الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طگ بطگ..وبالقلم العريض !!

عدنان سلمان النصيري

2019 / 6 / 9
كتابات ساخرة


وجدت نفسي انزف بخناجر النفاق. في وطني الام وكل بلاد المهجر بعدما كنت ضيفا على برنامج رمضاني بإستضافة الزميلة الإعلامية السوريه الست( ( و) في مدينة مالمو السويديه، وهي تسألني من بين اسئلتها ما الذي تبدل بين الامس واليوم في مظاهر رمضان ؟..فكان سؤالا ذكيا يحمل بين طياته استنطاقات روحية مركبة، لا يستطيع اعتى الفحول ان يختصرها بجملة او اثنتين ، لمحدودية وقت البرنامج الذي لا يتجاوز العشرين دقيقة ،والحرص التكتيكي من المقدمة اللبقة بتوزيع فرص الحوار مع زميلي الضيف المصري (أس. ص)وبشكل حاذق كعنصر من عناصر النجاح في اتقان فن التقديم .حتى وجدت نفسي محشورا في زاوية الإجابة، وانا احاول ان أُلملمُ نفسي بجلستي تهربا من قراءة عدسة الكاميرا الذكية ،التي بدأت تمسكني من تلابيبي وتريد مني الافصاح بأية طريقة، ولم اكن محسودا في تلك اللحظة وانا اتبلع برضابي قبل العد التنازلي بالنطق، فكانت اجابتي دبلوماسية لا تخلو من التعتيم ونسبة معينة من النفاق الذي يسمح فيه الضمير في وقت الشدة لدفع الضرر والتحسب لفتنة إثارة اكثر المتثيقفين في واقعنا الهزيل، الذين يريدون ان يكونوا مثل النعامات المتغابيه وهي تدفن رؤوسها بالرمال .وكان جوابي بالنص: باني عندما اريد ان انظر للاختلاف لا انظر الى اهمية المظاهر بقدر ما ابتغي من نضوح جوهر الروح ..وهذا مرهون بعلم ربنا في صفاء ونوايا النفوس ،..سوى أن الذي استطيع ان ابوح به هو الاختلاف في اقتصادية الفرد والمجتمع بتلبية الحاجات التي كانت في مجتمعاتنا قبل عقود ملتزمة ومحكومة بمبدئية القناعة والرضا على عكس الان ، فان اكثر الحاجات التي كانت تعتبر اساسيه بالامس اصبحت اليوم كمالية، الى درجة التبطر والاسراف بظل البهرجة والتفاخر والامراض النرجسيه التي باتت تحكم اكثر الافراد داخل العائلة و المجتمع.
وبعد كل هذه المقدمه وبعد ان مرت ايام رمضان بين البهرجة والنغنغة والتمسك بذيول الهوية الإسلامية بين صائم مؤمن ،أو مرائي أو مغلوب بتابعيته وقناعته وهؤلاء من اشد الاعراب نفاقا بعزفهم على الوترين،او برقصهم على الحبلين مثل مهرجي السيرك ، ولتمضية رحلة الطريق نحو الصدح و التكبير بتصدر صفوف صلاة العيد وكما يقول المثل: حشر مع الناس عيد.
وبكل اسف وجدت كل هذه الأنماط قد تشترك بدرجة معينة في نسف ثقافة الاحترام للكبير في طقوسية تقديم تهنئة العيد والمناسبات الاخرى العامة والخاصة ، وصار يختلط الحابل بالنابل والكل يكاد ان يشترك في صرعة الاتكال والتـنبلوغيه باعتماد الفيسبوك كمنبر للمروق والزوغان والتهرب من مسئوليات ادامة الاواصر العائلية والرفقة والصداقة الاجتماعية وبدم بارد، وبعنجهية غير مسبوقة على مر الحقبات التاريخية، حتى وقد بدت المظاهر الطفوليه والزعططة والاحساس بالدونية والصعلكة ، تأخذ حيزها بشكل واضح وفاضح بعدما صاروا يؤسسون الى سرادقاتهم وديوانياتهم متمثلين بمضايف الشيخ الالمعي (ابن طيزون) وهو يستقبل طوابير المهنئين بالعيد .و يتباهى بجمع ايقونات الزهور التي لا يفقه ثقافة رمزيتها البتة ، ناهيكم عن الالقاب العِلْوية الملائكية التي تنفر منها ومن اللحظة الأولى كل الملائكة بالجفلة والاحتجاج، على كل متلبسيها بدون استحقاق بعد أن أصبح واحدهم أكثر انتفاخا من (الضفدع كامل)وهو (الشخصيه الكرتونيه بالسبعينات والثمانينات) ، او منفوش الريش مثل الطاووس، أويصدح بصياحه كديك عرم ابجح بين الدجاج .
فارهصت كثيرا وفكرت طويلا قبل ان ألوذ الى صديقي الاستاذ الداعية الاسلامي المعروف د.(ع) فعسى أن يجد لي بابا قد يقنعني في الصبر على هذه الدراماتيكية الاليمة بانحدار الاخلاق والذوق والاحترام في اخر الزمان ، وخصوصا وقد اكدت بحجتي على مدى انسحاب خطورة هذه الظاهرة المتفاقمه على تهديد رباط النسيج العائلي والاجتماعي، لكنه للاسف لم يجيبني على موقعه العام ، فقد يكون معذورا لسلميته وتهذبه في التعامل والوعظ والإرشاد، ولا يريد أن يعزر أكثر الضمائر التي باتت أكثر عصامية وتقوقع على ذاتها في كل بلدان المهجر والمحجر .

وعندما تسألوني عن نفسي فاني وبدافع السمو مع الذات كنت ابحث دائما بقوائم جميع اصدقائي من الذين يتقاربون او يتقدمون عليَّ باعمارهم أوبحالاتهم الإنسانية الخاصه، لابادرهم بتحية الاسلام الشفافة ، ولأزف اليهم التهاني والمشاعر الحقيقية ..ولربما قد يسأل سائل، وهل المراتب في المسئوليات والمواقع والعناويين قد تجد لها تبريرا منطقيا بالاستثناء عن القاعدة العامة ؟ ..فالاجابة هنا يجب ان تأخذ المفهومية والادراك السليم، قبل التهافت الى حوافز المنافع الضيقة وبدوافع التملق والمداهنة ، الا بعد الاقرار الحقيقي بالجدارة لهذا او ذاك وخصوصا ونحن نقيم تحت سقوف كثيرة من العناوين التي ما انزل الله بها من سلطان، في ظل أدعياء السلام وسفراء السلام وخدمة حوزات السلام وسفن السلام، وبعضهم من لا يستحق وبكل أسف ان يكون ريشة في دبر حمامة بيضاء للسلام .وتحية حب وتقدير لجميع الانقياء والاصلاء أنــّا كانوا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل