الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كينونة الزمن الفلسطيني وفشل العدم الوجودي الصهيوني

صالح الشقباوي

2019 / 6 / 8
القضية الفلسطينية


العلاقة التي تربط الفلسطيني بوطنه ، تستمد ابديتها من العلاقة التي تربط الزمان بالكينونة ، فكلاهما يحل الى الآخر دوما، فالوطن هو اهم شئ نملكه في هذا الوجود ، فهو من يكسبنا الماهية والمعنى وقصدية الحضور ، وهو من يزودنا باليات الاستمرارية التواصلية ، وهو من يمنع العدم من ممارسة فعله التفكيكي ضد انية الذات ، خاصة وان العقل الصهيوني العارف يمارس فلسفة احتواءه لي لكي يفقدني خصائصي لامتلاك الوطن ، علما ان صراع الافتقاد هذا ينتهي في دورات سرمدية الزمن .المسجلة فعليا في ذاكرة الزمن الماضي ، وذاكرة الزمن القادم ؟! الذي تحول فيه الفلسطيني الى كائن من اجله الوطني ..همه ان يحقق وجوده ( المشروع الوطني ) .
ان الفلسطيني بهذا المعنى يكتسب وجودا وحضورا ذو ثنائية خاصة ، وجود في وطن ..ووطن في الوجود..وبالتالي فان الفلسطيني لا يستطيع ان يوجد زمانيا دون ربط هذا الوجد مكانيا " الوطن" ..وبهذا المعنى يكون الفلسطيني مكون للزمن ..!!
فالزمن والوطن في حياتنا الفلسطينية..هما وجهان لعملة واحدة ..فبكل بساطة فلسفية نجد ان الفلسطيني هو الوطن والوطن هو الفلسطيني .وبذلك تنبثق الكينونة الفلسطينية عن وحدة ثنائية الفلسطيني ككائن والوطن كمكون في حركة دائبة نحو المستقبل .
وهنا يتجلى الفشل الذريع للعدم الصهيوني المبتذل والذي يسعى الى سلب وجودنا من خصائصه البنيوية ، ويريد ان يحيلنا الى العدم الموجود ( وجود دون ماهية ، وجود مسلوب المكونات والخصائص الوطنية ، وجود دون قصدية تؤكد معالم الهوية ).
من هنا تكمن خطورة المعركة التي يقودها الرئيس ابو مازن
في اللحظة الراهنة ، والذي ينطلق فيها دائما من .فكرة ان الفلسطيني دائما يجب ان يكون صاحب وجود متحرك ،نحو المستقبل ، فنحن شعب لديه كل الامكانيات لانتظار مستقبله الوطني ، وفي موقع العمل الصح لتحقيق امكانية قدوم المستقبل ..وانتظاره ، خاصة وان المستقبل عندنا لا يعني الآن الذي لم يحدث بعد ، اي انه مازال ضمن الممكنات التي لم تحدث بعد، وان الماضي لنا لا يعني ذلك الآن الذي انقضى ،
بمعنى ما تحقق من ممكنات ، كما ان الحاضر لا يعني ذلك الآن الذي يقضى في اللحظة الراهنة " لحظة ترامب " .التي تريد محو وجودنا الوطني لتبقي وجودنا الانساني ..يغلقون امامنا كل نوافذ المستقبل ..يعدون لقتلنا بالعشرات ..واستحضار نكبة كبرى ..ليتخلصوا بها من همنا الديموغرافي المؤرقهم؟!..سيمارسون ضدنا الية التطهير العرقي ..يستغلون الزمن ويسابقونه ليصنعوا مشاريعهم ويفرضوا مخططاتهم قبل ان تنزل امريكا عن كرسي قيادة العالم..وتصعد اليه الصين التي لا تربطها باسرائيل وشائج ايديولوجية كما هو الحال مع الامريكان الانجلوسكسونيين ..لذا وامام خطورة هذا المشهد ..المطلوب من القائد الفلسطيني ابو مازن صنع فلسفة البقاء وفلسفة الحفاظ على مكونات الهوية ..على امل انبثاق قوى عالمية جديدة تساندنا وتساعدنا في تحقيق امالنا واحلامنا في العشر سنوات القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه