا.. مشاركين بفظائعها بلا حساب.. بأقصى حدود الوحشية.. وقتل وتقتيل مئات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الأبرياء الذين لا يعرفون عدد ركعات الصلاة الإسلامية.. وخاصة حسب شريعة خلافة البغدادي.. خلافة البغدادي التي شارفت على التراجع منذ بداية هذه السنة بكل من العراق وسوريا...
هذه الجهات السياسية الفكرية والحقوق إنسانية الممولة بلا حساب.. والتي تديرها مجموعة من المحامين المعروفين وغير معروفين الفرنسية.. تحاول الضغط على الحكومة الفرنسية.. لتذكيرها أن فرنسا ألغت نهائيا منذ أكثر من خمسين سنة..حـــكـــم الإعـــدام... وعليها إذن المطالبة بمواطنيها الداعشيين الذين أدانتهم محاكم عراقية.. بالإعدام... لجرائم متعددة لا إنسانية ارتكبوها مئات المرات على الأراضي العراقية.. بحق مواطنين عراقيين أبرياء... دون أن ننسى فظائع داعش ضد اليزيديين والأكراد وغيرهم من القتلى الأبرياء... ضحية إرهابيي داعش.. وأبناء داعش.. وحلفاء داعش!!!...
لماذا لم نسمع هؤلاء الحقوقيين الإنسانيين الفرنسيين.. بأي يوم من الأيام.. أي اعتراض على فظائع داعش وخلافتها... ولماذا لا يـطـالـبـون الولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء حكم الإعدام بعديد من ولاياتها.. لماذا لا يطالبون المملكة الوهابية التوقف عن قطع رؤوس نساء ورجال ـ أحياء ـ من مملكتها.. لماذا لا يطالبون الفيليبين بإلغاء حكم الإعدام ضد مهربي ومتعاطي المخدرات.. لماذا لا يطالبون ماليزيا وعديد من البلدان الأسيوية والإفريقية التي لم تــلــغ أحكام الإعدام... وخاصة جميع الدول الإسلامية, والتي تطبق الشريعة الإسلامية بقطع الأيادي والأرجل والرقاب.. رغم الاعتراضات الأممية ضد هذه العقوبات اللاإنسانية على الإطلاق؟؟؟!!!...
تساؤلي عن هذا الضجيج وهذه الاعتراضات المحدودة بالمطالبة بالمحكومين الداعشيين فقط... مع العلم الواضح بأن جرائمهم فاقت آلاف المرات جرائم القتلة والسراقين ومهربي ومتعاطي المخدرات... لماذا.. وألف مرة لماذا... رغم أنني إنسانيا وفلسفيا ضد أحكام الإعدام.. بأي شكل من الأشكال.. وبكل زمان ومكان... ولكنني أربأ عن الدفاع عن من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.. فاقت جرائم جميع العصور... لأن ما فعله مقاتلو داعش وخليفتهم البغدادي.. بكل من العراق وسوريا.. فاقت ألف ألف مرة جرائم جميع العصور.. بكل مكان.. وتحتاج لمئات السنين لمحو آثار الدماء البريئة التي هدرتها لتطبيق خلافتها... وأتــرك كــلــيــا لكل من الحكومات السورية والعراقية.. حق غسل دماء وذكريات هذه الجرائم اللاإنسانية من تاريخها... حفاظا على ذكريات ملايين شهدائها الأبرياء........
بالرغم من قناعتي الإنسانية والمعتقدية برفض حكم الإعدام وتنفيذه بأية دولة.. ديمقراطية أو علمانية.. أو غير ديمقراطية أو غير علمانية... أتساءل كيف يجرأ هؤلاء المحامون الإنسانيون.. وهذه الندوات الحقوقية أن تنسى وأن ينسوا.. كل الاغتيالات المجرمة والتي قامت بها داعش أو القاعدة.. أو بقية التنظيمات الإرهابية الراديكالية الإسلامية (ولنسمي القطة.. قطة!) بفرنسا خلال السنوات العشر الماضية.. جماعيا وفرديا.. والتي تسببت بمقتل أكثر من خمسمائة ضحية.. من جميع الأعمار... كيف يجرؤون على هذا الطلب.. بلحمسة داعش والسعي للبحث عن أحكام ومحكمات أوروبية.. لا تتجاوز أحكام سجنها أكثر من خمسة عشر سنة.. ببراعة المحامين.. بسجون فرنسية أصبحت أشهر الجامعات للإسلام الراديكالي... علما أن هؤلاء الإرهابيين الراديكاليين.. أعلنوا من سنوات حربهم ضد فرنسا وقوانينها وشعبها (وكفارها).. ولم تتغير معتقداتهم واختياراتهم.. شعرة واحدة حتى هذه الساعة... ومن يختار هذا لبلده بأي شكل من الأشكال.. يــخــتــار "تخبئة أفعى.. تحت قميصه!!!...
***************
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ تساؤل معقول... يبقى بلا جواب.
هل هذه الحرب الإعلامية.. والضغط على الحكومة الفرنسية.. من هذه المجموعات ا(الحقوقية).. ومن الأربعة والأربعين محامي فرنسي.. لإعادة الداعشيين الفرنسيين لفرنسا.. وسيلة جديدة إضافية لتضخيم أعداد الداعشيين النائمين بأوروبا وفرنسا... وخاصة بعد التأكيد أن غالب سجون فرنسا التي تتحمل أكثر من طاقاتها العددية.. أصبحت جامعات تامة التجهيز.. لتطوير أبسط السجناء إلى محارب داعشي راديكالي... حيث لا يبقى السجين.. ولو كان حكمه مؤبدا... أكثر من عشرة سنوات بالسجن.. مع عديد من إمكانيات الاتصال مع الخارج... والانضمام إلى الأعداد الغير معروفة من الخلايا الإرهابية النائمة والناشطة بأوروبا عامة.. وبفرنسا خاصة!!!...
من يمول؟؟؟... من يمول هذه الجمعيات الإنسانية الحقوقية الناشطة بهذا السعي لإعادة هؤلاء المحكومين الفرنسيين بالعراق... إلى فرنسا؟؟؟... ومن وراء هؤلاء الأربعة والأربعين محامي؟؟؟... ومن يحرك بجهود جبارة.. بإمكانات إعلامية واسعة ضخمة؟؟؟... ومن هي الممالك والأمارات التي تملك عادة أوسع الطاقات المادية.. لمثل هذه العمليات الضخمة.. لحماية تحركات داعش.. وأبناء داعش.. وحلفاء داعش.. بكل مكان من العالم... والتي كانت وراء تمويل هذا النوع من العمليات الاختراقية... خلال العشرين سنة الماضية؟؟؟!!!.......
وهل تتحقق كفاية المؤسسات الأوروبية والفرنسية.. بدراسة أمكانية هذا الاختراقات على المدى الحالي والمتوسط والبعيد؟؟؟... أم أن حماية المصالح والعلاقات البترولية الضرورية.. تغطي جميع الأخطار الجانبية الواسعة؟؟؟......
تـــســـاؤل مـــشـــروع... يبقى بلا أي جواب.........
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدّد بإعادة لبنان -إلى العصر الحجري- حال اندلاع حرب


.. ما أبرز الملفات التي سيتناولها ترمب في المناظرة الرئاسية الأ




.. ديموغرافيا الولايات المتأرجحة.. كيف سيكون أثرها على الانتخاب


.. بايدن وترمب وجها لوجه.. ما أسباب تضاعف أهمية المناظرة بينهما




.. الولايات المتحدة تشهد مناظرة -تاريخية- بين الرئيس الأمريكي ب