الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٤١)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 6 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (41)
لماذا خلع "البرهان" بدلته العسكرية؟
أحمد موسى قريعي
في إطار العزلة الدولية المفروضة على "مجلس الدم" الكيزاني، ظهر لاعب جديد له القدرة في تحريك "الأزمة السودانية" داخل أروقة الاتحاد الأوربي وعاصمته بروكسل. هذا اللاعب هو "ألمانيا" التي تعهدت بممارسة الضغوط في العمق الأفريقي للخروج بقرارات فاعلة وحاسمة يقوم بها الاتحاد الأفريقي في أية لحظة، بالتأكيد كل هذا يتم بمباركة الولايات المتحدة، لأن الاتحاد الأفريقي لا يستطيع أن يتخذ قرار "التعليق" وما يترتب عليه بعيدا عن أمريكا.
بعيدا عن "عزلة العسكر" أود الرجوع إلى ما قبيل المجزرة، وتحديدا "زيارة" البرهان إلى السعودية، حسب ما رشح إليّ من معلومات أن البرهان ونائبه الجنجويدي القاتل "حميتي" اتفاقا أن يفضا الاعتصام مهما كلفهما الأمر، وبسط هيبة الدولة المزعومة، لأنهما كانا يدركان أن الاعتصام إذا تمت مساندته "بالإضراب السياسي والعصيان المدني" ستكون نهايتهما والقضاء على مستقبلهما السياسي، كما اتفقا أن يقلع "البرهان" بدلته العسكرية ويرتدي بدلا عنها "البدلة المدنية" ويرشح نفسه بعد "9" شهور كما جاء في بيانه عقب المجزرة للانتخابات وبالتأكيد في ظل هذه الظروف سيفوز وبنسبة كبيرة، ومقابل ذلك يتولى الجنجويدي "حميتي" منصب النائب الأول ووزير الدفاع وربما القائد الأعلى للجيش.
ولكنهما فشلا في فض الاعتصام بالطريقة المثلى وحلت عليهما اللعنة وتلطخت أيديهما بالدماء التي قضت بشكل لا رجعة فيه على أحلامهما بالرئاسة، وأوشك حبل المشنقة أن يتلف حول عنقيهما عقابا لخستهما وندالتهما.
ليس بالإمكان الآن أن يقبل أحد بتزعمهما لأي عمل سياسي في السودان، ولا الشعب السوداني ولا العالم ولا الاتحاد الأفريقي، فقد لفظهما الجميع وأصبحا مما يطرح السيل نتيجة لغبائهما السياسي الذي يستند على التبعية "السعودية - الإماراتية" في كل شيء مثلما حدث مع "أبي أحمد" يوم أمس عندما قالا له بالحرف الواحد: (يجب أن نشاور أشقائنا في الخليج)!
الآن الأمور "مرقت" من أيديهما وصارا نموذجا حيا للمثل السوداني القائل: (تسوي بإيدك يغلب أجاويدك)، فقد تبخرت كل أحلامهما وصارت "هباءا منثورا" فلا الوساطات تنفعهما، ولا سلاح القمع والقتل لأن القتل أصبح عند الشباب مشروع "استشهاد" مجاني ولا يوجد أحد عاقل في الدنيا يكره "الشهادة" دفاعا عن وطنه وعرضه.
إذن فقد "دقسا" ومعلوم وراء "الدقسة اللحسة"، فهما الآن "مزنوقان" زنقة كلب أعمى في زقاق، وهذا يعني أن لديهما خيار واحد فقط هو تسليم السلطة إلى قوى "الحرية والتغيير" ثم ينتظرا عدالة السماء التي لا تظلم أحدا.
على فكرة يا "فارات" أي نقطة دم زيادة ليست في صالحكما، يكيفكما الدماء التي سالت بسبب تشبسكما بالسلطة وتبعيتكما الملعونة لمحور الشر الذي تتزعمه "مملكة الشر" السعودية وربيبتها الإمارات المتحدة.
كان ينبغي عليكما أخذ العبرة من سلفكما المخلوع والذي جاء بعده، وأعضاء اللجنة السياسية بقيادة "عمر زين العابدين" فقد رحلوا جميعا إلى "مزبلة التاريخ" لأن إرادة الشعب فوق كل إرادة، أما الرؤساء والأنظمة السياسية مجرد "موظفين" لدى الشعب. فهو وحده من يقرر مصير من يستخدمه لقضاء أمر ما أو مصلحة. فقد قرر الشعب الآن أنكما خارج الخدمة فقد انتهت صلاحيتكما ولم يعد لكما نفع تقدمانه للشعب، كما أننا كشعب ليس لدينا وقت نضيعه لذلك قررنا فصلكما عن طريق سلاحنا المجرب مع "العواليق" أمثالكما وهو "الإضراب السياسي والعصيان المدني" الذي تركع أمامه كل الجباه المتكبرة والمتسلطة.
قف أمامك ترس .. لذلك الزم يمنيك واحترس.

(الثورة لسه مكملة، ومشوارنا ح نوصلو)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي أبرز التدابير التي أعلن عنها تحالف اليسار الفرنسي في ب


.. غلوكسمان: -الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو توحيد اليسار- في فر




.. نبيل بنعبد الله، في حوار مع SNRT News حول عمل الحكومة والمعا


.. اليمين المتطرف، اليسار الموحد، معسكر ماكرون.. معركة انتخابية




.. هولندا: فوز اليمين المتطرف يهدد شركات التكنولوجيا.. كيف؟ • ف